أجدت التوصيف يا دكتور! فعلا ما يحدث الآن هو انقضاض على الثورة كما وصفها الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء، ولكنه للأسف لم يكمل العبارة الدقيقة لنعرف من الذى ينقض على الثورة؟! ومن الذى يهدم الكيان ويحول الحلم إلى كابوس ويبدد الطاقة، ويحدث الوقيعة ويشوه الأحداث ويلوث الثوار ويهدر القيمة؟ من يا دكتور الذى ينقض على الثورة؟ هل هم الشباب المسالم الذى يجلس على الرصيف فى عز البرد ليعبر عن رأيه معترضا بشكل سلمى وهادئ تماما منذ عدة أسابيع لم يعطل مرورا ولم يحطم مكانا ولم يسئ إلى أحد خلالها قط! أم هم الشباب الذين امتهنت آدميتهم وانتهكت حرماتهم وضربوا »علقة موت«، وقتل منهم عشرة وأصيب 005 ستتعطفون بعلاجهم فيما بعد أم هن البنات والسيدت اللاتى افترستم سمعتهن، وأجسادهن ونفسياتهن بوحشية منقطعة النظير. من الذى انقض على الثورة يا دكتور؟ هل هو الشيخ الأزهرى الذى كان يعرف عنه أنه »حمامة المسجد« هل هو طالب الطب؟ هل هو الباشمهندس أم هو طالب الإعلام؟ هذه هى نوعيات الثوار الذين تركوا دفء بيوتهم فى شهر ديسمبر ليجعلوا أيامنا ربيعاً وليتشبثوا بشعاع لا يزال يشع من شمس الثورة التى تتكاثر عليها الغيوم. إذا من الذى انقض على الثورة يا دكتور؟ الذى انقض عليها هو من تعمد استفزاز المسالمين وتحرش بهم بعنف مع سبق الإصرار والترصد ليدفع بهم دفعاً للوقوع فى الفخ الذى نصبوه لهم ليجهزوا عليهم بدم بارد ويفضوها سيرة! الذى انقض عليها هم كل القوى السياسية التى تركتهم على الرصيف وذهبت تحرر أهدافا وتحقق مغانم وتحصد ثماراً لم يزرعوها وإنما رويت بدماء الثوار والشهداء والمصابين ليجنيها فى النهاية أصحاب الانتهازية السياسية الذين اكتفوا بكلمات المواساة الإدانة الباردة من فوق الكرسى الذى طالما حلموا به ودفعوا فى سبيله صمتاً وتخاذلاً. الذى انقض عليها هو من خلط الأوراق وزيف الوعى وغش البسطاء وأوحى بعملية غسيل مخ منظمة باحتكام بأن هؤلاء الثوار النبلاء هم الكتلة المندسة التى تعطل عجلة الإنتاج وتوقف مسيرة الوطن وأنهم »سيخربوها« وبدلا من أن يجد الثوار الدعم المعنوى من الناس يجدونهم يسخفون أفعالهم ويشككون فى مسعاهم ونواياهم ويخوضون فى سمعتهم الشخصية وذمتهم المالية.. ويضيقون ذرعا بالثورة والثوار ويساندون اتخاذ الإجراءات العنيفة ضد المتظاهرين أعداء الوطن. الذى انقض عليها هو من أطلق البلطجية يعيثون فسادا فى قصر العينى والتحرير بعد أن انتهت الإجازة التى منحوها إياهم أثناء الانتخابات ليؤدوا الدور المطلوب منهم من حرق وتخريب ويتم تصويرهم للترويج ولاستخدامهم هذه الصور فى مزيد من التشويه للثورة. وأخيراً الذى انقض على الثورة يا دكتور هو كل من استكبر أن ينزل بنفسه إلى المعتصمين على الرصيف مكتفيا بأنه استمع إلى البعض فى الغرف المكيفة، وتعهد بألا يمسوا بسوء سواء قولا أو فعلاً ولم يف بعهده وسيدخل الآن من باب مجلس الوزراء الملطخ بدماء الأبرياء منتشياً. لقد حدث انقضاض بالفعل على الثورة يا دكتور جنزورى فهل عرفت الآن من الذى انقض عليها