هل طار الدورى من الزمالك؟ يبدو ذلك! وأكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن ينتهى سيناريو الدورى لهذا الموسم بهذا الشكل.. هذا السيناريو هو الذى جعل جوزيه مدربا عبقريا بكل المقاييس رغم أن الظروف ساعدته إلى حد كبير على هذه النهاية، والذى ساعده أكثر وأكثر حسام حسن وإبراهيم حسن اللذان تفرغا للإيحاء للناس بأن المؤامرات تحاك بالزمالك من كل اتجاه حتى لا يفوز بالبطولة، وأن الكل يلعب لصالح الأهلى ووصل بهما الأمر أنهما اتهما مدربى الزمالك من أبناء الزمالك والذين يدربون الأندية الأخرى بالتآمر ضد الزمالك، وعلى رأسهم فاروق جعفر وطارق يحيى وطه بصرى وأنهم هم الذين أطاحوا بآمال الزمالك لتحقيق البطولة هذا الموسم. الزمالك حتى أربعة أسابيع كان الأفضل والأحق بالبطولة، لكن انشغال حسام وإبراهيم كما قلنا بالتفرغ للرد على المؤامرات والتفرغ بالبحث عن مبررات لضياع البطولة رغم أنها كانت لا تزال الأقرب لهم أوصلتهم لهذا الحال لأن هذه المبررات أخرجت اللاعبين من التركيز الشديد فى البطولة ورسخت لديهم الاعتقاد بأن هناك مؤامرة بالفعل تحاك لهم. وكما توقع البعض أن أى هزيمة للزمالك سوف تخرج مدربه ومدير الكرة عن شعورهما إلا أن ماحدث فى بورسعيد يستحق أن نهنئ إبراهيم وحسام على الالتزام بالهدوء إلى حد ما ولم تنته النهاية المأساوية التى كنا نتوقعها حتى مع الخروج غير المنطقى للاعب محمد إبراهيم عن حدود اللياقة والأدب. الأهلى أصبح له شكل وعادت له الكرة الجميلة وزادت ثقته فى نفسه وربما ساعده على ذلك إحساس كل الأندية بأن الأمل بات ضعيفا فى المنافسة، وأصبح الأهلى هو الوحيد الذى لديه طموح البطولة ولذلك عاد اللاعبون يلعبون بمزاج كسابق عهدهم. طه بصرى ورغم ذلك نقول إنه نظريا الدورى أقرب للأهلى لكنه مازال فى الملعب وهذا ما يؤكد عليه مدربو الأهلى لواقعيتهم الشديدة لأنه مادامت النقاط المتبقية تعطى الفرصة للمنافس للتعويض فإن البطولة تصبح فى الملعب وهذا البصيص من الأمل سيجعل من مباراة الأهلى والزمالك هذا الأسبوع قمة فى الإثارة ونتمنى أن تصبح خير ختام لأغرب وأصعب موسم كروى مر على الكرة المصرية. الأهلى سيلعب بعصبية أكبر لأن طموحه أصبح هو الأكبر أما الزمالك فهو سيلعب بأسلوب انتحارى لأنه لا مجال أمامه إلا الفوز ولا شىء آخر ولو ضاع منه الفوز فإننا سنهنئ الأهلى بالبطولة فى نهاية المباراة. اللعب الانتحارى من قبل الزمالك ربما يعطى فرصة للأهلى للسيطرة على المباراة وعموما هى فعلا مباراة الأكثر هدوءا والأكثر سيطرة على مجريات الأمور ونتمنى فعلا من قلبنا أن تمر بردا وسلاما على الجميع.