دخلت علينا السنة الجديدة من غير ما تخبط أو تستأذن ولا حتى »تتنحنح« وهى داخلة وتقول »دستور«.. بس مش دى المشكلة لأن كل سنة بتدخل برضو بالغصب علينا.. تختصر من أعمارنا، وتتلاعب بأفكارنا، وأحلامنا.. تزود مشاكلنا وهمومنا.. ولأننا شعب »بيتشعلق« فى أحبال التفاؤل الدايبة دايما بنقول.. السنة الجاية أحلى. المشكلة هى أن لازم السنة دى تبقى أحلى.. مش عشان بس أحس بأننا عملنا ثورة ونشوف النتايج بقى على أرض الواقع.. بس لأنها سنة مختلفة.. أول سنة بعد الثورة.. وهنشوف مجلس شعب وشورى ونختار رئيس ونغنيله »عشان كده احنا اخترناه« ده سبب اختلاف السنة للكل.. أما أنا فالسنة دى مختلفة.. »لأنى هولد« ولأول مرة هبقى »أم«.. أكيد مبقولش كده عشان »نقوط الولادة« لا مؤاخذة.. بقول كده من خوفى لعل وعسى اللى أقوله ميحصلش. طول الوقت بيجيلى هاتف خير اللهم اجعله خير.. إن ولادتى مش هيبقالها أخت.. وأنا عن نفسى الحمد لله »فقرية« متوصية يعنى.. بأن كل مناسباتى لازم يحصل فيها حاجة.. آخرها عيد ميلادى الشمع مسك فى شعر أختى.. ولو كانت مخاوف الحوامل فى السنين اللى فاتت.. هتولد طبيعى ولا قيصرى.. هتولد فى السابع ولا هتتسع.. فأنا مخاوفى أكبر من كده بكتير.. يعنى هولد فى مستشفى ولا مش هلحق!! شغلى فى قصر العينى يا ترى يوم ولادتى ممكن ابقى بره.. هيكونوا قافلين شارع قصر العينى عشان مجلس الوزراء ولا هيفتحوا؟ طيب لو قافلينه عربية الإسعاف هتلحق توصلى من الزحمة؟ ولا صحباتى هيولدونى على المكتب ويجيبوا الماية السخنة من البوفيه! طيب لو لحقتنى عربية الإسعاف وروحت المستشفى.. هلاقى فيها دكاترة؟ ولا هيكونوا معتصمين؟ طيب لقيت دكاترة ياترى هلاقى دكتورة مناوبة لو بولد فى وقت متأخر؟ ما هو جايز سعتها السلفيين يكونوا نزلوا قرارات فى المستشفى الستات متتكشفش على راجل حتى لو هتموت.. أنا عرفاهم أصحاب شعار أحلى من الشرف مفيش. طيب ولدت وخلصنا.. ياترى لما آجى أنزل الشغل.. الحضانات هيكون مستواها اتغير والانضباط والنظافة أعلى فيها.. ولا الدادة هتشرب رضعة الواد؟ أو جايز ملاقيش الواد أصلا ألاقيها طلعته يجبلها كام كيلو خضار! ما علينا.. كبرنا ودخلنا المدرسة ياترى شكلها إيه المدرسة بعد خمس سنين؟ بتكلم عن الحكومى والتجريبى.. ياترى زى ما هم المدرسين ياعينى بيقبضوا ملاليم ويطلعوا غلهم فى العيال وأهاليهم بالدروس؟ ياترى العيال لسه بتنط من على السور لأن المدرس »مقيل« حبتين قالوا يلعبولهم »بولة استميشن« ولا لغوا السور من أساسه ولا يكونوا هيخصخصوا التعليم! طيب ميهمش هستثمر فى ابنى هدخله خاص ياترى الفلوس هتغلى أكتر من دلوقتى وتبقى بالأرقام الفلكية اللى مبتطلعش على الآله الحاسبة.. ولا هترخص عشان مدارس الحكومة هتبقى نضيفة وراقية وهتنافسهم؟ وفجأة صوت مفزع قالى: »تنافس مين يا أم أمين خليكى ساكتة«.. ده كان صوت نفسيتى الداخلية وهى طالعة تكلمنى ده غير كلام كتير بس الرقابة حذفته خوفا على مشاعر السلفيين.. أصل أنا ونفسى وأفكارى وتخيلاتى وأمنياتى عملنا قاعدة كده على الضيق فى رسم ملامح السنة اللى دخلناها.. بس بلاقى نفسى دايما طالعة تكلمنى وتقولى باستهزاء »عمل مهما عمل مفيش منه أمل وخيبة الأمل راكبة جمل«.. ولأنى زى كل المصريين بحاول »اتشعلق« فى التفاؤل برد على نفسى »الزنانة« بأن اللى جاى أحلى وفكرتها بيوم الديمقراطية اللى عشته أنا وجوزى فى اختيار اسم المولود بالتصويت من بين 81 اسم كل واحد منا خادله ساتر وبمنتهى الشفافية والنزاهة حددنا الاسم وغمسنا صوابعنا بعدها فى صلصة الطبيخ بدل الحبر الفسفورى. اللى مش مطمنى بس الجملة نفسها »اللى جاى أحلى« لأن من ساعة ماغناها تامر حسنى والدنيا قامت مقعدتش الصراحة؟؟ ومن كتر الحلاوة اللى عشناها السنة اللى فاتت.. الشعب نزل بمليونية »الشعب يريد رشيدى الميزان«!! يا ترى العيب فى تامر ولا فى الجملة نفسها ولا فى تفاؤلنا