عندما كنا أطفالاً.. كنت أتصور أن مكانا فسيحا مليئا بالماء والخضرة والوجوه الجميلة هو الشرط اللازم لشم النسيم. ثم اكتشفت بعد أن كبرت أنني أستطيع أن أشمه حتي وأنا تحت اللحاف!! فالفسيخ والملوحة والرنجة والبيض والملانة والبصل تشكل منظومة من الروائح الكريهة التي تستطيع أن تصل إلي أنف سيادتك.. رغم أنف حضرتك.. حتي لو ذهبت إلي سطح القمر.. أو غطست في ماء المحيط!! وقد حاولنا - في صباح الخير - من خلال هذه الصفحات أن «نرش» بعضا من العطر في جو الاحتفال بهذا العيد. والحقيقة أننا وجدنا أنفسنا محتارين بين ما قرره لنا الفراعنة من أشكال تقليدية للاحتفال رسموها علي جدران معابدهم. وبين أفكار يستدعيها التطور نقشها شباب الفيس بوك علي شاشات كمبيوتراتهم!! الأمر المهم.. أننا بعد أن انتهينا من إعداد هذا الملف.. عدنا جميعاً إلي منازلنا.. لنتخلص من رائحة العطر.. ونتنفس روائح صحبة الأهل في صحبة الفسيخ!!