ربما تكون حرارة الجو أكثر دفئا فى العاصمة الإيطالية روما منها فى القاهرة عندما وصلتها هذا الأسبوع، ولكن سرعة تطورات الأحداث فى مصر وهى تحتفل بسنة أولى ثورة وفى سياقات مختلفة قد تكون متضاربة شكلا ومضمونا جعلت الأجواء - كل الأجواء - تنتقل من الدفء إلى السخونة، خاصة أنى دعيت لمتابعة عملية التصويت فى جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب تحت مظلة السفارة المصرية فى روما والإشراف المباشر للسفير محمد فريد منيب سفير مصر فى إيطاليا الذى نقل لى فخره الشديد بتجربة الانتخابات التى أدت إلى جسر جديد من جسور التواصل القوى بين المصريين فى إيطاليا وبين سفارتهم، وبالطبع دار الكثير من الحوار مع المهندس عادل عامر رئيس الجالية المصرية فى إيطاليا ونائبه دكتور فائق خليل رملة والكثير من أبناء الجالية المصرية، وكان السؤال الأهم عن مصر وعنف أحداثها وتفاعلات مشهدها السياسى بأبعاده الاقتصادية، والتطورات المتوقعة فى ظل هذه السيولة السياسية وما بعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان المنتخب، وهو سؤال حمل من علامات القلق والخوف أكثر مما حمل من نبرات التفاؤل. ومن ثم جاءت أهمية انعقاد المؤتمر العلمى المصرى الإيطالى فى هذا التوقيت الدقيق بترتيب وتنظيم من الملحق الثقافى د. طه مطر والملحق التجارى د.منى وهبة و باولو جودنزى من جامعة سبانزيا روما وحضور كل من د.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى السابق ود. أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث ود. أحمد عادل درويش ممثلا لوزارة الاتصالات ود. محمد مدحت رئيس هيئة الاستشعار عن بعد وبحوث الفضاء ود. علاء إبراهيم من الجامعة الأمريكية ود. أيمن الدسوقى ود. منى بكر الأستاذة بجامعة القاهرة و مديرة وحدة النانوتكنولوجى، ود. مدحت ابراهيم رئيس وحدة التحليل الطيفى بالمركز 0والمناقشات مع العلماء والأساتذة الإيطاليين فى مجال التعاون فى التطبيق العملى العلمى بما يحقق الاستفادة القصوى لمصر وهى تعيد بناء نفسها مجتمعيا بعد الثورة. وقد دارت الأطروحات أيضا تحت اهتمام كامل من الشركات الإيطالية المتخصصة التى أبدت الرغبة التامة فى تولى تنفيذ هذه التطبيقات فى مصر سواء عن طريق المنح أو الشراكات مع الشركات المصرية، وقد قدم د.عمرو عزت سلامة شرحا دقيقا لواقع نسب التنمية فى مصر الآن فى قطاعات متعددة والمستهدف تحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة. وعلى هامش المؤتمر تم ترتيب اجتماع بين د. عمرو سلامة كرئيس لجمعية المهندسين الاستشاريين المصريين ونظيره الإيطالى للتنسيق حول مشاركة المهندسين الاستشاريين المصريين لنظرائهم الإيطاليين فى العمل فى السوق الليبية، وما هو متوقع من ارتباط تاريخى بين ليبيا وإيطاليا وبين مصر وليبيا، وما تحتاجه ليبيا من مشروعات تنموية بعد الثورة، وما يعنيه دخول الاستشاريين المصريين إلى الأسواق والمشروعات الليبية بشراكة إيطالية من إعادة تدوير لعجلة الاقتصاد، وقد نقل لى د. عمرو سلامة تفاؤله الشديد بنتائج اللقاء والتوصل إلى بضعة أفكار رئيسية عملية تتيح هذه الشراكة. أهمية هذا النشاط المصرى المكثف فى إيطاليا بدعم كامل من السفير منيب يؤكد على رسالة واضحة ودقيقة أيضا، وهى أن مصر وعلماءها ومهندسيها وتجارييها، لا تنشغل فقط فى ترتيب الداخل المصرى فتنغلق عليه، وإنما، وفى نفس الوقت، تتحرك فى جميع الاتجاهات التى تدعم هذا الترتيب الداخلى كظهير خارجى داعم على الأصعدة العلمية والاقتصادية والتجارية، نشاط مكثف يحمل المزيد من إشارات التفاؤل كان لمصر فى روما.