فى هذا الوقت من كل سنة أتذكر أيام بداية الدراسة.. سواء فى المدرسة.. أو الجامعة. وأتذكر أصدقائى وكيف بدأت علاقاتنا، والمواقف الطريفة والمحرجة أحيانا التى مررنا بها. أذكر أيام المدرسة مثلا أننى كنت أصادق الأولاد فقط.. وأجرى معهم وألعب، لأن البنات كان لعبهن طوال الوقت وهن جالسات فى ركن الملعب زى «المكسحين» وهن يغنين أغانى لا أعرف من العبقرى الذى قام بتأليفها.. هذا غير البكاء من أقل كلمة، فكان لعبى مع الأولاد أكثر متعة من الجلوس مع فرقة الشلل الرباعى. مما أثار غضب البنات وكن يقلن عنى بنت «قليلة الأدب» ويشتكونى لمدرسة «التدبير المنزلى» التى كانت ترمقنى بنظرات لا أستطيع نسيانها وتقولى لى.. «هااا».. هتشتغلى معانا ولا تروحى زراعة مع الأولاد».. وكنت فى الحادية عشرة من عمرى، ولكنها كانت تعاملنى على أنى فتاة راشدة ومنحلة.. ولكن فى ثانوى بدأت أكون صداقات مع البنات، ولكن لم أخرج إلا بصديقة واحدة من المدرسة، وكنا دائما مضطهدتين بسبب الشقاوة. ومرت السنون ودخلت هى فنون جميلة ودخلت أنا آداب عبرى، وتعرفت على صديقات أخريات بجانب احتفاظى بصداقة «شيرين» من المدرسة، وقابلت أصدقائى الذين كانوا معى فى المدرسة من الأولاد وأذكر أننى كنت لا أحضر المحاضرات. وكان لى صديقة عاشقة لحضور المحاضرات فكانت تلزمنا بالحضور.. ونجلس ونلعب أنا وباقى أصدقائى لعبة «أتوبيس كومبليت أو إكس أو، وعندما وجدت صديقتى العاشقة للحضور أن المحاضرة ستضيع منها بسبب أصدقائها الفاشلين «اللى هم احنا» رفعت يدها للدكتور وقالت له «يا دكتور أنا مش فاهمة من الناس دى.. عمالين يلعبوا إكس أو فى ودانى». وكانت النتيجة.. طردنا من المحاضرة.. وحرماننا منها طول السنة.. ومرت الأيام بحلوها ومرها وكل ما خرجنا به من أيام الدراسة هم الأصحاب، أجمل صحاب.. وكما يقول الشاعر «أجمل صحاب.. صحابى من صغرى.. دول اللى يمشوا معايا دغرى.. دول أغلى ناس.. همّا الأساس».