أتمنى أن يستجيب إخواننا أهل الفن والأدب والثقافة والصحافة للدعوة التى وجهها العاملون بمجال السياحة من أجل الوقوف أمام البقعة الأكثر خلودا فى العالم والتى تضم أهرامات مصر وأبوالهول لكى نعلن للعالم أن فى مصر عقولاً منيرة تدرك مكانة الآثار والفنون ولا تحرم الإبداع البشرى وبالتأكيد الفن ليس حراما وكذلك السياحة وقد حضنا الرسول الأكرم خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف خلق الله جميعا بأن نطلب العلم ولو فى الصين وبالتأكيد ما تركه أهل مصر من آثار كان وسيظل يعلم البشرية ويهديها ويصيبها بالدهشة بعلومهم المذهلة فى الطب والهندسة والعمارة وبالله عليكم أيها السيدات والسادة إذا لم يكن لنا فى رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام الأسوة الحسنة فمن نتخذ إذا قدوة ومثلا.. لقد حدث فى صدر الإسلام والمسلمون يهمون بتعليق جرس كبير فوق سطح أول مسجد أقيم فى دولة الإسلام الفتية أن جاء إلى رسول الله «ص» أحد العبادلة على ما أذكر وقال للرسول الكريم إنه رأى فى المنام أنه صعد على سطح المسجد ينادى المسلمين للصلاة وروى الرجل للرسول «ص» ما جاءه فى المنام.. الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. حى على الصلاة.. حى على الفلاح.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله!! وبدت علامات البشر على وجه الرسول الكريم وقال للرجل نعم ما رأيت فما كان من الرجل إلا أن توجه للصعود إلى سطح المسجد ليؤذن فى الناس للصلاة ولكن الرسول الكريم «ص» استوقفه وقال.. دع بلالا يؤذن.. فإنه أندى منك صوتا!! وقفة امام الاهرامات دعما للسياحة وفى كتابه البديع «ألحان السماء» يروى الولد الشقى أبويا الجميل محمود السعدنى عليه رحمة الله كيف وضع الرسول الكريم سننه وأحكامه فمنع الجمع بين وظيفتين فى وقت واحد.. فمن حق المسلم كما يقول السعدنى أن يحلم وهو مأجور على حلمه الجميل.. ولكن يؤذن.. لا وألف لا.. لأن رفع الأذان وظيفة تختلف عن الحلم فى رأى السعدنى ورفع الأذان كان وظيفة سيدنا بلال لسبب بسيط للغاية وهو أنه كان أندى صوتا وأجمل حنجرة وأمتع أثرا!! وهكذا ينتهى السعدنى بأن للجمال أثراً فى اختيار سيد الخلق وللفن مكانة لا يمكن لمدعٍ أن ينكرها فى الإسلام. فالخط الذى كتبت به آيات القرآن هو فن أصيل والأحاديث التى قام الرواة بنقلها إلى المسلمين فيها فن الحكاية وروعة الحديث ومنها نستخلص الأحكام والعبر.. ولم يكن هذا وحده ما حثنا عليه الدين الحنيف ولكن العلم أيضا فاطلبوا العلم ولو فى الصين.. وما أعظم ما تركه الأولون من علوم تبقى أهرامات مصر العظيمة شاهدة عليها وستطل آثار الفراعنة لكنوزهم وهندستهم وطبهم وفلكهم ومومياواتهم دليلا عظيما على مدى التطور العلمى الذى بلغوه والذى لم نصل إلى سره حتى يومنا هذا!! إذن فالأهرامات ليست حراما ولا هى رجس من عمل الشيطان علينا أن نجتنبه ونلحقه بتماثيل بوذا التى دمرها شيطان عبث بعقول طالبان والفن بالتأكيد ليس بحرام بدليل أنه قاد هذا البلد العظيم الأثر إلى الريادة بين بلدان الأشقاء العرب وقرب بينهم وارتفع بالذوق والجمال وحث على القيم النبيلة وكان.. أى الفن هو الشىء الذى اتحدت عليه هذه الأمة والتى مع شديد الأسف خرج بعض من أبنائها يطالبون بتحريم الفنون وتجريمها ومنعها والوقوف أمام مسيرتها وتطورها. إن تاريخ مصر الأعظم بين الأمم وتراثها الحضارى والإنسانى ينادى الحزب الكنارى الشهير ومن خلفه أهل الفن والأدب والصحافة والثقافة إلى أن يهبوا فى وجه هذه الموجة المعادية القادمة بقوانينها وأفكارها من حدود هذا الوطن تبغى قتل السلاح الأمضى والأداة الفعالة والموهبة المبهرة التى وضعها الله فى عباده من أصحاب هذه الأرض الطيبة ليبشروا كل ما هو نبيل من قيم ويرتفعوا بالذوق الفنى وينشدوا الحق والخير والجمال فيما يقدمونه من فنون.. نسأل الله أن يحمى دولة الفن والفنون فى مصرنا الغالية وأن يجعلها على الدوام فى طليعة الأمم بفضل هذه الخبيئة البشرية التى ليس لها بين الأمم من نظير!!