اكتب هذا الموضوع وأنا في حقيقة الأمر لا أريد أن أتجني علي الرجال أو أن أظلمهم، لكن غرضي الحقيقي هو أن أوضح شيئا مهما وهو أن الفتاة عندما ترفض أي شخص تقدم لخطبتها ترفضه لأنه لا يناسبها وليس افتراء كما يزعم الرجال، فسوف أحكي لكم قصتي مع العرسان وأنا راضية ذمتكم، في يوم من الأيام دخلت علي والدتي في غرفتي وأخبرتني أن هناك عريسا يريد أن يتقدم لخطبتي وعلي حد قول صديقة والدتي التي رشحت هذا العريس لنا فهو رجل "قمر" وجسمه رياضي وبيلبس شيك، ويعمل في وظيفة مرموقة وابن ناس، فكان ردي علي والدتي أنه ما من شيء يمنع أن أري هذا العريس، لأنه قد يكون لقطة فعلا، وواحدة تانية تلهفه، وأقعد أنا أقمع بامية، المهم جاء موعد اللقاء المرتقب وحضر العريس "القمر"! وعندما رأيته انفجرت في الضحك، وعندما نظرت إلي أمي بغضب داريت ضحكتي، وقلت في عقلي "يا بنت الكدابة هو ده القمر"؟! ده شكله يقطع الخلف، وينفع يخوفوا بيه العيال، ومع ذلك قلت ماشي مش مهم الشكل، المهم المضمون، والجمال مش كل حاجة. خليني أركز في شياكته، التي أقنعتني صديقة والدتي بأنه ولا كريستيان ديور في زمانه، لقيت الأفندي زي ما يكون شاحت الهدوم من المكوجي قبل ما ييجي"! واحد ممكن يسألني ليه هو كان لابس إيه؟! أقولكم.. سيادته كان لابس قميص مقلم واسع قوي وبنطلون جينز أسود، وجزمه ولا المعدية اللي غرقت، وكأنه محمد هنيدي في فيلم "يا أنا يا خالتي"، لما كان رايح يتقدم لدنيا سمير غانم في الفيلم، الأمر الذي جعلني أفقد السيطرة علي نفسي وأنفجر في الضحك! خاصة أن قوامه الرياضي اللي قالت عليه تانت، كان مثل قوام مصارعي السومو اليابانيين! ومع ذلك قلت لنفسي ركزي في المضمون، وبدأ سيادته يتحدث عن هواياته، فقال بفخر شديد أنه يدخل مسابقات في الأكل، فسألته مندهشة في الأكل؟ إزاي يعني؟ فقال لي أنه ذهب في أحد الأيام هو وصديقه إلي أحد المطاعم الشهيرة وتراهنا علي أن الشخص الذي سيأكل أسرع هو الذي سيعفي من دفع ثمن المأكولات، وسألته عن نوعية الطعام موضوع الرهان فأجاب 52 طبق أرز بالفراخ وطبعا هو الذي كان يفوز! ولا أستطيع أن أصف لكم كيف كان شعوري أنا وأسرتي عندما سمعناه يتحدث عن الأكل بهذه الطريقة المقرفة حتي إن والدتي قالت لي إيه القرف ده كرهني في نعمة ربنا، والغريب في الأمر هو رد فعل والده الذي أخذني علي جنب وقال لي: إن شاء الله لو ربنا تمم لكوا علي خير هتلاقي ابني طيب وحنين بس نصيحتي ليكي: "اتقي شر ابني وهو جعان ده ما بيشوفش قدامه"! وعندها سكت واتحشر الكلام في زوري وكل ما استطعت فعله هو أنني أومأت لوالدتي بأنني عندي مغص، عشان أهرب من قدامه، قبل ما ياكل دراعي، لأنني مش عارفة إن كان سيادته جعان ولا شبعان!