لست منحازا ضد النساء، بل أعترف أنني أعشق المرأة بدون حدود، بداية من أمي التي أعطتني من روحها، وصنعت مني رجلا، وحتي كل النساء اللاتي قابلتهن في حياتي، أحببت ناني وأنا في الإعدادية، كانت بالنسبة لي كل بنات الأرض، وحين انتقلت إلي مدرسة ثانوية للبنين فقط، تعرفت علي سها في النادي وأحببتها أيضا. ويبدو أنني أعاني من فرط المشاعر، فعلاقات الحب في حياتي متتالية لم تتوقف، الخلاصة أنني بالتعبير الرجالي خبير في العلاقات العاطفية، وأعرف أكثر في التراكيب النسائية المختلفة، لكنني وصلت بعد كل هذه العلاقات والسنوات، إن كل امرأة هي مثل القطة تأكل وتنكر! سألته: كيف يا صديقي الدنجوان؟ أجاب: أنت لا تعرفني في العلاقات العاطفية، شخص في غاية الاختلاف، محب ودود، أضع حبيبتي فوق السحاب، تصبح طلباتها أوامر، حتي لو طلبت نجمة من السماء أحضرها لها. كلنا في حالات الرومانسية هذا الرجل ولست أنت فقط.. ولكن لماذا المرأة مثل القطة؟ لأنها طوال الوقت لا تتذكر لك سوي كل أخطائك، تخيل أنا متزوج منذ عشرة أعوام، ومع ذلك لم تنس لي زوجتي أننا في عامنا الأول أصيبت بنزلة برد، فأعطيتها بنادول، ولم أنهض من فراشي وأجري في منتصف الليل لأحضر لها طبيبا إلي البيت! فعلا معاك حق، يمكن لأن ذاكرة المرأة أقوي من ذاكرة الرجل، أو لأنها حين تحب تحصر حياتها في حبيبها فيصبح هو كل شيء في الدنيا، لذلك تتذكر كل أفعاله الجميلة والسيئة. قاطعني: والله عمرها ما تذكرت شيء جميل.. إنها لا تتذكر سوي كل ما هو سيئ من وجهة نظرها فقط. قلت: أحمد الله إنها من النوع الذي يتذكر الإساءة فقط، وليست قطة تخربش بأظافرها. انتهي الحوار الغريب مع صديقي الدنجوان، لكن كلماته لا تزال ترن في أذني، وبيني وبين نفسي أتساءل: هل كل النساء مثل القطط، عدت إلي البيت، وبمجرد أن فتحت الباب سألتني زوجتي: هل أحضرت الفستان السواريه الجديد الذي اشتريناه الأسبوع الماضي بكذا ألف جنيه، وتركناه لتقصيره؟ بسرعة أجبت: أنا آسف بس النهاردة كان يوم طويل معرفتش أتنفس! ردت ودموعها تسبقها: إنت علي طول كده غير مهتم بي وبطلباتي! هل كان صديقي علي حق.. هل كل امرأة قطة من داخلها؟؟