أنا مقتنعة أنه لا شىء يعذب العشاق والمحبين مثل الإحساس بالغيرة، وهو شعور صحى وغياب مشاعر الغيرة يؤرق المرأة أكثر من الرجل. الواحدة منا إذا شعرت بالغيرة تبقى مفضوحة، كل ما فيها يغلى مهما حاولت إخفاءها وراء ابتسامة بلهاء، والحقيقة أن المرأة - وهذا اعتراف أحسه قبل أن أسجله على الورق - أنها تغار من أقل كلمة يقولها الرجل الذى تحبه فى امتداح أخرى، ومن أصدقائنا "أنا وأشرف السقا زوجى" صديق ذكى ولماح وحصيف، وأرجو أن يتحملنى زوجى وأنا أصف رجلا آخر غيره ولا يغار فى صمت ويطيح بى وبقلمى. ولكنى واثقة من فهم أشرف ومخه الكبير، الصديق الذكى اللماح الحصيف متزوج من جميلة سمراء "تعليم أجنبى" على حد وصفه لها، لكنها "بتموت فيه"، وتغار من خيالها إذا تتبعه بعينيه! ولهذا لا نسمع صديقنا يتكلم عن امرأة أخرى كلاما ناعما، فالأخريات إما "رذلة" أو "عبيطة" أو "ذوق عمدة" أو "متشنجة" أو "تمثال شمع"، وهذا بالطبع يرضى الزوجة العزيزة مع أننا نعرف رأى الصديق الحقيقى، والجميلة السمراء تعليم أجنبى لا تغار من داخل مصر أو البلاد العربية، إنما تمتد غيرتها عبر المحيطات! فقد ثارت ذات مرة على زوجها الحصيف يوم وصف هيلارى كلينتون بأن لها "طلة حلوة" وأضاف أن بيل كلينتون "مقدرهاش كويس"، ثارت وبكت وكانت عصبية طوال السهرة ولما استفسرنا منها عن سبب دموعها ردت بسرعة "آلام القولون غير محتملة يا جماعة". قالت سببا آخر تماما، لكنها صارحتنى بأن كلام زوجها عن هيلارى "انتقاص" من كرامتها، مما أضحكنى وقلت لها على طريقة عادل إمام "إحنا مش ستات بأه"، من يومها لم يعد صديقنا يشعر بالراحة فى وجودها، يشعر المسكين بأنه مقيد وفهمنا أنها تراقب نظراته لشاشة التليفزيون فربما تشم رائحة إعجاب، فصار يتفرج بوجه محايد! إنه معذب، وللكلام عن نار الغيرة بقية! رأى الاعتذار عن خطأ تحضر.. وقوة!