هذا الشعب لا يزال قادرا على الإبهار وانتزاع الإعجاب من الجميع فمهما أدعى البعض معرفتهم الوثيقة به.. وقدرتهم على توقع ردود أفعاله.. والتنبؤ بخطواته.. إلا أن النتيجة أحيانا تخالف كل الظنون.. ويكون هذا الشعب دائما عند حسن الظن به.. بل إن ردود أفعاله الإيجابية قد تفوق خيال أحسن الناس ظنا به.. وإلا فكيف نفسر احتشاد الجماهير يوم الأربعاء 25 يناير 2012 وتصرفها الحضارى يومى الجمعة والسبت 72 ، 82 يناير فى ذكرى جمعة الغضب.. لذا فتحية إعجاب وتقدير لهذا الشعب الذى تعرض لحملة - منظمة بإحكام - تسعى لترويعه وبث الفرقة بين فئاته وتُشيع وجود مخططات لحرق البلد وتخريبها فى مناسبة ذكرى ثورة 52 يناير 1102، وذلك لإثنائه عن الخروج للميادين إحياء لذكرى الثورة.. فإذا بالجماهير تتدافع من كل فج عظيم.. ويخرج الآلاف من المواطنين من جميع أحياء القاهرة الكبرى ، بل فى كل محافظات الجمهورية تطالب بضرورة استكمال الثورة.. وعدم الاكتفاء بالضئيل الذى تحقق منها ، وتؤكد على أنه ليس لأحد الحق فى الاحتفال بثورة منقوصة لم تكتمل أركانها بعد وأن المناسبة الأولى لتجديد العهد.. ولتوحيد الصف والمطالبة بحق الشهيد.. والمصاب وإزاحة كل رموز النظام وليس رأسه فقط.. والقصاص العادل من كل من أساء لهذا الوطن وناسه. هذا الشعب العظيم لم تنطل عليه ألاعيب السياسة. والسياسيين ولم ترهبه التهديدات ولم يغب وعيه وسط دوامات الأزمات المفتعلة. ولم يسيل لعابه وراء دعوات الاحتفال.. ومهرجان الهدايا ، بل كانت الأهداف واضحة.. والرؤى جلية. ثورة لم تكتمل لذا ستخرج الجماهير التى نادت بها منذ عام إلى الشارع والميدان لتجدد العهد.. وتحافظ على ما تم.. وتستكمل البناء بكل الهمة والوعى الذى لم يضع وسط الضباب الكثيف الذى عانينا منه طويلا خلال عام كامل. خرج الشعب يرسم خريطة طريق ويؤكد للجميع أنه قادر على صنع غده ومستقبل أولاده.. وأن عصر الانفراد بالقرار وإملاء الأوامر قد ولى إلى الأبد.. وأن المواطنين شركاء وفاعلون أصليون فى صنع القرار وفى رسم ملامح المستقبل. وخرجت المبادرات التى اجتهد كثيرون فى صياغتها ودعمها بالحجج القانونية والدستورية. وعلا صوت الجماهير بالمطالب عاليا موحدا بعد أن تم احتواء أى بذور للفتنة حاول البعض نشرها فى الميدان. وخرج الجميع على قلب رجل واحد يطالب بدولة مدنية وتسليم للسلطة مبكرا.. وضرورة اختيار رئيس للجمهورية فى أقرب وقت ممكن ليتولى المسئولية كاملة. المثير فى الأمر والجدير بالتأمل حالة الصمت الرهيب التى انتابت المسئولين سواء فى الحكومة أو المجلس العسكرى. فلم يحاول أحدهم مناقشة المبادرات.. وتفنيذ الآراء أو حتى الزعم بأنها محل دراسة وبحث.. هذا الصمت الرهيب لا أعرف له تفسيرا فهل هوالصمت الذى يسبق العاصفة.. ؟!