يارب.. ونحن على أعتاب عام جديد نرجوك.. وندعوك أن يكون عام خير ويمن وبركات على بلادنا وناسنا تسطع فيه شمس الحرية ونحقق فيه العدالة الاجتماعية. يارب.. قد ذقنا العام الماضى حلاوة تحقيق الأحلام التى كنا نظنها مستحيلة وتنسمنا لأول مرة عبير الحرية والكرامة.. لذا فإننا نرجو هذا العام أن يتوالى تحقيق الأحلام وألا تتحول إلى كوابيس. امنحنا يارب نعمة القدرة على الحلم فهى نعمة كبيرة لا يقدرها سوى أبناء جيلى الذين لم يعرفوا سوى الأحلام المؤجلة إلى ما لا نهاية.. والأحلام المجهضة التى تموت دائما فى مهدها.. فنحن جيل سُلب منه حق الحلم مع سبق الإصرار والترصد فتراجعت أحلامنا العريضة مع كل عام يمر من بين أيدينا فلا ندركها أبدا حتى توارت بعيدا بعيدا وراء عيوننا الشاردة فلم يكن لنا أبدا الحق فى الحلم.. ولم يكن من حقنا الفعل بل كنا دائما مفعولا بنا حبسونا وراء قضبان رد الفعل والذى كان يجىء دائما على استحياء باهتا مخنوقا. يارب.. أنا عشت عمرى كله على يقين من رحمتك.. على ثقة فى عدلك حتى عندما تراجعت أحلامى التى كانت تسع الكرة الأرضية إلى ما دون الصفر وعندما أصبح الوصول إلى نقطة الصفر هو الحلم.. والمنتهى.. لم أكن وحدى بل كنت كغيرى من أبناء جيلى الذى جاهد طويلا ليصل إلى الحد الأدنى من أحلامه وفى سبيل ذلك ابتلع مرارات كثيرة.. وإحباطات عظيمة.. لهثنا من فرط العناء ونحن نقف محلك سر لأننا استنزفنا فى اللا شىء.. وفى كل شىء.. حتى ضاعت منا القدرة على الحلم. واعتبرنا جهادنا فى تجنب الوقوع فى شرك الغواية أو فى سيرك السلطة والسلطان إنجازا ما بعده إنجاز. ولم لا.. ونحن لم نستسلم للطوفان الذى اكتسح النفوس.. وغيب الضمائر.. وزغلل العيون وألبس الباطل ثوب الحق سنوات طويلة عشنا على الهامش باختياراتنا نقاوم فى صمت.. وعن يقين صادق بأن الله لن يخذلنا وسيعوضنا فى أولادنا.. فأصبحنا نحلم بهم.. ونحلم من أجلهم والحمد لله نحقق الحلم المستحيل على يدهم وبنضالهم.. ووعيهم وبضمائرهم الحية ودمائهم الغالية. لذا امنحنا يارب القدرة على حماية أبنائنا.. وحماية حلمهم وحلم عمرنا فى ثورتنا العظيمة أنر لنا الطريق.. وسد خطاهم واكفنا واكفهم شر الشعور بالإحباط واليأس حتى لا يظنوا أن الثورة تسربت من بين أيدينا وحتى يجدوا هذا العام إن شاء الله الثورة قد تجسدت واقعا ملموسا ويشهدوا تغيرا جوهريا فى وطنهم الذى طالما سعوا إلى أن يكون الأفضل. يارب امنحهم السعادة والبهجة التى سيحققونها بعدما جعلوا رءوسنا ترتفع عالية ونعتز بمصريتنا وأذاقونا فرحة العمر التى ذقنا حلاوتها عندما سقط رموز النظام مساء 11 فبراير ولأيام طويلة بعدها وجعلونا نحلق فى السماء فرحا واستبشارا بالغد القريب الذى يجىء فيه الفرج بعد طول انتظار. يارب يتحقق هذا العام القصاص العادل لتهدأ لوعة كل أم ثكلى وتبرد نار كل أب مكلوم.. ويشعر كل طفل فقد ذويه أن دماءهم لم تضع سدى وأن الحق والعدل قيم قابلة للتنفيذ وليست مجرد أضغاث أحلام يارب اجعل أحلامنا ممكنة.. وبدد ضباب أيامنا ولون حياتنا بألوان البهجة واجعل لنا من بعد ضيق فرجا ومن بعد عسر يسرا. يارب اكفنا شر سارقى الفرح.. وراكبى الموجة.. وبائعى الوهم.. وكدابى الزفة.