وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الزلزال العنيف وموجات تسونامي التي ضربت اليابان، الجمعة الماضية، بأنها (واحدة من أسوأ الحوادث النووية خلال العقدين الماضيين). وأشارت الصحيفة في تقرير أوردته بموقعها الإلكتروني إلى أن وكالة الطاقة الذرية الدولية تحدد مدى الخطورة المتعلقة بالإشعاعات النووية بمقياس يبدأ من الدرجة الأولى "حادث طفيف الخطر"، وحتى الدرجة السابعة "حادث كبير"، وتشير الدرجات السادسة والسابعة إلى الانصهار الكامل، حيث تزيد سخونة الوقود النووي أكثر من المستوى المطلوب أو تزيد سخونة الجزء المركزي من المفاعل، ما يؤدي في كلا الحالتين إلى الانصهار. وقالت الصحيفة، إن حجم الدمار في محطة الطاقة اليابانية فوكوشيما دايتشي لا يمكن تحديده بعد، غير أن خبراء الأمن النووي اليابانيين صنفوا الحادث من الدرجة الرابعة، حيث قال مسؤولون مراقبون للمحطة، إنهم تبينوا وجود إشعاعات ثانوية في أحد المفاعلات، ما يشير إلى أن بعضا من الوقود النووي قد تدمر، وأن انصهارا جزئيا قد حدث بالمفاعل. وعلى الرغم من قيام مسؤولين بالمحطة بملء المفاعل المتضرر بمياه البحر منعا لحدوث انصهار كامل، إلا أن توسع الانصهار أدى بهم إلى حقن مفاعل آخر بنفس المحطة بالمياه في وقت لاحق، كما أصدرت الحكومة اليابانية أمرا بإجلاء نحو 200 ألف مواطن من المناطق المحيطة بالمحطة النووية. وأشارت الصحيفة إلى أن حادث فوكوشيما أسوأ من الحادث النووي الأكثر خطورة في تاريخ اليابان، والذي وقع عام 1999 عندما أدى تسمم إشعاعي في مفاعل قريب من طوكيو إلى مقتل اثنين من مشغلي المفاعل، ودخول عشرات العاملين المستشفى لتلقي العلاج. أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فقالت، إن فرق الإنقاذ قامت الليلة الماضية بالبحث في الأنقاض عن الآلاف من الأشخاص المفقودين في المناطق التي غمرتها المياه الناتجة عن المد الزلزالي "تسونامي" في شمال شرق اليابان. ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها إحدى مهمات الإنقاذ الصعبة في تاريخ اليابان، وتابعت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أنه عقب يوم واحد من تعرض اليابان لزلزال مدمر وصلت قوته إلى 8.9 على مقياس ريختر وموجات تسونامى ضخمة ظل من المستحيل الوصول إلى مدن كاملة، وشعر البعض بالخوف من محوها من الخريطة. وأشارت إلي أن معظم التقديرات تشير إلى أن حصيلة الضحايا وصل إلى 1700 شخص، لكن المسؤولون قالوا إن عدد الموتى من المرجح أن يرتفع. وأضافت الصحيفة إلى أن نحو 200 ألف شخص يعيشون الآن في ملاجئ مؤقتة، غير أن قطاع رئيسي من جزيرة هونشو اليابانية يعيش غالبا بدون كهرباء وصعوبة الاتصال، كما أن العديد من الملاجئ لا يوجد فيها موقد. وأشارت إلى أن الانفجار في محطة الطاقة النووية لمقاطعة فوكوشيما والمخاوف من احتمال تسرب الإشعاع عزز حالة الإخلاء في إطار دائرة يبلغ طول نصف قطر ما يقرب من 12.5 ميل، حيث تعرض أكثر من 160 شخصا بالقرب من المحطات النووية للإشعاع . ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الصليب الأحمر اليابانى قوله، إن الإغاثة الطبية ستكون في صراع طويل الأمد، مضيفا أن هذا الزلزال يعتبر أكبر من زلزال عام 1995، حيث أخذت اليابان للتعافي من هذا الزلزال فترة طويلة تتراوح من 10 إلى 15 سنة، ولم يتم حتى الآن التعافي الكامل منه، غير أن التعافي من هذا الزلزال سيحتاج وقتا طويلا جدا. وقالت الصحيفة، إن اليابان كانت قد تعرضت لانتقاد حاد جراء مواقفها في أعقاب زلزال 1995 عندما رفضت الحصول على الدعم من الدول الخارجية، ولكن اليابان هذه المرة اتخذت موقفا مختلفا حيث أعلن رئيس الوزراء الليلة الماضية أن بلاده تحتاج إلى المساعدة.