من الواضح الحكمة اللى كانت بتقولها الستات زمان وهى قاعده على طشت الغسيل وهى اللى تحسبه موسى يطلع فرعون، حقيقة مؤكدة. وأكبر دليل هو عاشور الذى شن حرباً شعواء علينا ظلماً وعدواناً، فشكله هادى ويوحى بالطيبة والمسكنة ولأنه أصغر منى بسنتين تلاتة والولد الوحيد فى الغرفة بين عشر بنات فى عين العدو، فقد وجدنا من الذوق أن نتغاضى عن محاولة استغلال شكله الطيب، فعندما يأخذ قلمى وأنا مشغولة مع البنات.. أقول وماله يمكن مزنوق فى قلم.. كبرى دماغك. وعندما أحاول استرجاع القلم استعبط وأقول للبنات «عايزه قلم ياجماعة» يمكن ضميره يصحى ويقول لى اتفضلى لكن ولا هو هنا.. البنات تقولى.. معلش.. جايز مش واخد باله، لكنه فى الحقيقة مابيخدش باله أبداً.. والمشكلة عندما نسأله عن شغله ليسلمه فيقول: ماكتبتش.. أصل القلم مع نهى لسه.. أقول معلش أخويا الصغير، ودارى عليه، ويابخت من قدر وعفا.. وبكره يقع فى واحدة تخلص القديم والجديد من جتته. وأخلاق الفرسان والذوق لا تظهر إلا عندما تكون هناك زنقة شغل، فنجده يتنازل عن كرسيه بمنتهى البساطة والجدعنة، ويعطينا الورق اللى معاه، وفجأة.. «فص ملح وداب» فين عاشور؟.. ماتلقيهوش.. لنكتشف بعد ذلك.. أنه تنازل عن الكرسى والورق ليهرب من الشغل بحجة أن مافيش مكان يكتب فيه، هايكتب على القهوة اللى جنبنا يعنى وطول الوقت مطلع الكمبيوتر.. وبيهنج منه وعندما نطلب منه أن نستعمله يعمل فيها «العندليب» رقيق وحساس وشكله يصعب على الكافر.. ويفضل يزِّن يزِّن العشر دقائق أو الربع ساعة إللى خدناها منه.. عشان يطهقنا.. وكل ده وإحنا شايلين فى نفسنا وساكتين، لكن عندما بدأ يشتكى ويتشحتف على صفحات المجلة قلنا مابدهاش بقى، ومن النهاردة، لن نسمح له بالمرور، ولو جدع بقى يعدى، لأننا كهربنا الباب.