من أهم إنجازات النظام السابق خاصة وزارة الثقافة أنها أعادت ترميم وإصلاح وتنظيم شارع المعز لدين الله أهم شوارع مصر الفاطمية.. ذلك الشارع الذى يحمل بين جنباته تاريخ ألف عام من الحضارة الإسلامية.. وهو أقدم شارع فى التاريخ.. وبه أكثر من 33 أثرا من أعظم الآثار الإسلامية. وقبل أن يجنى الشارع ثمار عودة الحياة له مرة أخرى كانت الأيدى المخربة والمدمرة للثورة المضادة واعية تماما لما تفعله من إفساد كل جميل. مع فجر ثورة 25 يناير العظيمة أول ما امتدت يد التخريب كانت على المتحف المصرى.. وشارع المعز وحدث له ما حدث من نهب وتدمير وعدم نظام وللأسف لم يجد المعز من يعيد له كرامته.. فلتكن دعوة منا للشباب وأهل المعز للوقوف.. وصد كل معتد على شارعهم العظيم. شوارع زمان أظهر ولاة مصر حتى بداية القرن الثامن عشر اهتماما ملحوظا بعمران القاهرة واتخذوا إجراءات ترميم وإصلاح لافتة للنظر ، فقد أصدر محمد باشا (1607 - 1611) أمرا بإزالة ما قدره ذراع من جميع شوارع القاهرة التى تراكمت عليها الأتربة والقمامة لدرجة كانت تعيق تنظيفها، أما محمد باشا أبو النور (1652 - 1656) فقد أطلق عليه الناس لقب «أبى النور» بعد أن أمر جميع نظار جوامع القاهرة بتبييضها ، وأخيرا تأتى فترة محمد باشا (1699 - 1704) بقطع سقائف الدكاكين لأجل توسيع الطرق والأسواق ، ثم أمر بقطع الأرض وتمهيدها فحفروا نحو ذراع أو أكثر من الأسواق، وفى عام 1711 جدد على أغا الأمر بإزالة التراب المتراكم فى الشوارع بعمق ذراع كما أمر بهدم المصاطب المشيدة أمام الحوانيت لأنها تعيق المرور كما أمر بتبييض واجهات المساجد والمدارس والأسبلة . أما إنارة الشوارع فإنها ليست وليدة العصر العثمانى، إذ تعود إلى نحو عام 1650 خلال عصر المماليك الذين دأبوا على إشعال القناديل فى الأسواق وفى الشوارع، واستمرت خلال العصر العثمانى، وبذكر الرحالة طائفة القنديلجان الذين يختصون بإشعال القناديل والتى تضم مائتى فرد يقومون بمهمة تزيين الدكاكين بالقناديل أثناء ليالى الأعياد وخلال شهر رمضان . هذا فضلا عما كانت تقوم به السلطات فى أوقات من تذكيرهم السكان بالتزام إنارة الدكاكين والمنازل، وذلك لطمأنة الناس ولمنع وقوع الجرائم . صحن جامع الحاكم ولعل ما قام به عبد الرحمن كتخدا 1744 من حرص على ضمان إضاءة المنطقة المحيطة بالسبيل الذى أنشأه، حتى بعد وفاته لدليل واضح على مدى الاهتمام بإنارة الشوارع فى ذلك العصر.. إذ تنص حجة وقف السبيل على تخصيص النفقات اللازمة لإنارة قنديل واحد أمام باب السبيل خلال أيام العام، وثلاثة قناديل خلال شهر رمضان. المستنصر جوع المصريين من كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة كتب جمال الدين أبى المحاسن عن المستنصر فقال: تولى الخلافة معد أبو تميم الملقب بأمير المؤمنين المستنصر بالله ابن الظاهر بن الحاكم بأمر الله بعد موت أبيه الظاهر لإعزاز دين الله.. وبقى فى الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر، وحدث فى أيام المستنصر بمصر الغلاء الذى ما عهد بمثله من زمن يوسف «عليه السلام« ودام سبع سنين حتى أكل الناس بعضهم بعضا، حتى قيل: إنه بيع رغيف واحد بخمسين دينارا - فإنا لله وإنا إليه راجعون - وحتى إن المستنصر هذا بقى يركب وحده، وخواصه ليس لهم دواب يركبونها، وإذا مشوا سقطوا من الجوع، وآل الأمر إلى أن استعار المستنصر بغلة يركبها من صاحب ديوان الإنشاء آخر شىء نزحت أم المستنصر إلى بغداد خوفا من أن يمتن جوعا. وكان ذلك فى سنة ستين وأربعمائة. ولم يزل هذا الغلاء حتى ترك الأمير بدر الجمالى والد الأفضل أمير الجيوش من عكا وركب فى البحر وجاء إلى مصر وتولى تدبير الأمور.. وشرع فى إصلاح الأمر. وتوفى المستنصر فى ذى الحجة.. وفى دولته كان الرفض والسب فاشيا مجهرا، والسنة والإسلام غريبا ! فسبحان الله الذى يفعل فى ملكه ما يريد. مسجد من ألف عام جامع الحاكم نسب هذا الجامع إلى الخليفة الحاكم بأمر الله مع أن الذى أمر بإنشائه هو والده الخليفة العزيز بالله ثانى الخلفاء الفاطميين فى رمضان سنة 380 ه / 990م، وقبل أن يكمل بناءه صليت فيه الجمعة فى الثالث من رمضان سنة 381ه/ 991م.. فلما خلف الحاكم بأمر الله أباه العزيز بالله أمر سنة 393 ه / 1002م بإتمام بنائه. وبعد أن كان جامع الحاكم يقع فى أول مرة خارج السور الشمالى اللبن الذى بناه جوهر الصقلى للقاهرة.. ثم أصبح أيام الخليفة المستنصر بالله وذلك بعد أن قام وزيره بدر الجمالى فى سنة 480 ه بتوسيع القاهرة.. فأضاف زيادتين بالحجر من جهة الشمال والجنوب، وخطط السور الشمالى بحيث يلتصق تماما بالجدار الشمالى للجامع ويأخذ نفس انكسارات أضلاع قاعدة المئذنة الشمالية. أما تكوينه من الداخل فيتكون من صحن أوسط مكشوف سماوى مستطيل الشكل ، ويحيط به أربع ظلات تشرف عليه ببائكات معقودة بعقد مدببة ترتكز على دعامات مستطيلة مبنية من الآجر، وتلتصق فى أركانها أربعة أعمدة ثلاثة أرباع دائرة على الترتيب التالى: يحتوى كل ضلع من الجنوبى الشرقى والشمالى الغربى على أحد عشر عقدا مدببا وكل من الضلع الشمالى الشرقى والجنوبى الغربى على تسعة عقود مدببة. ويربط عقود الجامع بين الدعامات روابط خشبية ضخمة مزخرفة بزخارف نباتية محفورة.. والعنصر الزخرفى السائد فيها هو نصف الورقة النباتية على هيئة الكلوة وهى مرحلة من مراحل تطور الطراز الثالث من طراز سامراء فى مصر. سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا يقع هذا الأثر بشارع المعز لدين الله الفاطمى مطلا بواجهته الجنوبية على قصر بشتاك ويرجع تاريخ إنشائه إلى سنة 1157 ه/ 1744م.. وقد أنشأه الأمير الكبير والمقدام عبد الرحمن كتخدا الذى شرع فى بناء الكثير من المساجد وأمر بعمل الخيرات وإبطال المنكرات، والسبيل يتكون من غرفة تسبيل لتزويد عابرى السبيل بالماء يعلوه غرفة الكتاب لتعليم أيتام المسلمين