مع قرب احتفالات الذكرى الأولى للثورة وقفت مترددة بين الاحتفال والاعتصام!! وتساءلت الاحتفال بذكرى شىء هو إعادة التذكير به مع أننى لم أنس الثورة يوما. إذن فلا ذكرى لثورة تنبض حتى الآن. وعدت إلى فكرة الاعتصام ووجدتنى أرفض أن أعتصم حتى تتحقق أهدافى فلا مساومة على المبادئ، وهنا قررت أن الثورة لن تكون ذكرى ولن تكون مجرد اعتصام إنما هى صوت كل مصرى لن يصمت أبدًا حتى يعود الحق المنهوب والكرامة المسلوبة ولقمة العيش. وبين انقسام شارع واتفاق رؤى يحدثنا المهندس الاستشارى والناشط السياسى د. ممدوح حمزة حول مفهوم الثورة مستمرة وإمكانية هذا الاستمرار، والذى عبر عنه فى بساطة بأنها ستستمر إلى حين تصل الثورة إلى جيب كل مواطن.. وإلى نص الحوار. ∎ الثورة مستمرة.. كلمة تتردد كثيرًا فى الأوساط الثقافية والسياسية دون أن نعرف إلى أى مدى ستستمر.. وما هو السيناريو المعد لها؟ - الثورة التى خرجت يوم 52 يناير 1102 نادت بسقوط النظام ثم طالبت بأربعة مطالب «عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية»، وهذه المطالب التى جاءت للبناء استغلها البعض فى الهدم والمزايدة عليها. فالثورة لم تنته لأن النظام السابق مازال متفشيا فى مؤسسات وشركات وهيئات الدولة خاصة البنوك التى هى عصب الاقتصاد، وقد سمعنا جميعا مؤخرا عن قضية البنك التى كانت بقيمة 9 مليارات جنيه، إضافة إلى تجاوزات البنك المركزى والذى كان يتغافل عن الأموال التى تم تهريبها وعمليات غسيل الأموال التى كانوا ضالعين بها. إذن فمطلب إسقاط النظام لم يكتمل وتحولت كلمة إسقاط النظام مع الوقت والهتافات إلى التطهير والعزل، فبدأنا بإسقاط النظام ولكن لم يحدث العزل من مديرى شئون البلاد، إلا أنه حدث ولو بصورة مصغرة من الشعب، حيث نجح فى عمل عزل شعبى فاق أى عزل سياسى رسمى فى رحلته الطويلة إلى التطبيق. أما عن التطهير الذى لم يطبق مطلقا فهو ما نسعى إليه حتى نعيد للثورة بوصلتها المفقودة. كذلك الحرية، فالشق السياسى للحرية الداخلية بدأ يسير فى اتجاهه الصحيح، من إجراء انتخابات وإعداد دستور، أما الشق السياسى للحرية الخارجية من استقلال القرار السياسى المصرى فمازال السفراء وسياستهم الخارجية لم يعاد تصحيح استراتيجيتها حتى تعود ريادتنا فى المنطقة وأكثر فاعلية فى المنظمات الدولية. ∎ تحدثت عن القضاء والبقعة السوداء التى دنست رداءه فماذا تقصد بها؟ - لا يستطيع أحد أن ينكر بأن هناك قضاة انحرفوا عن شرف مهنتهم، وأصبح يطلق عليهم قضاة النظام وهم معروفون جيدا، حتى إن هناك قضايا بعينها كانت موجهة من النظام، لذلك فنحن نريد استقلال هذا الصرح العادل لتطهيره من أى قاض تم التحقيق معه وثبت انحرافه وهذا لا يتم إلا من داخل القضاء نفسه أى أن القضاء فى حاجة إلى تطهير ذاتى. ∎ نزاهة القضاء وثوبه الأبيض.. هل لهما علاقة بما حدث لك مؤخرًا من التحقيق معك بشأن أحداث مجلس الوزراء؟ - ما حدث معى من تحقيقات جاء على خلفية اتهامات باطلة من مبلغين وشهود يحركهم جهة واحدة أو شخص واحد وهذا اكتشفته من خلال التحقيقات معى والتى أكدت أن الملقن واحد وليس الغرض من ذلك سوى إبعاد الأنظار عن الجانى الحقيقى فى أحداث مجلس الوزراء. ∎ ومن هو الجانى الحقيقى؟ - تحالف ما بين النظام السابق وبعض الأشخاص فى السلطة إنما ليس السلطة القضائية. ∎ تحدثنا عن مفهوم الثورة مستمرة، ولكن كيف نمارس هذا الحق؟ - أى إنسان لديه صوت انتخابى وصوت احتجاجى، فالصوت الانتخابى كان مصيره صندوق الانتخابات إنما صوتى الاحتجاجى سيكون مطلقا فى الهواء ضد أى تقييد أو تكميم. أى أننا سنظل ننزل فى مليونيات ذات مطالب موحدة حتى تسير خطى الثورة فى نصابها دون تهميش، إلا أننى أرفض الاعتصامات لأن المرحلة القادمة قد تتعارض مع هذه الفكرة. ∎ هل هذا يعنى أنك مع القول بأن وجود برلمان قد يقنن الحركات الاحتجاجية وبعض الاعتصامات؟ - إننى لا أقصد ذلك، لأن من يقول بأن وجود البرلمان سوف يلغى التظاهرات، فهو لا يعلم شيئا عن الديمقراطية ولا يعدو أكثر من «طفل رضيع فى السياسة»، لأنه حتى الآن فى إنجلترا التى بها برلمان من 004 سنة بها مظاهرات كل أسبوع كذلك فى أمريكا وغيرها من الدول، فأنا أعطيك صوتى مرة كل 4 سنوات، فألا يجب عليك أن تعطينى الحق فى أن أنتقدك عندما تجور علىًّ؟! ∎ وما هى رؤيتك عن البرلمان الحالى؟ - لا أستطيع أن أحدد الآن فكرة نجاحه أو فشله، إنما كل ما أتمناه هو ألا يكون هناك شك فى أن يكون هناك شخص واحد قد دخل البرلمان بالتزوير وعندما أتأكد من ذلك ستكون سعادتى. ∎ وهل مازال لديك شك مع انتهاء الانتخابات البرلمانية؟ - أنا دوما أنتظر كلمة القانون لأنها هى الفيصل والقضاة هم من سيؤكدون هل هناك من دخل البرلمان بالتزوير أم لا. ∎ إلى متى ستظل الثورة مستمرة؟ - الثورة لن تنتهى أبدا.. قد تتباطأ خطواتها ولكنها مستمرة حتى أنها قد تصل إلى ثلاث سنوات، وليس هذا هو المهم لأن الشاغل الأكبر أن الشعب ثار من أجل لقمة عيش ضل فى البحث عنها.. ووظيفة سعى وراءها الملايين دون جدوى.. وتعليم يخرج لنا جهلاء بدلاً من متعلمين وعلاج فى أغلب الأحوال للصفوة رغم أن المرض ينال من الجميع، ليست الثورة مستمرة من أجل استمرار الفوضى كما يعتقد البعض، ولكن الثورة مستمرة حتى يأمن كل شخص على طعامه وعلاجه وأمنه.