ريشة فريد ناجي علي غير العادة، وفي حادثة لم تحدث ولن تحدث.. حضر إلينا صلاح الدين الأيوبي بحصانه الأبيض، وسيفه الداعي للحق عبر آلة الزمن المتهالكة، ونزل إلي القاهرة وكان نزوله شؤم، الدنيا زحمة والعربيات أكثر من البني آدمين، واللي زاد وغطي إن كان فيه موكب لأحد الوزراء معدي وقافل الطريق. استغرب صلاح الدين جداً من الموقف، وسأل نفسه: منذ متي والوزراء يخرجون في مواكب؟! أصل علي أيامه المنتصرين فقط هما اللي بس من حقهم يخرجوا في موكب.. ما علينا. لفت نظر صلاح الدين الملابس الغريبة التي يرتديها الناس، ففكر أن يغير ملابسه ويلبس مثل الناس العادية حتي لا يلاحظه أحد فذهب إلي أحد محلات الشباب، واصطدم بملابس الشباب الهيبز.. وأخيراً اهتدي بصعوبة إلي قميص وبنطلون.. وخرج إلي الشارع. سار صلاح متعجباً من أحوال الرعية في الشارع، الناس شكلها شقيانة وتعبانة، وكل واحد ماسك في إيده جرنال.. في البداية فرح صلاح الدين وافتكر إن الناس أصبحت مثقفة لكن للأسف يافرحة ماتمت اكتشف صلاح الدين الحقيقة المرة.. كل واحد ماسك في إيده جرنال علشان يعرف ينام ومحدش يأخذ باله منه.. بالصدفة عرف صلاح الدين إن فيه ميدان مكتوب علي اسمه في مصر الجديدة، فأصر علي الذهاب إلي هناك حتي يري بنفسه ذكراه وبمجرد أن ذهب إلي هناك ندم أشد الندم، فقد رأي اسمه موجوداً علي جراج للسيارات وبجانبه قمامة ملقاة علي الأرض لسه هيمشي رأي صلاح الدين شحات مشلول وأطرش واقف بيشحت، وهنا سأله صلاح الدين ياأخي.. لماذا لا تذهب إلي بيت المال؟! فرد عليه الشحات قائلاً: إيه بتقول إيه.. أروح عند أم العيال، ده أنا لو روحت لها من غير فلوس تقضي علي وداني التانية. وهنا رد عليه صلاح الدين: أقول لك ياأخي بيت المال. رد الشحات: حرام عليك.. ماتدعيش علي العيال. فيئس صلاح الدين ثم تركه ومشي. وبينما هو في طريقه سمع من الناس أن هناك فتنة طائفية في إحدي القري، فحزن لما حل بين المسلمين والمسيحيين وصمم علي أن يذهب بنفسه إلي هناك حتي يقضي علي الفتنة. وبعد أن وصل إلي القرية أراد أن يستفسر عن المشكلة فلم يجد أمامه إلا يوسف الحطاب صاحب سوبر ماركت القرية فذهب إليه ودار الحوار بينهما كالتالي. صلاح الدين: السلام عليكم ورحمة الله. يوسف: اصطبحنا واصطبح الملك لله.. خير ياسيدي. صلاح الدين: أنا غريب قادم من مكان بعيد. يوسف: يحنن. صلاح الدين: ياأخي.. أنا لا أطلب منك صدقة، أريد فقط أن أسألك علي شيء؟! يوسف: خلصني ياحاج. صلاح الدين: سمعت إن فيه خناقة بين واحد مسلم وواحد مسيحي. يوسف: ياعم نفض.. أنا في اللي مكفيني.. أهو كل يوم تقوم خناقة بين واحد والتاني من غير سبب مرة واحد ضرب ابن التاني ومرة تانية جاموسة أكلت من أكل حمار التاني، واحنا علي الحال ده كل شوية. - صلاح الدين: طب وماحاولتوش تصلحوا بينهم. يوسف: مش فاضي.. أنا أصلي كنت بصالح مراتي البومة اللي كل يوم بتدب معايا خناقة وتروح عند أمها، وبعدين ياداخل بين البصلة وقشرتها.. أنا مالي. وعند هذه الجملة صرخ صلاح الدين قائلاً: أنا اللي جبت ده كله لنفسي.. فينك ياأرناط ده إنت كنت أرحم.