مازالت أزمة المعتمرين المصريين فى مطار جدة لم تنته حتى كتابة تلك الكلمات.. كان عدد من النشطاء السياسيين وأهالى المصريين المحجوزين بالسعودية دون محاكمات، وعدد من المعتمرين الذين عادوا قرروا التجمع فى وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية اليوم الأحد فى الثانية عصرا فى تطور جديد للأزمة للمطالبة بتعويضات عن المهانة، والإهمال التى لاقاها المعتمرين المصريون فى مطار جدة، كما تطور الأمر عندما دعا إلى الوقفة الاحتجاجية عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين فى دعوى على (الفيس بوك) تحت اسم (إيفنت) مما أدى إلى انضمام أهالى المصريين المحتجزين داخل مراكز الشرطة السعودية دون محاكمات منذ عهد مبارك. كما أكد عدد من النشطاء السياسيين الداعين للوقفة محمد طاهر وهيبة حلمى وسلامة عبدالمجيد وعبدالجواد أبوكب بأن المعتمرين العائدين قرروا تسليم السفير السعودى وثيقة رسمية بمطالبهم بتعويضات طبقا لما هو معمول به عالميا فى شركات الطيران، وطلب اعتذار. وأكد النشطاء السياسيين على أن تلك الوقفة هى بداية لفتح عدد من القضايا المسكوت عنها فى العهد السابق، خاصة قضية (الكفيل) والتى سيتم تصعيدها على مستوى دولى خاصة أن كثيراً من (الكفلاء) بعد عهد مبارك بدأوا فى إعادة العاملين المصريين بالسعودية دون حصول البعض على كامل مستحقاته المالية. ومن جانب آخر فقد صرح السفير السعودى فى مصر أحمد عبدالعزيز القطان بأن المشكلة حدثت بسبب حصول المصريين على تأشيرات عمرة سابقة عن العدد المسموح به لعمرة (رمضان) وأنهم قاموا »بكسر« مدة التأشيرة وأرادوا العودة جميعا قبل العيد، مما أدى إلى تكدس أعداد المصريين المعتمرين فى مطار جدة والدليل على ذلك أن عدد التأشيرات التى أصدرت عن السفارة السعودية فى القاهرة وقنصلياتها فى الإسكندرية والسويس 222 ألف معتمر بينما عدد المعتمرين المصريين 710 ألف تأشيرة. كما أن تعطل أجهزة سيور الحقائب فى مطار جدة أدى إلى تعطيل شحن الحقائب بسبب الوزن الزائد. غير أن جريدة (عكاظ) السعودية ذكرت على لسان مسئول سعودى بأن المملكة كانت قد شكلت لجنة لمعرفة أسباب الأزمة وتكدس المعتمرين المصريين لمدة أيام العيد مما أدى إلى تعرض بعضهم لحالات إغماء وإعياء شديد بسبب السهر لساعات متواصلة وأضافت الصحيفة بأنه من المقرر أن تفرض هيئة الميناء السعودية غرامة مالية على الخطوط السعودية لإهمالها، وأكدت الصحيفة بأحقية الركاب المصريين بالمطالبة بتوفير كامل الرعاية الصحية والسكن والاحتياجات اللازمة للراكب فى حالة تأخر الرحلة عن الموعد المحدد سابقا إضافة إلى 300 ريال تدفع للراكب عن كل ساعة تأخير بما لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، وأن على شركة الطيران إشعار الراكب بإلغاء رحلته قبل 72 ساعة عن موعده وهو مالم يحدث وتطالب الجريدة أن تقوم هيئة الميناء السعودية بتغريم شركة الطيران السعودية بغرامة كبرى وفقا للائحة التنفيذية لحماية المستهلك. و قد صرح ماهر العدوى القنصل العام بالإنابة فى جدة لوسائل الإعلام سابقا بأن السبب فى تلك الأزمة هو تعهد الشركة السعودية للخطوط الجوية بالتزامها ب12 رحلة يوميا ولم تستطع الإيفاء بالتزاماتها تجاه المعتمرين المصريين. وقد وقعت حوادث المماطلة والارتباك بسبب اختفاء المسئولين بالشركة فى عز الأزمة وعرف فيما بعد وجودهم فى إجازات العيد، ولكن التواصل مع الخارجية السعودية عمل على تسيير الأزمة. وقد صرح من جانبه السفير عمرو رشدى المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن الأزمة بالنسبة لوزارة الخارجية قد انتهت بعدما تم تأمين سفر آخر فوج من المعتمرين وهو 1500 معتمر من مطار جدة وعن تعليقه على الوقفات الاحتجاجية للمعتمرين العائدين أمام السفارة السعودية في القاهرة، وفى مطار جدة للمطالبة بالتعويضات المعمول بها دولياً في تلك الظروف أكد رشدى أن هذا شأن لا علاقة للخارجية به وتم حله عن طريق الإجراءات القانونية المعمول بها، حيث يقوم المواطنون المصريون بتقديم شكوى إلى وزارة الطيران لإتمام تلك الإجراءات ضد شركات الطيران التى تسببت بالأزمة.