أشعل حكم محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بتأييد قرار المجلس القومى للرياضة بشأن تطبيق بند الثمانى سنوات، والذى يقضى بعدم أحقية أى عضو من أعضاء الأندية المصرية فى الترشيح لانتخابات مجلس إدارة أى نادٍ أمضى دورتين متتاليتين من الترشيح فى الدورة الثالثة، الصراع بين الأهلى والزمالك واتحاد الكرة، خاصة بعد أن رفع حسن حمدى رئيس النادى الأهلى الراية البيضاء «بخبث» لضعف فرصته الذى تحصن بعدة أحكام قضائية، وبعد أن تأكد أن الحل الوحيد فى استمراره فى دائرة الأضواء والشهرة وعلى كرسى الرئاسة هو اللجوء إلى تخصيص كرة القدم بالأهلى وإنشاء الشركة المساهمة لدخول عالم الاحتراف من أوسع أبوابه واستمراره بذلك رئيساً للنادى الأهلى مدى الحياة. حسن حمدى رفع الراية البيضاء أيضاً لممدوح عباس رئيس نادى الزمالك بهدف السيطرة على مقاليد إدارة الكرة فى مصر من خلال إنشاء رابطة الأندية المحترفة وفقاً للوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» والتى تسمح بإنشائها وعلى أن يكون لها الحق فى إدارة شئون اللعبة والتحكم فى أى دخل مالى يتحقق من وراء تنظيم مبارياتها سواء كان ذلك من خلال شركات الرعاية أو من خلال عائد البث التليفزيونى للمباريات والتى تقدر بالملايين.
وقد بدأت ملامح تلك الخطة التى بدأ الأهلى فى تنفيذ تفاصيلها فى أعقاب أحداث مباراة المصرى مع الأهلى فى بورسعيد، وتحديداً عند زيارة ممدوح عباس للنادى الأهلى للتعزية فى ضحايا هذه الأحداث، ورغم التكتم والسرية الشديدين اللتين أحاط بهما حسن حمدى تلك المشاورات إلا أن ممدوح عباس لم يستطع السيطرة على تفاصيلها ونقلها بدوره للمقربين ثم للإعلام، وكانت حجة حسن حمدى وممدوح عباس فى خوض تلك المعركة مع اتحاد الكرة هى الأحداث التى سبقت المباراة المشئومة فى بورسعيد من صراعات بين المعارضة فى الجبلاية واتحاد الكرة والتى ضمت العديد من أندية ومراكز شباب ليس لها وزن إعلامى أو ثقل جماهيرى وإعلان الشخصيات الكبيرة الاحجام عن خوض انتخابات اتحاد الكرة القادمة وخاصة اللواء حرب الدهشورى وهانى أبوريدة المختفى عن أنظار الإعلام حالياً وارتفاع أصوات تلك الأندية المعارضة وانكشاف خطتهم فى السيطرة على مقاليد الأمور فى الجبلاية.
[سمير زاهر] ورغم نجاح خطة حسن حمدى وممدوح عباس حتى الآن فى جمع ما يقرب من عشرة أندية لتكوين دورى المحترفين وتشكيل رابطة الأندية المحترفة إلا أن خفايا الأمور تشير إلى أن الصدام سيبدأ فى أقرب وقت مع الجبلاية من خلال اللجنة المسئولة عن إدارة شئون اللعبة وبإيعاز من فلول مجلس الإدارة المستقيل، حيث لن يسمح بإشهار تلك الرابطة أو اعتمادها تحت ستار عدم وجود ما ينص على تكوينها وفقاً للقانون، وبغض النظر عن أن لوائح الفيفا تسمح بتكوينها، خاصة أنه لابد فى المقام الأول من إصدار قانون ينظم إنشاء وتكوين روابط الكرة أو روابط الأندية المحترفة أولاً، بالإضافة إلى أن هانى أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة المستقيل وعضو الاتحادين الأفريقى والدولى حصل على موافقة الاتحادين بتأجيل إقامة مسابقة دورى المحترفين فى مصر إلى موسم 2013-2014 بحجة إتاحة الفرصة للاتحاد المصرى للاستعداد لإقامة تلك المسابقة، وإتاحة الفرصة للأندية لإنشاء الشركات المساهمة وتطبيق شروط إقامة مسابقة دورى المحترفين الأربعة عشر، خاصة أن عدم تطبيق نصف هذه الشروط سيقضى على فرص مشاركة الأندية المصرية فى المشاركة فى البطولات التى ينظمها الاتحادان الأفريقى والدولى، بالإضافة إلى أن هانى أبوريدة نفسه مازال لديه الأمل والطموح فى خوض انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة، ويأمل فى استقرار الأوضاع فى مصر حتى تتكون لديه الشجاعة الكاملة فى الإقدام على هذه الخطوة، خاصة أنه كان نائباً فى مجلس الشعب الذى تم حله بانتخابات 2010 وتم تصنيفه مع أحمد شوبير وسمير زاهر ضمن فلول الحزب الوطنى، كما أنه ينظر مع شوبير الذى أرجأ أيضاً إعلان ترشيحه لانتخابات النادى الأهلى حتى ينتظر الاثنان ماذا سيسفر عنه قانون العزل السياسى والرياضى بشأنهما، ولهذا كله مازال اتحاد الكرة يدار من خلال الطرف الثالث والذى يحدد قراراته ومواقفه، خاصة أن اتحاد الكرة مازال يسيطر على لجنة الحكام ويتمتع بالقدرة الكاملة على إدارة هذا الجانب، والذى لن يحظى به القائمون على خطة إنشاء رابطة الأندية المحترفة.
ومن المرجح أن تشهد الأيام القادمة صراعات عنيفة بين الطرفين وعلى أن يدخل المجلس القومى للرياضة طرفاً ثالثاً فيها، حيث من المرجح أن يحتكم كل طرف من الاثنين إلى المجلس القومى للرياضة للحصول على تأييده ودعمه، الأمر الذى يشوبه أيضاً الشك فى أن يحصل حسن حمدى على هذا الدعم المعنوى والإدارى لتنفيذ خطته، خاصة أن المجلس القومى للرياضة سيخشى التدخل خوفاً من اتهامه بعد ذلك لدى الفيفا بالتدخل فى شئون اللعبة، خاصة أن المهندس حسن فريد رئيس نادى الترسانة أعلن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة لاتحاد الكرة فى دورته القادمة، ورغم أنه يهمه المشاركة فى دورى المحترفين، إلا أنه يطمع فى أن يظل أيضاً فى دائرة الشهرة والأضواء، خاصة أنه لن يسمح له بالترشيح فى انتخابات الترسانة القادمة لقضائه خمس دورات فى رئاسة النادى، وخاصة أنه يرى أنه يحظى بتأييد الأندية الغلابة والأندية الجماهيرية الشعبية، حيث كان يرأس رابطتها شكلاً.
ولهذا فإن الصراع بين رابطة الأندية المحترفة التى يسعى حسن حمدى لتكوينها وإنشائها وبين اتحاد الكرة وبعض الأندية الجماهيرية الأخرى ومراكز الشباب الأعضاء فى الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ومع فلول الجبلاية ستأخذ شكلاً جديداً فى المرحلة القادمة، وتشير الدلائل إلى أنه من الصعب أن يكسب حسن حمدى أى جولة، سواء جولة إقامة دورى المحترفين فى الموسم القادم، أو جولة رابطة الأندية المحترفة، وإذا لم يسعفه الوقت فى تأسيس شركة الكرة بالأهلى ويتم انتخابه من قبل الجمعية العمومية فإنه لن يكسب أى جولة، خاصة أن المعارضة فى الأهلى أيضاً بدأت تعد العدة للانتخابات القادمة، وبدأت تستعد لمواجهة حسن حمدى ورجاله وأنصاره، خاصة أن المرشحين للرئاسة فى الانتخابات القادمة لمجلس إدارة الأهلى لن يسمحوا بأن يكونوا مجرد ديكور أو رؤساء على الورق فقط، حيث أن الأهلى هو ناد كروى فى المقام الأول والكرة هى التى تحقق الشهرة لن يجلس على مقعد الرئاسة، وإذا انفصلت الكرة عن باقى أنشطة النادى وتولى أمرها رئيس آخر فهذا يعنى ضياع الحلم الذى يراود أى مرشح لانتخابات الرئاسة فى الأهلى، وينطبق هذا أيضاً على الزمالك وعلى ممدوح عباس، خاصة أن المعارضة فى الزمالك ترى أن الزمالك شرب مقلب ممدوح عباس الذى لم يقدم دعماً مالياً إلى النادى حتى الآن وبالعكس أصبح النادى مهدداً بإشهار إفلاسه أيضاً وممدوح عباس يقف موقف المتفرجين من الأزمة المالية الطاحنة التى يواجهها النادى وتسبب فى رحيل أحمد حسام «ميدو» من النادى بعد الأزمة الشهيرة التى افتعلها معه منذ أسبوعين بالإضافة إلى أن اتحاد الكرة فى حال تطبيق دورى المحترفين واعتماد رابطة الأندية المحترفة يعنى بذلك زوال ونهاية حكمه!! ونهاية زمنه.