قدم الممثل هشام عبدالحميد تجربة سينمائية جديدة لم نشاهدها من قبل من خلال فيلم «لا» لأنه يعتمد على الأداء الحركى الصامت فقط يعرض من خلالها 17 قضية تهم الوطن العربى منها الديكتاتور والحجاب والحدود الفاصلة بين الدول العربية ومبارك والقوى والضعيف، تجربة تستحق المشاهده لأنها تختلف عن السائد وما يقدم الآن.. التقينا هشام عبدالحميد لكى يحدثنا عن العمل الذى كتب له السيناريو وأنتجه على نفقته الخاصة وأيضا قام بإخراجه وصرح لنا بأنه كان يريد تقديمه كعمل مسرحى وليس سينمائيا لكى يحدث تفاعل من المؤدى والمتلقى، ولكن ما حدث لمسرح البالون منع تقديمه وقدمه كعمل سينمائى كتوثيق لمرحلة مهمة عاشها الوطن وهى ثورة يناير وما يحدث فى الوطن العربى. * فيلم «لا» تجربة سينمائية جديدة تعرض لأول مرة ويعتمد على الأداء الحركى فقط، حدثنا عن هذه المغامرة التى قدمتها؟ - الموضوع بدأ بعد تفاعلى الشديد بعد أحداث الثورة كنت أريد أن أقدم عملا مختلفا يجمع كل القضايا الموجودة على الساحة السياسية فقدمت «لا» يحتوى على 17 قضية، فهى صرخة لكل التجاوزات التى تهم المجتمع العربى، هذه القضايا المهمة جعلتنى أهتم بأن أقدم عملا قيما إبداعيا. * كنت شرعت فى أن تقدم (لا) كعمل مسرحى، لم تخليت عن هذه الفكرة وقدمته فى شكل فيلم سينمائى؟ - بالفعل حدث ذلك وكنت أتمنى تقديمه على مسرح البالون وكنت محبذا جدا لهذا لكى يحدث تفاعل بين المؤدى والمتلقى ولكن الأحداث التى حدثت فى المسرح جعلتنى متخوفا من تكرار المأساة، وفى نفس الوقت فكرت فى أن أقدمه كعمل سينمائى، لكى يكون توثيقا لهذه الفترة المهمة لتاريخ الوطن والشعوب العربية وفى نفس الوقت سرعة الانتشار. * معظم الذين قدموا أعمالا عن الثورة كانت أفلاما وثائقية وتسجيلية مثل «18 يوم» وغيرها لماذا لم تقدم عملا كهذا واخترت هذا العمل الصعب؟ - كنت أريد عملا مختلفا وجيدا، لكى تكون لى شرعية أن يشاهدنى المشاهد فى شكل غير مسبوق. * معنى ذلك أنك كنت تريد الاختلاف فقط وليس حبا فى هذا النوع من السينما؟ - ليس كذلك وإنما هو الوسيط كى أدخل من خلاله وأوصل من خلال هذا الفن البسيط هموم الوطن العربى، فأردت أيضا أن يخرج من حدود الوطن العربى، ففن الحركة يستطيع أن يصل إلى كل العالم لأنه بسيط وجميل فى نفس الوقت وله معانٍ عميقة ومتعة وفكر. * فى بداية عرض الفيلم صدم المشاهدون لأنهم لم يفهموا ما تقدمه، خصوصا أنك بدأته بمشاهد للثورة، فهل كنت تتعمد ذلك؟ - سوف أشرح لك ماحدث وهو أننا فى هذا العمل لا توجد الروشتة السينمائية التى تعودنا عليها والتى توجد فى جميع الأعمال السينمائية، فالصدمة تلاشت عند عرض الفيلم سريعا وبدأ التفاعل مع الأحداث. * بصراحة شديدة ألم تقلق من عدم ترحيب الجمهور بهذه السينما الجديدة؟ - لم أقلق وكنت على رهان مع نفسى، وهذا الفيلم شاهده معظم النقاد قبل عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى وأشادوا به وفى موعد مهرجان إسكندرية طلبت دخوله المهرجان وكنت أتمنى أن يعرضه لأنه أول مهرجان يقام بعد الثورة وستكون تجربة استثنائية بكل ما فيها وهذا حدث بالفعل وأهدى دورتها لروح الشهداء وللثورات العربية وأنا عرضى عن الثورات العربية وكان يهمنى التواجد فقط ولم يهمنى الجوائز كل ما شغلنى أن يشاهده الجمهور وهذا كان الرهان، وقد أشاد به كل من شاهده وبعد عرضه للمرة الأولى، أقيم له عرض ثانِ لكى يشاهده كل من فى المهرجان. * ألم تكن 17 قضية كما هائلا لعرضها فى فيلم واحد، لماذا لم تختر مجموعة قضايا الأكثر تأثيرا وعرضها؟ - أنا أردت أن أجمع كل ما يحدث فى الوطن العربى وجميع القضايا التى يتحدث عنها المواطنون العرب وما يحدث فى ثوراتهم، وهناك أشياء لا أستطيع أن أتجاوزها أو أمر عليها مرور الكرام، ففى فيلم «لا» لا يمكن أن أتجاوز الديكتاتور أو الحدود أو الإله، فكان من الصعب أن أترك قضية واحدة أو أتنازل عن قضية واحدة من التى قُدمت فى فيلم «لا». * ما أكثر القضايا التى جذبتك من خلال «لا» وتفاعلت معها؟ - جميع القضايا التى قدمتها أعتبرها مهمة، ولكن هناك قضية جذبتنى بشدة وهى قضية الحدود لأنها تمثل العائلة العربية بأكملها، كنت أتمنى من خلال ذلك أن يصبح الوطن العربى يدا واحدة وبلا حدود فيما بيننا. * إذا لم يتفاعل الجمهور مع هذه النوعية الجديدة ماذا سيكون رد فعلك؟ - ولا شىء إذا لم يتفاعلوا معها هذه الأيام سيتفاعلون معها لاحقا فأنا قدمت عملا للتاريخ وليس لعرضه فى فترة زمنية معينة وأنا لا أنتظر رد الفعل فى الوقت الحالى ولكن بعد سنة أو ثلاث أو حتى عشر سنوات. * وهل سيعرض الفيلم فى السينمات؟ - بالتأكيد ولكن ليس كباقى الأفلام فسوف نعرضه فى قاعة أو اثنتين فقط وليس بالشكل المتعارف عليه. * هناك ملاحظة أخرى استفزت الحضور جميعا.. هى عند عرض قضية إغلاق الجزيرة أثناء الثورة.. وقدمتها على أنها مظلة الإعلام العربى وهذا ليس حقيقيا!! كيف كمصرى مثقف أقدمت على هذا؟ - اتفقنا أو اختلفنا الجزيرة كانت القناة التى نستقى منها معلوماتنا وهى المحرض الرئيسى على ربيع الثورات العربية. * تتحدث عن الثورة المصرية وقدمت عملا عنها ولكنك لم تشارك فيها.. كيف هذا التناقض؟ - ليس تناقضا أنا لم أتواجد فى البلاد خلال هذه الفترة وكنت خارج القاهرة وكنت من خلال مدوناتى على الإنترنت والفيس بوك أتابع جميع الأحداث وما يحدث. * بدأت «لا» وانتهيت بموسيقى السيرك لماذا؟ - هذا نوع من التورية وهى أكثر الأشياء معبرة عما نعيشه فى هذه الأيام.