وزير الشؤون النيابية: الإشراف القضائي على الانتخابات مازال قائمًا ولم يلغى    القوات المسلحة تفتتح نادى وفندق "6 أكتوبر الحلمية" بعد إنتهاء أعمال التطوير الشامل    مجلس النواب يقر زيادة قيمة التأمين للترشح فى الانتخابات القادمة    محافظ بني سويف يلتقي وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    موعد امتحانات الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني 2025 محافظة القاهرة.. وجدول المواد    مجلس النواب يوافق على تقسيم الجمهورية إلى 4 دوائر لنظام القائمة الانتخابية    «مياه أسيوط » تفتح باب التميز باختبارات المسار الوظيفي لتأهيل الكوادر    "الإنتاج الحربي" يعقد أكبر صفقة جرارات زراعية مع بيلاروسيا    «العمل الفلسطيني»: استهداف ممنهج لعائلات فلسطينية بهدف الترهيب والتهجير    كارثة إنسانية.. ارتفاع معدلات سوء التغذية في غزة    رئيس البرلمان العربى يهنئ قادة مجلس التعاون الخليجى بذكرى التأسيس    لجنة التخطيط بالزمالك ترشح حارس مفاجأة لإدارة النادي    كرة سلة - الاتحاد المصري يوافق على إقامة مواجهة الزمالك وسبورتنج من مباراة واحدة    مصطفى يونس: محمد صلاح لم يحصل على الكرة الذهبية بسبب «العنصرية»    إصابة فالفيردي بعرق النسا.. وتقارير توضح موقفه من كأس العالم للأندية    وصول «سفاح المعمورة» إلى محكمة جنايات الإسكندرية    تنخفض 9 درجات.. موعد تحسن حالة الطقس    تأييد حكم المؤبد لموظف قتل شخصا بسلاح ناري بالعبور    «التضامن» تؤسس معسكرا لتأهيل مدربين في تعزيز التواصل الأسري بين الآباء وأبنائهم    رسميًا.. السعودية تحدد موعد استطلاع هلال ذي الحجة لتحديد أول أيام عيد الأضحى 2025    «الطوب اللبن في مصر القديمة».. اكتشاف جديد يروي حكاية منسية في منقباد    بالدموع تحرك جثمان سلطان القراء إلى المسجد استعدادا لتشيع جثمانه بالدقهلية.. صور    عاشور يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط    الصحة العالمية تشيد بإطلاق مصر الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد بحي شرق ويلتقي بعض المرضى    رئيس جامعة سوهاج يفتتح فعاليات المؤتمر الأول لأمراض الأوعية الدموية المخية    تمهيداً لانضمامه لمنظومة التأمين الصحي.. «جميعة» يتسلم شهادة الاعتماد الدولية لمركز «سعود» بالحسينية    خطوة بخطوة.. إزاي تختار الأضحية الصح؟| شاهد    عيد الأضحى 2025.. هل تصح الأضحية بخروف ليس له قرن أو شاه؟ «الإفتاء» تجيب    صلاح يترقب لحظة تاريخية في حفل تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي    عاجل- مجلس الوزراء يوضح موقفه من جدل "شهادة الحلال": تعزيز المنافسة وإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص    فور ظهورها.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية بالاسم ورقم الجلوس 2025 الترم الثاني    «الداخلية»: ختام تدريب الكوادر الأفريقية بالتعاون مع الشرطة الإيطالية في مكافحة الهجرة غير الشرعية    منافس الأهلي - ميسي يسجل هدفا رائعا في تعثر جديد ل إنتر ميامي بالدوري الأمريكي    ضبط 11 قضية مواد مخدرة وتنفيذ 818 حكما قضائيا متنوعا    مصرع ربة منزل في سوهاج بعد تناولها صبغة شعر بالخطأ    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    قبل التفاوض على التجديد .. عبد الله السعيد يطلب مستحقاته المتأخرة من الزمالك    إيرادات السبت.. "المشروع x" الأول و"نجوم الساحل" في المركز الثالث    الكشف عن مبنى أثري نادر من القرن السادس الميلادي وجداريات قبطية فريدة بأسيوط    ساهم فى إعادة «روزاليوسف» إلى بريقها الذهبى فى التسعينيات وداعًا التهامى مانح الفرص.. داعم الكفاءات الشابة    كاف يكشف عن التصميم الجديد لكأس الكونفدرالية    رئيس وزراء باكستان يتوجه إلى تركيا أولى محطات جولته الآسيوية    ميلاد هلال ذو الحجة وهذا موعد وقفة عرفات 2025 الثلاثاء المقبل    ارتفاع أسعار البيض في الأسواق اليوم 25-5-2025 (موقع رسمي)    "آل مكتوم العالمية": طلاب الأزهر يواصلون تقديم إسهامات مؤثرة في قصة نجاح تحدي القراءة العربي    خلال زيارته لسوهاج.. وزير الصناعة يفتتح عددا من المشروعات ضمن برنامج تنمية الصعيد    محافظ الشرقية: 566 ألف طن قمح موردة حتى الآن    وزير الخارجية يتوجه لمدريد للمشاركة فى اجتماع وزارى بشأن القضية الفلسطينية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الأحد 25 مايو 2025 في 4 بنوك    استعدادًا لعيد الأضحى.. «زراعة البحر الأحمر» تعلن توفير خراف حية بسعر 220 جنيهًا للكيلو قائم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    اليوم.. نظر تظلم هيفاء وهبي على قرار منعها من الغناء في مصر    مسيرات استفزازية للمستعمرين في القدس المحتلة    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد خيرى أول رئيس منتخب للجامعة الحكومية المصرية اليابانية: المطالبة برحيل القيادات الجامعية ليست ظلما ولا افتراء عليهم
نشر في صباح الخير يوم 27 - 09 - 2011


أعد الحوار للنشر: لميس سامي - ياسمين خلف
ما بين شقى الرحى تقع جامعاتنا الآن، ما بين تيار يحارب من أجل استقلاليتها وإصلاحها من فساد عشش فيها من العهد البائد ويرى أن الخلاص فى الانتخاب الحر المباشر لكل القيادات، وتيار يحارب ويكابر ويعاند من أجل البقاء فى المنصب ويقول إن تجربة انتخاب القيادات الجامعية ليست مجدية وستأتى بأسوأ ما فيها نتيجة الشللية والتربيطات.
بل زادوا على ذلك بالقول إن الانتخاب فى الجامعات بدعة لا توجد فى أى دولة فى العالم.لكن إليهم هذا النموذج من داخل مصر وهو أول رئيس جامعة منتخب للجامعة المصرية اليابانية، وهى جامعة مصرية أنشأتها الحكومة بالشراكة مع الجانب اليابانى وهو الأستاذ الدكتور أحمد خيرى الأستاذ بجامعة الإسكندرية أصلا وكان رئيسا للقطاع الثقافى بوزارة التعليم ومستشار لوزير التعليم العالى وهو الذى تم انتخابه واختياره من بين81 مرشحا من داخل وخارج مصر لرئاسة هذه الجامعة.
عن تجربته وعن مدى انطباقها على جامعاتنا المصرية وعن رأيه فيما يجرى على الساحة الجامعية كان لنا معه هذا الحوار:
* تجربة انتخابك كرئيس للجامعة المصرية اليابانية.. هل ترى أن هذه التجربة يمكن أن تنجح فى الجامعات المصرية؟
- قطعا.. مبدأ الانتخابات فى الجامعات المصرية شديد الفائدة والكفاءة.. فهى تقود إلى اختيار العناصر التى تستطيع أن تلتزم بتحقيق الأهداف والغايات ويلقى عليها مسئوليات المحاسبة.. لأنه مما يضعف دور القيادات إحساس القيادة أنها غير مسئولة أمام أحد، غير من وضعها فى موضع القيادة أو المسئولية.. والحقيقة الوضع خطير جدا.. لك أن تتصورى كيف يشعر المتفوقون عندما يتربع على رءوسهم بعض من أقرانهم لكنهم لا يملكون المقدرات والمواصفات اللازمة لكى يقودوا.. من هنا تنشأ المفارقة التى تؤدى إلى فقدان الثقة أولا ثم عدم الاهتمام بالقضايا التى تخص الجامعة ثانيا ثم ينصرف كل واحد إلى حال سبيله ويعتنى بأموره الشخصية، ولعل أخطر مؤشر أصاب الجامعة المصرية فى مقتل.. هو انتشار ظاهرة مثل الدروس الخصوصية، الوساطات فى التعيينات والمحسوبيات وظاهرة أن كل إنسان يسخر ما يخدم دماغه ومصلحته الشخصية.. وهو ما أصبح تقريبا قانونا ساريا وعرفا متبعا!
* أنت واحد ممن عملوا فى الحقل الجامعى منذ سنوات طويلة ومع ذلك تقر وتعترف بأن الولاء والشللية والتربيطات كانت هى الفيصل فى اختيار القيادات؟
- .. طبعا
* إذن ليس هذا محض افتراء من الصحفيين والإعلام كما يقولون؟
- لا ليس افتراء، أود أن أذكر لك حادثة حدثت معى عند رجوعى من إنجلترا سنة 1985 وهى أننى كنت معتادا وأنا معيد ومدرس مساعد فى جامعة الإسكندرية أن أتردد على نادى هيئة التدريس والذى كان يقود حركة تنشيط شديدة لمجتمع الجامعة فى الإسكندرية وغير الإسكندرية ونتيجة اهتمامى رجعت وأنا أحمل الدكتوراه وواظبت على التردد على نادى هيئة التدريس وحصلت على عضوية النادى وأنا مدرس فى الجامعة فقال لى أحد أساتذتى وبعد ذلك أصبح يشغل منصب رئيس جامعة الإسكندرية «أنا هنصحك نصيحة يابو حميد أنت كده وضعت نفسك فى إطار التصنيف إما أن تعمل مع الأجهزة وبالتالى يكون أمامك مستقبل أو هتحرق نفسك بدرى وأنت صغير.. ولك أن تختار» إلى هذا الحد كان الوجه القبيح للعمل داخل الجامعة عندما تقدمين على العمل فى إطار عام نادى هيئة التدريس فعليك أن تحددى ولاءك لمن.
* نعود إلى أنواع التربيطات التى كانت موجودة فى الوسط الجامعى.. هل هى تربيطات مع الأمن أم تربيطات مع القيادة السياسية أم الحزب الوطنى؟
- أعتقد أن التربيط من قبل جهاز أمن الدولة بالتحديد وكان يعتبر له أولوية سوف أروى لك كيف تعاملت مع ذلك.. كان لى رد عملى.. طلبت من مجلس الإدارة فى أول اجتماع عندما انتخبت سكرتيرا للنادى وأنا خارج التصنيفات للأطراف المتصارعة كنت شخصا مستقلا.. لذلك اختارونى سكرتيراً للنادى.. وبمجرد انتخابى لهذه الوظيفة بادرتهم باقتراح قلت لهم هل نحن نمارس عملا مشروعا أم غير مشروع؟ فقالوا مشروع قلت: هل الصدام والمجاهرة بالرأى يحتم أن نرتاب ونخفى ونقلع عن أداء وظيفتنا فى إطار الطريقة الأكاديمية فقالوا: لا، فقلت لهم: علينا أن نفتح دفاترنا ومنتدياتنا للقاصى والدانى لكى يعلم وأن نسجل ذلك فى محاضرنا ونترك هذه المحاضر ليتداولها الكافة أمام أعيننا بدلا من أن يتداولوها من ورائنا عن طريق رجال لا نثق فيهم، حتى لا يتجسس علينا أحد ولا يستقى معلوماته بشكل خاطئ.. كانت مظلة النادى نستقبل تحتها كافة الرؤساء والتيارات السياسية المختلفة من أول الدكتور يوسف والى ومأمون الهضيبى، مصطفى كمال إلى حزب الأحرار والأستاذ خالد محيى الدين وتناقشنا معهم فى حوارات امتدت إلى سبع ساعات ومع المرحوم فؤاد سراج الدين وهو رجل شيخ فى الثمانين من عمره وظلت المناقشة حتى الساعة الثالثة صباحا.
* كيف تم اختيارك لرئاسة الجامعة المصرية اليابانية وأجواء الانتخاب؟
- عملية الانتخاب طبقا لما تم فى الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا اعتمدت على الأسلوب الذى تم إقراره فى إنشاء الجامعة.. هذه الجامعة أنشئت من قبل حكومة جمهورية مصر العربية لكى تكون متمثلة فى النموذج اليابانى فى التعليم العالى والبحث العلمى وهو نموذج متفوق للغاية ومشهود له دوليا بأنه أحسن النماذج التى تم تطويرها فى التنمية البشرية.. فمنذ توقيع الاتفاقية بإنشاء هذه الجامعة حدث الإقرار بأن يتم اختيار رئيس مجلس للجامعة عن طريق الانتخاب ويتم تعيينه من مجلس الأمناء وكان هذا تغييرا جذريا فى النظر لمن يكون الولاء فى حالة التعيين فليس لدينا ولاء لأحد لأن المجلس يعبر عن مصالح مصر كما يعبر عن اليابان فمجلس الأمناء هو المؤتمن على الجامعة.. وتم فى يونيو فى أول اجتماع لمجلس أمناء الجامعة2009 أن يكون نصفه من المصريين والنصف الآخر من اليابانيين وهم شخصيات رفيعة جدا من الجانبين فمن الجانب المصرى حضر الدكتورة مرفت تلاوى، الدكتور إسماعيل سراج الدين، الدكتورة هند حنفى رئيس جامعة الإسكندرية، الدكتور حسن ندير المسئول عن مشاريع تطوير التعليم العالى أمين صندوق تطوير التعليم ومساعد أول وزير التعاون الدولى طلعت عبدالملك ومعهم حاليا الدكتور حسن عباس حلمى رئيس مجموعة فاركو ممثل الصناعة المصرية.. أما فى الجانب اليابانى فيوجد رؤساء أكبر ثلاث جامعات يابانية طوكيو وأوكيوشيو وكيودا.
ورئيس مجلس إردارة مجموعة ميتسوبيشى العالمية ونائب وزير التعليم ونائب رئيس هيئة الجايكا والسفير اليابانى فى القاهرة.. هؤلاء هم الأعضاء السبعة من الجانب اليابانى.. وتم إقرار طريقة اختيار رئيس الجامعة والأسس والمعايير التى يجب أن يتم توجيهها فى الاختيار وتم وضع جدول زمنى وتحديد ترتيب انعقاد لجان التقييم والاختبار وتم الإعلان عن هذا فى جريدة الأهرام لأول مرة يتم فيها الإعلان عن وظيفة رئيس جامعة حكومية وتم أيضا الإعلان فى المصرى اليوم وعدد من المجلات الدولية فى مجال العلوم والتكنولوجيا وكان أهم مجلة دولية فى الجامعة يطلق عليها «الآى تربل» تم نشر هذا الإعلان فيها وتقدم لهذه الإعلان81 شخصا على مستوى العالم منهم4 أجانب والباقى مصريون، .. أول إجراء تم تشكيل لجنة لتقديم الطلبات واللجنة قامت بالفرز اعتمادا على المعايير الموضوعية وليس اعتمادا على معرفة أى أحد وبناء عليه تم اختصار العدد من81 متقدما إلى 46 متقدما فى أول مرحلة ثم أعيد التقييم واختصروهم إلى12 متقدما ثم أعيد التقييم فى المرحلة الرابعة لكى يتم الاستقرار على ثلاثة متقدمين على مجلس الأمناء أن يختار أحدهم لشغل وظيفة رئيس الجامعة عن طريق لجنة الاختيارات وليس المجلس ككل وتم تشكيل لجنة اختيار من3 رؤساء جامعات يابانية كبيرة ومن ممثل وزارة التعليم اليابانى وتم تشكيل لجنة الأعضاء المصريين فى اللجنة وهم الدكتورة مرفت تلاوى والدكتور حسن ندير والدكتورة هند حنفى، هؤلاء يقومون بالتصويت ويعطون تقييما لمختلف المعايير الموضوعة على كل استمارة، يعنى وضعت علامات التقييم لتشمل أربعين نقطة للتقييم فيدرس السيرة الذاتية للشخص وتوضع لها درجات محددة أمام كل عنصر تم تقييمه. رابعا المقابلة الشفوية التى يستطلع من خلالها الفهم الاستراتيجى للمتقدم حول جامعته.
* وما هى أهم العناصر؟
- تشمل أربعة أبعاد أساسية أولا الكفاءة العلمية، ثانيا مدى ما حقق الشخص من قيادة وابتكار فى مواقع مختلفة ثالثا العلاقات الدولية لأن الجامعة دولية هل للشخص علاقات دولية موفقة وموجودة ، والدور المرتقب له خاصة أن هذه الجامعة لا تخدم مصر فقط بل تخدم مصر والدول العربية والقارة وهو ما أقنعنا به الجانب اليابانى حتى نغريه لأن يتقدم لأول مرة لدراسة فكرة إنشاء جامعة خارج الوطن لأن اليابانيين عمرهم ما أنشأوا جامعة خارج اليابان ولم ينشئوا جامعة حتى فى أمريكا أو فى دول أوروبا الغربية، فقد أنشأوا مستشفى أبوالريش اليابانى وعملوا بدار الأوبرا وعملوا النفق عند قناة السويس فقد قاموا بالكثير من المساهمات إنما أن ينشئوا جامعة ليضعوا اسمهم عليها فهى مسئولية هائلة، لأنها أكبر وأهم مشروع لليابان فى المنطقة العربية والأفريقية.
* هذا النموذج يمكن أن يطبق فى كل الجامعات وهل الانتخاب من خلال لجان التقييم أم من خلال الانتخاب الحر المباشر؟
السؤال هو - هل الجامعات المصرية تسمح بوجود هذا النظام، لا تسمح طبعا بذلك دعينا نتفق على عنصر معين يصلح وهو أن نتغلب على الشللية والتربيطات من خلال معايير واضحة لشغل الوظيفة وليس توظيف جهاز الأمن والإدارة فى الجامعة المصرية، وأعتقد أن الجامعات المصرية تستطيع أن تستفيد من ملامح التجربة التى تمت ممارستها فى الجامعة المصرية اليابانية ولكن لا تطبقها بحذافيرها ويبقى وضع معايير لشغل الوظيفة ووضع شروط لها أمرا مفروغا منه.
* من الذى يضع المعايير؟
- يضع المعايير عشرات الشخصيات الأكاديميين البارزين فى البلد التى تستطيع أن تبلور ذلك وأيضا العديد من التجارب الدولية التى تمتلئ بها جامعات العالم ونستطيع أن نستفيد منها.
* يقال إنه لا يوجد دولة فى العالم يتم فيها انتخاب رؤساء الجامعات والعمداء؟
- لا، هذا الكلام ليس صحيحا هناك العديد من الدول التى تمارس نظام انتخاب رؤساء الجامعات كما تمارس انتخابات النظم السياسية وهناك العديد من الدول التى يتم فيها انتقاء رؤساء الجامعات بناء على معايير يتراضى عليها جميع أطراف القوى الفعالة فى المجتمع وقد تكون أقوى من عملية الانتخاب لأنهم فى النهاية ينتقون أشخاصاً يتوسمون فيهم القدرة على تحقيق أهداف الجامعة.. أنا اشتغلت فى فترة من الفترات فى جامعة اسمها «برستو» فى جنوب إنجلترا.. جامعة برستو رئيسها كان قاضيا، ولكن على المعاش ويمارس مهنة المحاماة وكان شخصية عامة ومحبوبة جدا... رئيس الجامعة ليس من الضرورى أن يكون أستاذ جامعة 80% من رؤساء الجامعة ليسوا أكاديميين.. إنما هو إدارى.. نستطيع أن نأتى بمحام أو صحفى متمرس فى عمل إدارى أستطيع أن أجعله رئيس جامعة.
* هل هذا الشكل نفسه فى الجامعة الأمريكية؟
- الجامعة الأمريكية فيها مشكلة صغيرة أنها تتبع أصلا الخارجية الأمريكية.. وبالتالى يعين رئيسها كموظف عند الخارجية الأمريكية.
* الجامعة المصرية لا تفتقد الكفاءات ولكن غيبوا بفعل القيادة السياسية التى كانت تتعمد إبعادهم هل توافقنى هذا الرأى؟
- الجامعة المصرية.. تعج بصفوة عقول البلد المخلصة الجادة التى فزعت من القهر.. والمطاردة وتسلق الأشخاص غير الأكفاء على أكتافهم فأصروا على أن يريحوا أنفسهم ويتركوا الساحة.. الجامعة مليانة كفاءات.. وأخطر ما نفعله فى هذه الكفاءات أن نشعرها بأنها قليلة القيمة وعديمة التأثير.. لكن أستاذ الجامعة إذا قطعت عليه «لقمة العيش» وحاربته فى رزقه وعارضته فى فكره بالاضطهاد والتخوين قتلت كل ما فيه.
* هل ترى فى المطالبة برحيل كل القيادات الجامعية الموجودة حاليا ظلما وإهانة لهم؟
- فى تقديرى ليس به أى ظلم.. هو أمر يطابق الرغبة فى التغير العام فى مصر وينسجم مع المزاج الاجتماعى الحالى بعد الثورة .... هؤلاء الأساتذة أفاضل ولهم مكانتهم وأكفاء ولكن الجو العام يطالب بذلك فمن كل أبواب المنطق يجب احترام هذه الرغبة ثم هناك إمكانية لهذه القيادات أن تقدم نفسها بالترشيح ولن يحجر عليها أحد.. ولن يمنعها أحد.
* وماذا عن الادعاء بأن هذا الأمر يمس كرامتهم وهيبتهم رغم ما قدموه وبذلوه؟
- أنا أرى أن الأمر موازنة.. فى الصلاة لو وقفت إماما للناس وهم غير راضين عنى فصلاتى غير مقبولة وهذه فى الأمور التعبدية.. ما بالك بأمور الدنيا.. كيف لى أن أركب على رءوس الناس وهم يطالبوننى بالرحيل.. وهذا يخالف المنطق والكرامة.
* ما تقييمك للموقف؟
- اختلاف الفهم جائز بأنه مساس بالكرامة.
* هل هو اختلاف فى الفهم أم تعنت؟
- هذا أمر شخصى أكثر من أن يخضع للتقييم الخارجى إنما أقول لك أن ما سيتحقق من منافع بحرصهم على الاستمرار بوظيفتهم أقل بكثير مما سيلحق من الجامعات من مفسدة وضرر.. وهذا ينطبق عليه مرة أخرى المعايير المنطقية والشرعية.. الخطأ هو جعل الجامعة على شفا انفجار الدكتور معتز قال لى أن انصراف القيادات الجامعية عن أماكنها أمر طبيعى وأقنع البعض بذلك.. إنما الحقيقة صرف رئيس الجامعة من وظيفته قهرا أمر شكله مستغرب ولكن الأغرب هو تمسك هؤلاء الأشخاص بالأماكن (رئيس الجمهوية على كده كان أكرم أنه تنحى خلال18 يوما).. فعندما تنحى حسنى مبارك نتيجة الضغوط الشعبية كان وضع أكرم من أن يجبر الناس على قتل بعضهم.. فالجامعة مؤسسة حساسة وشبابها ولاد وبنات أغلى شىء عندنا فى البلد ولا يجب أن نعرضهم لهذا النوع من الهرج.
* يقال إن أصحاب العقول العلمية الخالصة لا يقومون بترشيح أنفسهم ويتركون الساحة لمن لديه منفعة خاصة أو غرض فى ترشحه؟
- ليس صحيحا.. إذا وجد أساتذة الجامعة أن بينهم من يلتمسون فيه الكفاءة والقدرة يقومون بتشكيل ضغط عليه للتقدم ودفعه دفعا إلى هذا المكان فالجامعة مليئة بالكفاءات المقهورة الممنوعة التى تلتزم الصمت.
* وماذا عن الشللية من إخوان، أو فلول أو سلفيين يحاولون الانقضاض على إدارات الجامعات؟
- عن طريق وضع المعايير.. إذا وضعنا معايير وطبقت من جانب أمناء أكفاء سيتكفلون بضرب الشللية فى صمت.. فالقضاء عليها يتمثل فى وضع ثوابت ومعايير للكفاءة.
* يقال إن انتخابات الجامعة ستأتى بأسوأ ما فيها.. والجامعات ستنحدر؟
- الرد على هذا أرونى أولا ثم أحكم أنا لم أر انتخابات عندما أراها سأحكم.
* يقال أن التجربة ليست متسعة وقرار أهوج نتيجة ضغط شعبى.. خاصة مع تواجد التيارات المختلفة وصاحبة قاعدة شعبية فى الجامعات؟
- نحن أمام اختيارين إما أن نترك هذا التيار الحالى بلا تحكم فننتظم صفوفه وأى وضع سأقوم بفعله لن يعجبه وسيحطمه تحطيما لأنه يملك القوة لهذا.. هذا اختيار.. سيناريو آخر مواز.. أعلن عن عملية انتخاب ضمن معايير محددة للاختيار ضمن لجان أضمن أنها تقوم بحسن الاختيار والتنوع وأحكم سير هذه العملية الانتخابية المحددة أيهما يصبح أكثر صحة؟ هذه التيارات من الذكاء حيث لا تعمل كعادتها ولا تفصح عن عملها وتنظم صفوفها فيما بينها وتفاجأ بوجودها على الساحة ولا يوجد أمامكم سوى اختيارهم.. وعندها ستأخذهم عنوة لأنهم الموجودون فى الصدارة.. هل أترك الصفوف تنظم عشوائيا أم أشارك فى تنظيمها؟ وأن أساهم ليس بمعيار آمن فاسد سابق ولا حراب فكرى وإنما على أساس ومعيار علمى.. لأن أنا مسئوليتى الأمان والمجلس العسكرى موجود وهو أحسن صنعا لنفسه ولتاريخه ولرجاله بأن أعلن موقفه مبكرا من الوضع انظروا يسار ليبيا أو فوق لسوريا أو تحت لليمن؟
* ما رأيك فيمن أعلنوا الإضراب أول يوم دراسة فى الجامعات؟
- الجامعة فيها ناس كثيرة لديها الرغبة فى التغيير ولكن لابد أن نتفق أن كل قطاعات المجتمع تم إهمالها وإهدارها.. لابد أن نستوعب هؤلاء المعتصمين من الدكاترة لأنهم عانوا وتعبوا كثيرا على الرغم من أننى لست معهم فى عمليه إيقاف التدريس والإضراب.. فلا تستطيعين أن تقيمى كيانا سياسيا بدون حرص الفرد على أن يتحرك حتى إذا تحرك غلط نحن فى حالة تخبط وتحرك عشوائى غير منضبط.. لن نستطيع أن نحاسب أحدا إلا بوضع معايير وعندما تستقر الأمور وسيحدث إن شاء الله عندما يستقر كيان الدولة ... وأنا أعتقد أننا شعب شديد المدنية وشديد الرغبة فى أن يستقر ويهدأ ليصل إلى نتيجة ما بعد مرحلة التعب والكفاح والعناء ولكن بالطبع بعد الظروف التى مرت بها الناس من قتل وقنابل مولوتوف حدث ولا حرج لن يستطيعوا نسيان ذلك وستبقى فى أذهان كل فئة من الناس أن من حقها التعبير عن رأيها ونفسها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.