حول أزمة الجامعات والمنقبات بعد قراره الأخير، كان له أكثر من اعتراف وتصريح خاص عن خطته المقبلة فى المواجهة التى أعلن أنه مستمر فيها، وإليكم تفاصيل الحوار: هل المصادفة وحدها هى التى قادت إلى قرار منع المنقبات من دخول المدينة الجامعية وذلك أثناء زيارتك لجامعة القاهرة، أم هو قرار استباقى قبل بداية العام الدراسى؟ رد د. هانى هلال قائلا: ليس قرار مصادفة، بل هو قرار سبق اتخاذه منذ حوالى ثمانية شهور المجلس الأعلى للجامعات ولم نتحدث عنه وقتها لأنه قضية حساسة وبعض الجامعات تحدثت عنه هنا وهناك، والسبب هو ضبط 51 حالة لمخالفين ارتدوا فيها زى النقاب وتسللوا لداخل المدن الجامعية للبنات. لم نكن نريد أن نشوه صورة كل المنقبات بالإعلان عن تلك الجرائم أو ذلك القرار إلا فى حينه، لأن هناك أسبابا عديدة غير الدين لارتداء النقاب منها ضغط الأهل أو الظروف الاجتماعية، واليوم جاءتنى طالبة خلعت النقاب وسكنت المدينة الجامعية بالقاهرة لتقول إنها اقتنعت بما قلت لهن يوم اجتماعى بهن ومحاولة إقناعهن بضرورة تنفيذ القرار الإدارى المنظم للحياة داخل المدينة، الذى يضمن لهن ولغيرهن الأمن والأمان، وقالت إنها لو سمعت كل هذا الكلام من المشرفات فى المدينة يمكن كانت حلت المشكلة من زمان. الرأى العام ساندنى يؤكد رؤساء الجامعات أن هذا القرار هو قرارهم وليس قرار الوزير، فهو قرار قديم فقط تم تفعيله هذا العام! ما تعليقك؟! - بالفعل هو قرار رؤساء الجامعات، وليس قرارى بمفردى، فمثلا الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة كان متخذا للقرار قبل زيارتى للجامعة، لكن الفرق أن القرار لما يتخذه رئيس جامعة منفردا تحدث عليه ضغوط وهجوم إعلامى كبير. لكن الوزير يسانده الرأى العام وأشجعهم على أن تكون لهم وقفة أشد من كده بها نكمل المشوار لسنا ضد التيار، لكن صدقونى هذا القرار فيه أمن وأمان المجتمع كله فأنا لا أريد الإفصاح أكثر من ذلك حتى لا يتم تخويف الناس. تزامن مع موقفك موقف شيخ الأزهر وقراره بمنع النقاب داخل كل المعاهد الأزهرية والكليات الخاصة بالفتيات، هل ازداد موقفك قوة وصلابة بذلك؟ - فى البداية قال د. هانى: لا تعليق على ذلك، لكنه عاد قائلا: بالفعل شيخ الأزهر أرسل لى اليوم الفتوى التى أصدرها المجلس الأعلى للأزهر وفيها ملحق بكل المراجع والتوصيات والفتاوى التى صدرت بشأن النقاب، لكن أنا حريص كوزير تعليم عال غير متخصص فى الأمور الفقهية ألا أقحم نفسى فيها، فقط ما يخصنى هو تحقيق الأمن والأمان لأبنائى فى الجامعات. بعد نجاحك والجامعات فى هذه الخطوة هل سينسحب القرار ليطبق على الحرم الجامعى وتمنع منه المنقبات؟ قال د. هانى هلال: هذا الموضوع سابق لأوانه وسنترك الحكم للرأى العام، فقط الآن نحن نتحقق من شخصية المنقبة على البوابة قبل الدخول وليس شرطا أن تكون المتحققة هى سيدة لأن لا أحد يجبرنى على أن أوظف سيدة أمن على الباب ولا حتى فى القانون ما يجبرنى أو يلزمنى بذلك. قضية مجتمعية بالتأكيد تتحمل الجامعة جزءا كبيرا من تبعية هذه الأزمة وذلك بتركها الأمر دون توجيه أو مواجهة.. ما تعليقك؟! - صحيح الجامعات جزء من المجتمع وعليها عبء كبير لأنها هى البوتقة التى يتم فيها تشكيل عقل ووجدان الشباب، لكن نسبة كبيرة من هؤلاء المنقبات لهن أسباب كثيرة للنقاب، فهناك مثلا من تقول إن والدها ضغط عليها، وأخرى تقول لا أستطيع المشى فى الشارع الذى أسكن فيه بدونه، وأخرى تخلعه قبل أن تصل لآخر شارعها، فالقضية مجتمعية وأكبر من كونها مائة بنت فى المدينة مثلا، فقط نحن ندق ناقوس الخطر للمجتمع كله، لكن المطلوب من الآن فصاعدا من الجامعات - يضيف الوزير قائلا - هو الحوار والنقاش مع هؤلاء الطالبات وأسباب ومبررات ارتدائهن لهذا الزى، وليس عن طريق مسئول كبير، لكن عن طريق حوار أستاذة جامعية أو صحفية أو معيدة، كل هؤلاء لهن قدرة على الإقناع. فالمجتمع كله لابد أن يشارك فى هذا الملف الحساس. وهناك جامعات كانت تنفذ هذا القرار بمفردها منذ سنوات، ومنها جامعة حلوان عندما كان د. عبدالحى عبيد رئيسا لها. هناك توقع بحصول بعض هؤلاء المنقبات على حكم قضائى ضد القرار.. ما الموقف بعدها وهل ستكتفى بإبراء ساحتك أمام الناس والمجتمع وقتها؟ - التقاضى حق مكفول للجميع وأنا كمسئول أحترم القضاء، ولكن أنا لى أيضا الحق وقتها فى الاستشكال والطعن فيما أرى فيه مصلحة الجامعات، فأنا لا أسعى لتبرئة ساحتى أمام أحد، فأنا مسئول وأقسمت ألا أفعل إلا ما فيه صالح المجتمع، إلا إذا المجتمع ارتضى غير ذلك. البعض يقول إن الجامعات الآن فى موقف لا تحسد عليه بسبب وقوعها فى العديد من المشكلات فى آن واحد تحتاج جميعها للمواجهة الحاسمة بدءا بأنفلونزا الخنازير ومرورا بالانتساب وانتخابات اتحادات الطلاب على الأبواب وصولا لأزمة المنقبات؟ - كل مشكلة أو ملف من هذه الملفات المفتوحة تجرى فيه عملية إصلاح سواء فى ملف أنفلونزا الخنازير التى وضعنا لها خطة محكمة مع الدكتور أشرف حاتم، وكذلك ملف الانتساب الذى كشفنا ما يحدث فيه من تجاوزات لإصلاحه، وأعتقد أن كل هذه الملفات المفتوحة تحسب لنا وليس علينا، سوف نكملها مهما كانت الصعوبات التى تواجهنا. وأخيرا كعادته يلقى د. هانى هلال بمفاجأة من مفاجآته فيقول: قريبا سندعوكم كإعلاميين لقضية أخرى ألا وهى قضية الامتحانات والنقاب وسنوضح للمجتمع ما يجرى فيها، فلا داعى لأن نلقى بالأوراق كلها مرة واحدة حتى لا يأخذها المجتمع شدة وتعدى، بل يشاركنا فى خطواتنا الإصلاحية، فقد بدأنا بالمدن الجامعية، ثم يأتى بعدها الحرم الجامعى والامتحانات فهى ميادين المواجهة المقبلة إن شاء الله.؟