اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائى بالمجلة.. ولتكن دعوة إلى كل محبى «أم الدنيا» فهى تستحق منا كل الحب لكى نحافظ على كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. القاهرة العامرة مع طلوع كل شمس يضاف إلى مآذنها الألف مئذنة جديدة أو مئذنة لمسجد قديم تم ترميمه وصيانته ليستقبل زواره من المصلين .. وهذا الأسبوع نقوم بزيارة مسجد إينال اليوسفى الذى تم ترميمه وتجديده بواسطة المجلس الأعلى للآثار يقع هذا المسجد بشارع الخيامية ويتم الوصول إليها إما عن طريق ميدان باب الخلق فشارع تحت الربع ثم شارع قصبة رضوان المتعامد عليه فامتداد شارع الخيامية حيث يوجد المسجد على يسار الذاهب، أو عن طريق شارع محمد على فشارع السروجية المتعامد عليه فامتداد شارع المغربلين ثم امتداد شارع الخيامية حيث يقع المسجد على يمين الذاهب. تاريخ المسجد : شيد هذا المسجد الأمير إينال بن عبد الله اليوسفى اليلبغاوى، الذى كان من مماليك الأمير يلبغا العمرى الخاصكى قريب السلطان برقوق، وإينال كلمة تركية من مقطعين هما: «أى» ومعناها القمر، و«نال» ومعناها شعاع أى أن اسمه يعنى «شعاع القمر»، وقد تدرج فى الوظائف فى نهاية عصر المماليك البحرية، فصار أمير طبلخانة فى عصر السلطان شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وكان منصب أمير طبلخانة فى العصر المملوكى يجعل صاحبه المسئول عن فرقة الموسيقى العسكرية الخاصة بالسلطان، ثم عين سلاحدار فى عصر السلطان المنصور على بن الأشرف شعبان، وكان منصب السلاحدار فى العصر المملوكى يجعل صاحبه المسئول عن مخازن الأسلحة السلطانية، واستمر إينال يتدرج فى المناصب حتى وصل لمنصب أتابك العسكر فى عصر السلطان برقوق وذلك سنة 792ه/1389م وعظم شأنه عند السلطان وصار له كلمة فى تصريف أمور الدولة حتى وفاته عام 794ه/1391م، ولم يدفن إينال أول الأمر فى القبة الملحقة بهذا المسجد، ولكنه دفن فى قبة ابن عم السلطان برقوق، حتى أمر السلطان بأن تبنى له قبة ملحقة بمدرسته، فلما بنيت نقل رفاته إليها وكان ذلك عام 795ه/1392م . جولة داخل المسجد يشغل المسجد مساحة مستطيلة تبلغ أبعادها 75,26*75,20 متر ولها واجهة رئيسية هى الواجهة الشمالية الغربية وتشرف على شارع الخيامية ويبلغ امتدادها 90,20 متر، ووضعت بتلك الواجهة عناصر المسجد الرئيسية، حيث يوجد بطرفه الغربى واجهة السبى والكتاب الذى يعلوه، كما يوجد به المدخل الرئيسى، وكذا واجهة الإيوان الشمالى الغربى وكذا واجهة القبة الضريحية التى تشمل الطرف الشمالى من الواجهة، ويزين القسم الشمالى من الواجهة على يسار المدخل الرئيسى دخلتان ذواتا صدر مقرنص وبداخل كل دخلة من أسفل نافذة مستطيلة مغشاة بمصبعات معدنية عبارة عن رماح أفقية ورأسية تلتقى فى أشكال كروية، يعلوها قندلية عبارة عن نافذتين مستطيلتين متوجتين بعقدين نصف دائريين أعلاهما قمرية مستديرة يغشيهما من الخارج حجاب من الخشب المفرغ، بينما غشيا من الداخل بأحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون، وتنتهى الواجهة من أعلى بشرافات بشكل ورقة نباتية ثلاثية. المدخل الرئيسى: كتلة المدخل عبارة عن حجر غائر يتوجه عقد مدائنى، ويحدد كتلة المدخل جفت مجرد يتكون من إطارين بينهما قناة غائرة أما الميمات فلا أثر لها، ويعلو هذا الجفت شريط كتابى يمتد بطول الواجهة. دهليز المدخل: يلى المدخل الرئيسى دهليز مستطيل بالضلع الجنوبى الغربى منه دخلة معقودة تذكر الوثيقة أنها كانت مزيرة بدرابزين من خشب الخرط مفقود حاليا، ويقابل تلك الدخلة دخلة معقودة كذلك وبها مستويان من نوافذ سفلية مستطيلة مغشاة بمصبعات معدنية، وعلوية معقودة بعقد مدبب مغشاة بحجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون، ويغطى هذا الدهليز قبو نصف أسطوانى تتوسطه قبة ضحلة، وينتهى دهليز الدخول من الجهة الجنوبية الشرقية بدهليز فرعى يتعامد عليه فتح بضلعه الشمالى الشرقى باب يوصل لدور قاعة المسجد. وفتح بالضلع الشمالى الغربى من الدهليز الفرعى فتحة مستطيلة غشيت بحجاب من خشب الخرط يتوسطه باب خشبى من مصراعين يوصل لداخل السبيل، ويغطى هذا الدهليز الفرعى سقف خشبى حديث. تخطيط المسجد : يتكون هذا المسجد من الداخل من دورقاعة وسطى يتعامد عليها إيوانان هما الجنوبى الشرقى والشمالى الغربى. القبة الضريحية : تقع القبة الضريحية فى الطرف الشمالى من المسجد، وتتكون القبة من الداخل من حجرة مربعة يبلغ طول ضلعها 80,3م، وينتهى هذا المربع بمنطقة انتقال من ست حطات من المقرنصات، وفتح فى أركان منطقة الانتقال قندلية بسيطة، يلى ذلك رقبة القبة التى فتح فيها12 نافذة مستطيلة متوجة بعقود مدببة، وتحمل الرقبة قبة ذات قطاع مدبب وتخلو خوذة القبة من الداخل من الزخارف، بينما تزدان من الخارج بأشكال تضليعات غائرة وناتئة تنتهى من أسفل بأشكال ميمات، ونقش على رقبة القبة من الخارج نص كتابى بخط الثلث المملوكى يتخلله رنك السيف وهو رنك السلاحدار فى العصر المملوكى، وتنتهى الخوذة فى قمتها بقائم معدنى يعلوه هلال نحاسى شغل وسطه بزخرفة كتابية قوامها لفظ الجلالة. ويتوسط الضلع الجنوبى الشرقى للقبة من الداخل محراب عبارة عن دخلة معقودة بعقد مدبب، يرتكز عقدها على عمودين مثمنين من الرخام، ويخلو المحراب من أية زخارف. و يتوسط أرضية القبة تركيبة رخامية من مستويين الأرضى مستطيل الشكل، والعلوى مستطيل الشكل أيضاً ويرتد للداخل وبكل ركن من أركان المستوى العلوى بابه رخامية، ودفن أسفل تلك التركيبة الأمير إينال وحفيده الشهابى احمد. السبيل: يقع بالطرف الغربى من المنشأة وهو عبارة عن حجرة مستطيلة أرضيتها من البلاط الكدان، يشرف ضلعها الشمالى الغربى على شارع الخيامية بواجهة تنتهى فى ركنها الغربى بعمود من البازلت الأحمر، الذى يبرز عن واجهة الميضأة حيث تكونت واجهة أخرى للسبيل وغشيت الواجهتان بحجاب من الخشب الخرط، ويغطى غرفة السبيل سقف من الخشب مجلد مزخرف بزخارف نباتية منفذة بألوان متنوعة، ويقوم هذا السقف على إزار خشبى يزدان ببحور كتابية بخط الثلث المملوكى، ويتوسط كل ضلع من الأضلاع الأربعة للإزار رنك السيف. المئذنة : تقع فوق كتلة المدخل الرئيسى، وتبدأ بقاعدة مربعة بها باب معقود يؤدى لداخل المئذنة، أما الطابق الأول فهو مثمن الشكل، وينتهى هذا الطابق بحطات من المقرنصات تحمل شرفة خشبية ذات درابزين من الخشب، يلى ذلك الطابق الثانى وهو اسطوانى الشكل ويحمل هذا الطابق قمة المئذنة وهى على شكل القلم الرصاص مما يدل على أن هذا الجزء ليس من عصر الإنشاء ولكنه من تجديدات العصر العثمانى .