اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائى بالمجلة.. ولتكن دعوة إلى كل محبى "أم الدنيا" فهى تستحق منا كل الحب لكى نحافظ على كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. فى ليلة 6 يناير 0102 افتتحت من جديد الكنيسة المعلقة (كنيسة العذراء) بعد عمليات إصلاح وترميم لكل أجزائها لتستقبل زوارها فى ليلة العيد وهى فى أبهى صورها. قام الدكتور زاهى حواس بافتتاح الكنيسة المعلقة بعد إتمام عمليات الترميم والتجديد التى قام بها المجلس الأعلى للآثار مؤخرا. تقع الكنيسة المعلقة فى حى مصر القديمة فى مجمع الأديان والذى يضم آثارا مهمة إسلامية وقبطية ويهودية، فالكنيسة على مقربة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودى، والعديد من الكنائس الأثرية مثل كنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين)، وكنيسة المحرق و كنائس عديدة أخرى. وسميت بالمعلقة؛ لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى (حصن بابليون)، ذلك الذى كان قد بناه الإمبراطور "تراجان" فى القرن الثانى الميلادى، وتعتبر المعلقة هى أقدم الكنائس التى لا تزال باقية فى مصر. عرفت الكنيسة باسم السيدة مريم أوالقديسة دميانة، وهى مبنية على البرج الرومانى.. وأما الدرج والفناء وملحقاتهما فمبنيان على البرج الثانى وصالتان أخريان هما جزء من الجناح القديم بالمتحف القبطى. وقد شيدت فوق الحصن بوضع أخشاب النخيل مع طبقة من الأحجار فوق أسطوانات الحصن لتكون هى أرضية الكنيسة. والكنيسة المعلقة هى الكنيسة الوحيدة التى لا توجد بها قباب حيث إن سقفها خشبى على شكل سفينة نوح. تحتوى الكنيسة على كنيسة أخرى يصعد إليها من درج سلم خشبى وهى كنيسة مار مرقص بالإضافة إلى هيكل تكلا هيمانوت الحبشى. كما تحتوى الكنيسة على مائة وعشر أيقونات ربما يرجع أقدمها إلى القرن الثامن الميلادى وإن كان أغلبها يرجع إلى عام 7771 م - 9341 شهيداً. أما عن عمارة الكنيسة وزخارفها، فقد تجددت على مر العصور الإسلامية. حتى أعيد تجديد عمارتها فى نهاية القرن 81 م على يد المعلم (عبيد أبى خزام) "5771"م كما هو مدون على حجاب معمودية الكنيسة. وتعتبرالكنيسة من الناحية المعمارية غاية فى الأهمية ورغم أنها جددت فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، إلا أن الطراز القبطى واضح بها تماما. والكنيسة مستطيلة الشكل ومساحتها 01,42 م * 5,02 م. وتقع واجهتها فى الضلع الغربى، وتتكون الواجهة من طابقين. وتغطى الأروقة الثلاثة الرئيسية للكنيسة أقبية نصف دائرية من الخشب، ويوجد الأنبل فى الناحية الشمالية الشرقية من الرواق، وهو قطعة فنية على جانب كبير من الرقة والمهارة، مصنوع من الرخام المزين بقطع صغيرة من الفسيفساء، ويرتكز على 51 عمودا. ونظرا لأهمية الكنيسة وتفردها، فقد قام المجلس بتنفيذ مشروع ترميم شامل للكنيسة. وجدير بالذكر أن الكنيسة جددت عدة مرات خلال العصر الإسلامى مرة فى خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالى الإذن بتجديد الكنيسة. ومرة فى عهد العزيز بالله الفاطمى الذى سمح للبطريرك أفرام السريانى بتجديد جميع كنائس مصر، وإصلاح ما تهدم. ومرة ثالثة فى عهد الظاهر لإعزاز دين الله. كانت مقرا للعديد من البطاركة منذ القرن الحادى عشر أهمية الكنيسة الدينية ترجع أهمية هذه الكنيسة بعد سيامة البابا خرستوذولس انتقل من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية إلى مصر، واتخذ كنيسة المعلقة بظاهر الفسطاط مقرًا له. كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزًا لكرسيه، وجعل أيضًا كنيسة السيدة العذراء فى حى الأروام مقرًا له يأوى إليه عند اللزوم وذلك برضى أسقف بابيلون. أما سبب ذلك فهو انتقال عظمة مدينة الإسكندرية إلى مدينة القاهرة، وكثرة عدد المسيحيين فيها، ولارتباطه بالحكومة. فصار البابا يعين أسقفًا للإسكندرية باسم وكيل الكرازة المرقسية. وكان ترسيم البطاركة يجرى بها فى فترات كثيرة من العصر الإسلامى كما عقد بها الكثير من الاحتفالات الدينية ومازال يوجد فى مدخل الكنيسة العديد من الصور لرجال الدولة المصريين أثناء هذه الاحتفالات فى العصر الحديث. كل عام وأقباط مصر ومسلموها فى سعادة وخير ونتمنى المزيد من التجديدات والإصلاحات لكل بيوت العبادة الإسلامية والمسيحية ودامت المحبة وبورك شعب مصر.