برنامج «بدون رقابة» الذى تقدمه «وفاء الكيلانى» على قناة «القاهرة والناس» هو بالفعل اسم على مسمى، فالأسئلة جريئة وصريحة، بل تصل إلى حد الأسئلة الجنسية، وأنا أتساءل: ما الذى يهمنى أو يهم المشاهد فى معرفة الحياة الجنسية لأى فنان، وفضائحه المعلنة والسرية، فى حلقة فاروق الفيشاوى مثلا سألته وفاء: «هل معقول طوال الفترة التى انفصلت فيها عن زوجتك، لم يكن لك تجارب جنسية؟» ولا أعرف ما الغرض من هذا السؤال، هل تريد أن تطمئن عليه، أو عاوزة تجيبله عروسة، وفى حلقة أخرى كانت الضيفة غادة عبدالرازق، وسألتها وفاء الكيلانى غادة الداعرة والعاهرة ولم تفرق المذيعة بين الشخصيات التى تؤديها وبين كونها إنسانة، ولفتت غادة انتباهها قائلة: «تقصدين الشخصيات التى أؤديها علشان الناس متفهمش غلط».. المذيع الجيد ليس بالضرورة أن يفتش فى فضائح وسقطات البشر، لكن الذى يستطيع أن يرصد حياة الفنان بشكل محترم، ومن خلال أعماله، وليس حياته الجنسية.. أذكر أننى لم أر أبدا «زاهى وهبى» فجاً فى حواراته ولا توجد أية استفزازات فى أسئلته، ومع ذلك يقدم برنامجا ممتعا ومحترما نرجع تانى ل «وفاء الكيلانى» وليس معنى نقدى لها أننى لا أحب برامجها، فهى مذيعة جيدة ومثقفة، وتمتلك معلومات عن ضيوفها، وتتمتع بكاريزما خاصة، لكن الخوض فى أعراض الناس، حاجة تانية خالص.