جاء من محافظة المنصورة حالما طامعا فى يوم يصبح فيه نجما فى سماء القاهرة ولم يدرس التمثيل بل قام بتدريسه ليصبح أول من قدم استديو الممثل فى الأقاليم ومنها إلى فرقة محمد صبحى الذى انطلق بعدها ليصبح الجوكر على مسرح جلال الشرقاوى الذى كان يعده ليصبح نجما مسرحيا ليبدأ حياته الفنية كوميدياناً من الدرجة الأولى، حيث شارك فى عدد من المسرحيات نذكر منها «حودة كرامة»، «دستور يا أسيادنا» ومنها جاء اختيار الرائع يوسف شاهين الذى وضع فيه ثقته ليقدمه فى فيلم «سكوت هنغنى» ثم إلى فترة غياب وبعدها إلى انطلاقة كبيرة فى عالم السينما والدراما مع كبار نجوم الفن.. إنه أحمد وفيق أحد أبطال «صرخة نملة» الذى يحدثنا عن تفاصيل آخر أعماله وأسباب غيابه وسبب العودة والدافع وراء هذه الانطلاقة. كيف جاء ترشيحك لفيلم «صرخة نملة»؟ - جاء الترشيح من النجم عمرو عبد الجليل الذى رأى فى شخصية كمال الشيوعى الثائر على الحياة والظلم والفساد المسيطر عليها وعلى الفور جاءت موافقة المخرج سامح عبد العزيز الذى أعجب بأدائى للدور وشجعنى وأكد لى أن الفترة القادمة ستكون فترة انطلاق بالنسبة لى. وهل وجدت صعوبة فى أداء الشخصية؟ - أنا جزء من هذا الشعب وعضو فعال مندمج وقريب من الجميع والشعب بكل طوائفه ثائر فى الحقيقة لهذا لم أستعد له ولم أجد صعوبة فى أداء الدور فبمجرد قراءة الشخصية تمسكت بها ورأيت فيها نفسى وآمنت بقيمة العمل والقائمين عليه. هل كنت تتوقع كل هذا النجاح؟ - فى البداية آمنت بقيمة العمل وعلى الفور وافقت عليه ولكن بعد تجاوز بعض الصعوبات والعوائق أولها الرقابة التى تفهمت بعض الأحداث ولكن الصعوبة جاءت من وزارة الداخلية وصعوبة الحصول على التصاريح من أجل التصوير لأشعر وقتها بحالة من الإحباط والخوف على مصير هذا الفيلم ولكن نظرا للذكاء الذى يتمتع به فريق العمل وحالة التصميم على ظهوره للجمهور استعدت على الفور حماستى لاستكمال الدور وترك الباقى على الله. دور كمال جديد تماما على أحمد وفيق ولكن ألا تتفق معى أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا؟ - أؤكد بالفعل أن سامح عبد العزيز اكتشف فىَّ شيئا جديدا حيث لمس فىَّ موهبتى قدرة على أداء جميع الشخصيات ولكن لا يمكن إنكار أن خالد يوسف أول من ساهم فى إبراز موهبتى من خلال فيلمه «دكان شحاته» وتقديمه لى فى شخصية البواب وهى ثقة كبيرة أعمل جاهدا طوال الوقت على تأكيدها واحترامها وإثبات أن ثقتهم كانت فى محلها وهذا ما اجتهدت فى تقديمه خلال فيلم «صرخة نملة» لتظهر الشخصية بأفضل صورة ممكنة. مارأيك فيمن يعتبرون أن مشاهد الثورة بالفيلم تعد استغلالاً لها؟ - فيلم «صرخة نملة» انتهى العمل به قبل الثورة ولم نقم بإقحام مشاهد من الثورة لأن الفيلم فى الأساس ينتهى بالمطالبة بقيام ثورة وربما لم يصدقنا أحد ولكن هذا ما حدث وبعد قيام ثورة 25 يناير ظن البعض أن الفيلم تم تصويره أثناء الثورة ولم يدركوا صعوبة القيام بالتصوير خلال الثورة فهو فيلم يدور حول احتقان الشعب الذى أدى إلى قيام ثورة وليس إلا. هذا ما يخص فيلمك، ماذا عن الأعمال الأخرى خلال الفترة القادمة؟ - لابد أن يحرص الجميع على مراعاة الدقة فى اختيار الأعمال القائمة على الثورة المصرية، حتى لا تصبح أعمالا استهلاكية وللعلم فالثورة لم تنته بعد ويصعب تقييمها الآن حتى تصبح الأفلام على قدر كبير من الدقة والإبداع ليعجب بها العالم كله ويعجب بشعبها الذى قام بثورة لم يشهدها العالم من قبل ولابد أن يدرك القائمون على الأفلام أن هذه الأفلام صورة ناقلة لحدث مصرى يفتخر به. إذا تم عرض أحد الأدوار فى عمل عن الثورة عليك هل ستوافق على تقديمه؟ - لن أوافق لثقتى التامة بقيمة ما قدمته خلال فيلم «صرخة نملة» ولما تمتع به من حظ ونجاح لم نكن نتوقعه أبدا والدليل ردود الأفعال حتى الآن والتأكيد على قيمة العمل فأنا فخور كل الفخر بما قدمته وعلى المشاركة فى مثل هذا العمل الذى أضاف إلى الكثير وعرف الجمهور بممثل جديد فى أحمد وفيق. لقد تم عرض الفيلم بمهرجان «كان» هل سافرت إلى فرنسا، وما تعليقك على ردود الأفعال؟ - لم أسافر إلى فرنسا ولكن جميع أصدقائى بالوسط حرصوا على نقل ردود الأفعال إلى أول بأول وبصراحة جاءت ردود الأفعال مفاجئة لى ولفريق العمل كله من عرب وأجانب الجميع أشادوا بالفيلم وبدورى فى العمل لهذا أنا سعيد جدا لأن الفيلم أحدث صدى داخل وخارج مصر وأن جهدنا لم يضع بل تم تقديره على أكمل وجه. حدثنا عن كواليس العمل مع عمرو عبدالجليل؟ - عمرو عبدالجليل صديقى وقبل الفيلم ومشاركتى جاءت رغبة لعمرو والفضل يرجع له بعد ربنا ولن أستطيع أن أعبر عن مدى احترامى لهذه الشخصية لما تتمتع به من صفاء وكوميديا وبراعة ومهارة فى التمثيل فهو شخص جميل بكل المقاييس هذا بالإضافة إلى روعة العمل معه والضحك وتبادل الخبرات خلال التصوير دائما. لو لم تقم الثورة من وجهة نظرك كيف كان سيكون مصير الفيلم؟ - تحت الأنقاض فلن نستطيع إنكار فضل الثورة على الفيلم التى أتاحت له الفرصة للظهور والخروج للنور فمنذ البداية ونحن نتوقع تشويه الفيلم من قبل الحكومة السابقة ولكن لحظ الفيلم وحسن نية القائمين عليه وعون الله قامت الثورة وخرج الشعب وخرج معه صرخة نملة إلى النور. ما تفسيرك لحالة اليقظة التى انتابت الشعب والفن بعد الثورة؟ - إنها جينات تنطلق وعوامل تتراكم ثم تنفجر مُعلنة عن ثورة فكل منا مثال لقد نمنا وقتا طويلا رغم ما نتمتع به من مواهب إلا أنه جاء اليوم لنستيقظ معلنين عن الثورة التى بداخل كل مصرى عاش فى هذا البلد وقام بحكمنا رجال مغمى عليهم لأنهم غفلوا دور هذا الشعب عبر التاريخ وأن الشىء الوحيد المفقود هو الصدمة التى يخرج على أساسها الشعب كله فى ثورة لأن كرامة الشعب من كرامة بلده والعكس صحيح وليس السبب هو المال أو الطعام أو الشراب فأنا أمتلك شقة وعربية وموبايل بكاميرتين لكن الكرامة والحرية أغلى بكثير. «سكوت هنصور»، ثم اختفاء ثم عودة حميدة.. حدثنا عن هذه الفترة؟ - لم أشعر بالرغبة فى الحديث عن هذه الفترة التى مكثت خلالها فى حالة من التقوقع بعيدا عن الأضواء والفن استمرت أربع سنوات بعدها أدركت أن لا أحد يرانى فكان لابد من الخروج والإفصاح عن موهبة منحنى إياها الله وبدء التحدى مع نفسى ومع الجمهور وبداية جديدة أحسد عليها من خلال عدد من الأعمال الناجحة بفضل الله. فوجئنا فى رمضان الماضى بعدد من الأعمال الناجحة فماذا عن رمضان القادم؟ - لقد عرضت علىّ أعمال كثيرة ولكنى توقفت تماما نظرا لسوء الأحوال الإنتاجية لكن هناك مسلسل «سمارة» مع غادة عبد الرازق وسأكون ضيف شرف فى مسلسل محمد هنيدى القادم ويارب تكون أعمالا ناجحة كما كانت العام الماضى نظرا لاختلاف الأدوار تماما عما قدمت سابقا. ألم تخش مشاركة غادة عبدالرازق خاصة بعد إدارجها فى القائمة السوداء؟ - أنا ضد القوائم السوداء وأراها نوعا من المراهقة الثورية فأنا واحد ممن شاركوا فى الثورة ولا خلاف لى مع مؤيدى مبارك فالجميع كان مع الثورة ولكن ليس الجميع على درجة واحدة من الثقافة ولكن الخلاف لابد أن يكون مع من قاموا بقذف وشتم الثوار على شاشات التليفزيون وتحولوا إلى ثوار بعد ذلك وغادة عبدالرازق واحدة من الذين لايدركون حقيقة ما يحدث، وهناك مثلها الكثيرون لهذا لا يحق لأحد أن يحكم على أى مصرى بسوء النية وخيانته لهذا البلد.