لازم تستمر.. هذه الثورة ولدت لتستمر لا لتوأد فى مهدها. ولابد من أن تقف على قدمين ثابتتين لا أن تتوه منها الخطاوى. ونسيم الحرية والكرامة الذى هب علينا بفضل ثورتنا سيدوم بإذن الله ولن يتبدد فى الهواء مع الأيام. والأهداف النبيلة والمعانى السامية التى طالب بها الثوار لوطننا لن تضيع أو تبددها رياح المصالح. هذه الثورة ستستمر لأنها تقف على أرض صلبة وتستند إلى ركزتين أساسيتين هما: أولا: الدماء الزكية الطاهرة لشهدائنا الأبرار خيرة شباب مصر «الشيخ والطبيب والمهندس والإعلامى والفنان». فهذه الدماء لن تضيع سدى أبدا.. حيث لوعة الثكالى.. والدموع المتحجرة فى عيون الآباء ومشاعر اليتم لدى الأبناء ستطارد كل من يفكر فى تجاهلها. فى ضياع حقوقهم.. فى القصاص العادل من القتلة المجرمين. أما الركيزة الثانية فإن إرادة الله نافذة لا ريب لقد كان لهم ربك بالمرصاد.. وأراد أن يفضح كل من افترى وتكبر.. وسرق ونصب ونهب خيرات هذا الوطن.. وأراد أن يذيقهم الشعور بالقهر والحسرة الذى فرضوه على الملايين الذين ألقوا بهم فى غياهب السجون والأمراض المزمنة.. والجهل المطلق.. والفقر المدقع. وقد كانت هذه الثورة تأكيدا بأن وعد الله حق.. وأن دولة الظلم ساعة أما دولة الحق فهى إلى قيام الساعة. وأنه مهما كان الليل طويلاً لابد له من نهاية.. ولابد لليل أن ينجلى ولابد للصبح أن يطلع.. لذا أنا لا أخشى من التراجع للخلف ولن أسمح للانهزامية أن تتسلل إلى فؤادى ولا للخوف أن يتسرب إلى نفسى. لأن ثقتى فى الله لا حدود لها.. وإننى على يقين بأنه لن يخذلنا فى يومنا.. وغد أولادنا. فهم ونحن نستحق الخير الكثير مثلما صبرنا الصبر الجميل وبحق المرارات التى امتلأت بها نفوسنا طويلا.. والإحباطات التى حاصرتنا.. لن نسمح لثورتنا بالإجهاض.. سننزل فى مظاهرات سلمية تطالب بالعيش.. والحرية والعدالة الاجتماعية. بأن يكتمل البنيان لا أن يهدم. سنقول: لا للتخريب والتدمير وسنقول: نعم للبناء. سنطالب بالقصاص العادل، بمحاكمات ثورية تحاسب المخطئين سياسيا لا جنائيا.. فهم أساتذة فى التحايل الجنائى.. ويجيدون الخروج الآمن.. ( كالشعرة من العجين). سنطالب بحقنا فى تعليم جيد لأولادنا.. فى حياة آدمية لنا فى غد آمن لا نتسول فيه حقوقنا. فى دولة مدنية تكون الكلمة العليا فيها للقانون الذى يطبق على الجميع سواسية. فى علاج لا تهدر فيه كرامتنا أو نشترى فيه أدويتنا فى دولة تحافظ على أولادها ولا تلقى بهم فى بحار الظلمات بحثا عن لقمة عيش لا يجدونها فى وطنهم إلا بشق الأنفس أو بحثا عنها فى صناديق القمامة.. أو فى بقايا موائد البهوات. الثورة مستمرة حتى تشرق شمس الحرية والعدالة الاجتماعية على وطننا الذى يستحق الكثير.