المفارقة.. والمقارنة كانت مؤلمة وقاسية جداً اعتصرت قلبي وأبكتني غيظاً وكمداً! حيث استوقفني خبر صغير في إحدي زوايا الصحيفة اليومية يشير إلي أن عدداً من المهندسين اليابانيين الذين تجاوزت أعمارهم 70 سنة قد تطوعوا للعمل في إصلاح مفاعل «فوكوشيما» باليابان والذي تعرض للتدمير علي أثر الزلزال الأخير الذي تعرضت له اليابان وذلك بدلاً من المهندسين الشباب!! حيث يقول أحدهم والذي يبلغ من العمر 72 عاماً «سأعيش علي أقصي تقدير في المتوسط 13 عاماً أخري بينما يحتاج الإنسان إلي 20 عاماً من التعرض للإشعاع ليصاب بالسرطان.. وعليه فإن فرصة تعرضنا للأمراض كعجائز وشيوخ ستكون أقل «!!» وهناك شيوخ آخرون نعرفهم جيداً تاجروا بوطنهم سمائه وأرضه.. تاريخه وغده.. مائه ورماله بل بدم شهدائه وحتي ما في باطن الأرض لم يسلم من جشعهم.. فتاجروا بغازه.. ومياهه الجوفية ومن أجل مصالحهم الشخصية تاجروا في التاريخ والجغرافيا ورهنوا غده بثمن بخس..جرفوا كل ثروات الوطن.. الذي اعتبروه أبعادية خاصة بهم ولهم يفعلون فيها ما يحلو لهم حتي اتسع الجاه والسلطان والنفوذ وطال العمر ولم يشبعوا.. ولم يكتفوا.. ومنذ متي كان المال الحرام يروي أو يشبع أو يسمن من جوع أليس السادة الشيوخ من بني وطننا أمثال صفوت وسرور وزكريا ومن قبلهم المخلوع هم أيضاً شيوخ تجاوزوا السبعين لماذا لم يفكروا هم أيضاً في مصلحة وطنهم وغد أبنائه؟! ولكن شتان ما بين شيوخ اليابان وشعورهم بالمسئولية وبين بعض شيوخ مصر الذين لا يعرفون سوي مصلحتهم وليذهب الوطن وأبناؤه إلي الجحيم.. وآخر هؤلاء الشيوخ الذي نلهث وراء أخباره من بلد لآخر الرجل الغامض بسلامته.. امبراطور شرم الشيخ.. وملك الغاز والصندوق الأسود لأسود حقبة عشناها وأكبر عصابة حكمتنا المدعو حسين سالم الذي قفز من السفينة كالفأر المذعور عندما أدرك بحسه أن سفينة أصدقائه غارقة لا محالة فسافر علي متن طائرته الخاصة بعدما نهب ما تبقي وحمله معه للخارج لتصادر السلطات الإماراتية في مطار دبي 500 مليون دولار «!!» ثم تلقي السلطات الإسبانية القبض عليه فيدفع كفالة له ولابنه للإفراج عنهما 33 مليون يورو «!!». وتصادر أصول عقارية له قيمتها 14 مليون دولار وتجمد حسابات مصرفية قيمتها 45 مليون دولار واحسبوها أنتم.. فقد تعطلت الآلة الحاسبة التي أملكها لأن هذه الأرقام الفلكية فوق قدرتها. ثم ضيفوا عليها أن ملك الغاز ومحتكر تصدير الغاز المصري لإسرائيل قد باعه بشروط تعاقدية مجحفة أضرت بالمال العام بمبلغ 417,89 ألف دولار وهو ما يمثل قيمة الفارق بين السعر الذي تم بيع الغاز به لمؤسسة الكهرباء الإسرائيلية وبين الأسعار العالمية السائدة في ذلك الوقت!! هذا بالإضافة إلي أنه يملك ملايين الأمتار في شرم الشيخ والتي أصبحت بمثابة ضيعة خاصة له.. وأن ثروته تعادل ميزانية جمهورية مصر العربية فمن أين له كل هذا وهو الذي كان في البداية مجرد موظف في صندوق دعم الغزل براتب 18 جنيهاً يقتطع منها 2 جنيه ضريبة للدفاع عن فلسطين قبل أن يصبح طياراً ويصادق مبارك الطيار إلي أن تفتح صفحة جديدة في حياة كل منهما وندفع نحن الثمن باهظاً أجيالاً وراء أجيال. ولندرك الفارق ما بين شيوخ اليابان وبعض شيوخ مصر فشيوخ اليابان كبار في العطاء والحكمة والزهد أما بعض شيوخنا فهم شيوخ منصر!