قال أهالينا: رمضان كريم قلنا: الله أكرم قالوا: كل رمضان وأنتم بخير قلنا: اللهم بلغنا وبلغكم رمضان قالوا: عشرة مرق وعشرة حلق وعشرة خلق وتوقفنا كثيرا أمام هذه المقولة، وقررنا أن نبحث عن الرد من الناس في الشارع وداخل البيوت عن استعداداتهم ورمضان كريم... الحاجة ماجدة وجدناها في السوق حائرة وتحمل في يديها العديد من الأكياس المحتوية علي الخضروات وبعض من ياميش رمضان وعندما قابلناها لنعرف ما استعداداتها «للعشرة المرق» قالت: والله لأن الأمثال لا تكذب فأنا بالفعل ملتزمة «بالمرق» ولكنه «المكعبات» فأنا أبلغ من العمر 60 عاماً وكنت أعمل موظفة في إحدي الوزارات ولدي 3 أبناء تزوج ابني الأكبر ومازالت بنتي الوسطي وابني الصغير يعيشان معي وزوجي توفي منذ 20 عاماً وفي حقيقة الأمر كان في الماضي منذ عشرين عاماً كان «عيب يعدي يوم في رمضان من غير لحمة أو فراخ وبط». ومن المتعارف عليه أن أول يوم يكون بط أو ديك وكشك ومحاشي ولكن كان البط والديك «بخيره» وبرخص التراب لكنه دلوقتي الأسعار أصبحت نار «ومالها مرقة المكعبات» بعمل بهما فتة ومحشي وبسقيها بمرقة المكعبات ولا أقصد أن رمضان هيعدي دون «بروتين»، ولكنه في العادي سأعامل رمضان مثله مثل أي شهر عادي فاللحمة والفراخ موجودان طوال العامً. - تدبير بشطارة وقالت سعاد عز الدين مُدرسة رياضيات ويبلغ عمرها 38 عاماً ولديها ولدان: أوائل شهر رمضان معروف بالسُّفر الممتلئة باللحوم والدواجن والمقصود بالعشرة المرق هو الشوربة الناتجة من سلق اللحوم والبط أو الديك ولكن الآن لارتفاع أسعار اللحوم وغيرها أصبح رمضان هذا العام مختلفاً عن باقي الأعوام فاللحمة منذ شهرين ماضيين ارتفعت أسعارها والآن ارتفعت أسعار كل شيء لأنه موسم ولذلك سأقوم بتدبير أموري بشطارة فسأجعل أول يوم بط ومحاشي وشوربة وبعد ذلك سأقوم بتفويت يومين وعادة سيكونونا يومي العزومات واليوم الرابع والخامس سيكون نواشف جلاش أو رقاق وسأقوم بحشوهما خضار أو جبنة من باب التغيير والسبب الثاني أنه سيكون أوفر من استخدام اللحمة المفرومة وأستخدم اللحمة المفرومة في عمل أصابع «كفتة» لأن إذا قمت بعمل صينية جلاش باللحمة المفرومة أو مكرونة البشامل سأضطر أيضاً لتقديم طبق يحتوي علي فراخ أو لحمة ولن يشعر أبنائي وزوجي بها «وهي متدارية» الكفتة أحسن و«بترمي» ووضحت هذه الكلمة بعد استفهامي قائلة «أنها تكفي الكثير وتقوم بعمل كفتة كثيرة من كمية قليلة». - خفيف خفيف..!! وشاركتنا ابتسام طه - موظفة في وزارة التعليم العالي قائلة: رمضان هذا العام مختلف فكل شيء غالي من ياميش ومكسرات وخضار وفاكهة وبالطبع اللحوم والدواجن ولن أتحدث عن البط لأن البط عايز ناس تعرف تشتريه وتهضمه فهذا العام سيكون رمضان «خفيف خفيف»، وأول يوم سأقوم بعمل صواني فراخ وملوخية وفتة وشوربة وهذا اليوم هو الافتتاحية وباقي الشهر سيكون حسب الظروف أصل الفطار ملوش علاقة بأصناف معينة مادام مفيش صنف هيدخل الجنة لا صنف ثوابه أكبر يبقي كله زي بعضه فكل شيء الآن أصبح في ازدياد مستمر ولن نستطيع أن نكفي كل شيء وكل الأكل حلو وحلاوة فطار رمضان في اللمة وليس في نوع الأكل. - شهر الخير وأضافت المهندسة نادية عبيد قائلة: رمضان شهر الخير وباب رزقه واسع والشهر بيأتي برزقه والشهر الواحد الذي لا أحمل همه ولا يصبح عبئاً علي هو شهر رمضان وأنا كلما ستسمح لي الظروف بشراء لحوم أو دواجن سأشتري ولكن أول يوم سأبعد كل البعد عن البط لأن له طقوساً خاصة فالبط بعد الذبح لا يؤكل، لابد من «تزغيطة» وحشوه فله طقوس خاصة وأيضاً لابد أن نعود المعدة تدريجياً علي الأطعمة التي ستدخل لها بعد الصوم حتي لا نصاب «بالتخمة» مثلما يحدث دائماً ولا أستطيع أن أقول أن كل يوم سنأكل لحوماً عند الفطار ولكن سنأكل في هذا الشهر لحوماً فوق المعتاد أكله في الشهور المختلفة.. لأن رمضان له شكل آخر وطقوس أخري وأيضاً سأمتنع عن بعض الأكلات التي تزيد منه حرارة الجسم في هذا الشهر الحار لذلك سأمتنع عن تقديم الشوربة وعمل العدس والمسقعة. وتقول مني فاروق ربة منزل: مش هنقدر علي 10 مرق خليهم يومين ولا ثلاثة وضحكت وهي تكمل: الفراخ واللحوم أسعارها مرتفعة جداً حتي الأجبان والبيض للسحور وعلي الرغم من أن الصيام ساعدنا أن نقلل «وجبة» ويقف اليوم علي وجبتي السحور والفطور ولكن في الأعوام السابقة كنا نستطيع شراء اللحوم والدواجن بكميات كبيرة ونقيم عزومات ولكن الآن أصبح صعباً جداً فالوضع تغير ومع ذلك لابد من شراء دواجن ولحوم ولكن بحساب وعندما سألتها عن البط أو الديك في أول يوم ردت بابتسامة وهي تنظر لأبنائها ملناش دعوة بالبط والديك قاطعناه ومتفتحيش عين «الولاد». - النباتي يكسب وتقول عزة حامد: رمضان كريم عليكم فأنا أحضرت لهذا الشهر أصنافاً مختلفة شاهدتها في برامج وكتب واقتصرت اختياراتي علي الوجبات النباتية فأنا لا آكل اللحوم الحمراء أبداً واللحوم البيضاء هي التي أحبها ولكن لغلاء الأسعار سأتجنب اللحوم البيضاء الطازجة وسأقوم بشراء البانيه المجمد من أحد محلات الهايبر الذي سيقدم عروضا أفضل لنأكلها في بضعة أيام وليس شرطاً أن تتوج السفرة «بالحمام والبط» فالخضروات أفضل للصحة وأفضل للفلوس وأسهل في «العمايل». - كان زمان وتقول ضحي سليم 35 عاماً صيدلانية لديها 3 أطفال أن كل وقت وله آذان فالمثل الذي قال 10 مرق و10 حلق و10 خلق.. مثل ينطبق علي الوضع الماضي وليس علي هذا الوضع الذي نعيشه الآن فكل شيء أصبح سعره مرتفعا ولا أقصد بهذا أننا سنصوم ونضرب عن الطعام طوال الشهر ولكن لم يعد لرمضان بهجته وجماله. أما الدكتورة أمل محمد 47 سنة فتقول «السنة دي هتبقي مرق من غير طعم.. البط غالي قوي والظاهر هنقضيها بانيه.. أذكر من كام رمضان فات كان رمضان بيكون فيه الخير كله والعزومات مش ملاحقين عليها أما السنة دي.. سأفكر ألف مرة قبل أن أعزم أي فرد علي الإفطار وأكيد هذا شعور باقي الأسرة فلا هنعزم ولا هنتعزم. أما خيرية عبدالوهاب 51 سنة فتقول رداً علينا ضاحكة عندما قلنا لها «رمضان كريم» «كان زمان» واستطردت رمضان كريم ده كان زمان ياحبايبي دلوقتي بقي علي قده والناس مش قادرة تصرف زي زمان.. فنحن نعترف أننا كنا شديدي الإسراف نطبخ بدل الصنف 3و4 أصناف.. وهذا غير العزائم والتي تذهب هدراً لأننا نطبخ أكثر من طاقتنا، أما الآن فسنتعلم أن نتقن احتياجاتنا فقط لا غير. - السحور أهم وتقول أيضاً عفاف مصطفي محاسبة في إحدي الشركات أن ما هو أهم ولابد التركيز عليه السحور والفطار يكون أي شيء حتي وإن كان بلح فهو من أهم الأشياء التي لابد أن تكون موجودة ولا يمكن الاستغناء عنها هو البلح وأضافت أن البلح من أهم الأشياء التي يستفيد منها الجسم ولذلك أكملت حديثها قائلة: البلح أولاً وبعد ذلك أي شيء يقضي الغرض يوم لحمة، يوم عدس، يوم بطاطس ويوم كشري مش لازم العشرة يبقوا مرق.. الرحمة حلوه برضه وده أول شهر يدخل في بيتنا الكشري في رمضان هنعمل إيه.. رمضان هذا العام غير عاداتي.