أنا بكام

كم يساوى ثمن الإنسان.. رجل كان أو امرأة ؟
السؤال يبدو غريبا.. ولكنه فى غاية الأهمية.. أنا أساوى كام ؟
أو بطريقة أخرى:ما قيمتى الفعلية.. عند البيع أو الشراء؟
أنا أغلى مما يتخيل بشر: مخلوق من صنع الخالق عز وجل.. تحملته أمه تسعة أشهر فى بطنها.. سنتين مع الأشغال الشاقة بين الرضاعة والرعاية.. لن نستطيع حساب التكلفة لهذه الفترة.. وإذا حسبناها لن نقدر على دفعها!
حتى ميزانية أكبر دولة لا تتحملها.. تعالوا نحسب المصاريف الفعلية فى شهر واحد.. لمولود من أسرة متوسطة:
1- حفاضات.. غيارات داخلية.. ملابس خارجية.. أغذية مساعدة.. ألبان وخلافه.. ببرونة.. طبيب.. دواء.. حقه فى استهلاكات المنزل وتلفياته.. صحة أمه.. وأعصاب أبوه.. وقلة نوم أهله وجيرانه بسبب اعتراضه.. وصوته العالى!
ممكن حد يساعدنى ويحسبها المجموع الكلى *12 شهر= كام
2- من سنتين إلى ست سنوات
3- المرحلة الابتدائية+ الإعدادى+ الثانوية =
4- الجامعة.. مصاريف الدراسة + ملابس + كتب + ملازم وتصوير أوراق+ مواصلات=
والبقية تأتى.. ونسيت.. المصروف اليومى.. والأكل والشرب والكتب الخارجية والأقلام.. والأوراق.. وخلافه.. والأهم الدروس الخصوصية.. حدث ولا حرج!
أقسم أنها تساوى ثمن عمارة كاملة.. لا تقل أدورها عن عدد سنوات عمر الابن.. أو الابنة.. وتختلف المنظفة حسب ماليات الأسرة.. بالإضافة إلى تأخر سن الزواج.. وأعباء الأسرة زادت.. وعيب أن الأولاد يصرفوا على بيت أبوهم.. ولو فيه جوازة.. محتاجين الجهاز والشقة والشبكة.. والفرح.. وهلما جره.. عدمه أفضل! ونبتدى حكايتنا:
صديقتى الجميلة.. صرخت.. أنا أساوى كام!
هى: وحيدة والديها.. أستاذة جامعية.. تخطت الخامسة والثلاثين.. أسرتها ميسورة. هو: زميلها.. طموح.. وصولى.. بخيل.. من أسرة عادية.. لا يملك إلا نفسه.. مغرور!.. تقدم لخطبتها.. ويوم اللقاء حضر ومعه والدته.. وأشقاؤه.. ولم يتعب نفسه ويجيب معه حتى كيلو برتقال.
بدأ كلامه: أنا قررت الزواج من بنتكم الدكتورة.. ولأنها وحيدتكم سنقيم هنا.. البيت كبير.. محتاج فقط مكتب.. وهأشترى دبلتين.. ونحدد كتب الكتاب و الدخله.. .فى ليلة واحدة.. إمتى؟.. بكل هدوء.. سألته أم العروسة.. إحنا هنقدم ليك بنتنا.. وعليها كل طلباتك.. فين المقابل.. و إنت دورك إيه؟
صرخت أمه فى وجهها:
هيدخلها دنيا.. مش كفاية يرضى يتجوز عانس.. مكنتش لاقيه عريس يرضى يتجوزها.. وكمان ليها طلبات.. تحمد ربنا إننا هنرضى بيها! دخلت صديقتى المطبخ وعادت مسرعة.. ومعها سكين كبير.. وطردتهم من بيتها.. وهى تجرى وراءهم!
بصراحة.. عندها حق.. وهو لايصلح أن يكون زوجاً.. وأمه البعد عن أمثالها غنيمة. فيه شىء مهم جداً.. وننساه.. كل إنسان مميز عن الآخر.. وكل دراسة أو مهنة لها خصوصية.. أقصد لاتقارن الباحثة.. أستاذة الجامعة بغيرها.. أنا كلامى عن سن الزواج فقط.. العلم له احترامه وتقديره.. وإلا بلاها تعليم للبنات.. ونوفر مصاريف الأسرة.. ونرجع للخلف ملايين السنين.. وننسى قدرات المرأة.. ولا نتذكر الرائدات.