عواصم العالم وكالات الانباء: تفاقمت الازمة النووية في اليابان امس بعد انفجار جديد وحريق في محطة فوكوشيما 1 حيث تتوالي الحوادث منذ الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد الجمعة الماضي. واعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان للتليفزيون ان مستوي الاشعاعات ارتفع بشكل كبير في محطة فوكوشيما1 النووية. ودعا القاطنين في منطقة قطرها 30 كلم الي ملازمة منازلهم أو مكاتبهم. وهذا التدبير يضاف الي امر الاخلاء الذي صدر لاكثر من 200 الف شخص يسكنون قرب هذه المحطة النووية الواقعة علي قبالة الشاطئ. واكدت المصادر وقوع انفجار ضخم في المبني الذي يضم المفاعل الثاني بالمحطة بحسب شركة كهرباء طوكيو التي تدير المحطة. وتسبب انفجار هيدروجيني آخر باندلاع حريق في المفاعل الرابع الذي كان متوقفا عن العمل بسبب اعمال الصيانة خلال الزلزال الذي ضرب المنطقة. وعلي عكس الانفجارات السابقة التي طالت المفاعلين الاول والثالث فإن الانفجار في المفاعل الثاني لم يخلف آثارا خارجية ولم يلحق أضرارا بالمبني الخارجي. ومنذ ذلك الحين، تم توقيف العمل بالكامل في هذه المحطة التي بنيت في سبعينيات القرن الماضي وتقوم الشركة المشغلة بضخ مياه البحر لتبريد المفاعلات وهي عملية تقود الي تسربات اشعاعية. واعلن المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو انه خلافا لما حصل حتي الآن، فما من شك ان المستوي الذي وصلت اليه الاشعاعات قد تضر بصحة الانسان. واوضح انه تم تسجيل مستويات اشعاعية بين 30 و400 ميليزيفرت في محيط المفاعلات. واعتبارا من جرعة 100 ميليزيفرت يتلقاها الجسم البشري، تشير الملاحظات الطبية الي ازدياد في عدد الاصابات بالسرطان. وفي احد مراكز الاستقبال، لم تخف ام شابة تم اجلاؤها قلقها قائلة: "لا اريد لطفلي ان يتعرض لاشعاعات.. اريد تفادي ذلك بأي طريقة". واكدت الحكومة اليابانية استبعادها احتمال حدوث حادث من نوع تشرنوبيل"، في اشارة الي أسوأ كارثة في تاريخ الطاقة النووية المدنية وقع في محطة تشرنوبيل في اوكرانيا عام 1986 وكذلك قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو انه من غير المحتمل ان يؤدي حادث مفاعل فوكوشيما في اليابان الي ما يشبه كارثة تشرنوبيل. ومع ذلك، طلبت اليابان المساعدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة. وطلبت المفوضية الأوروبية الدعوة لعقد اجتماع استثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع المقبل في فيينا حول هذا الحادث. والاولوية الاخري للسلطات اليابانية هي اغاثة اكثر من 500 الف شخص تم اجلاؤهم ومن بينهم كثيرون لجأوا الي مراكز استقبال. وحاول الجنود ال100 الف الذين نشرتهم طوكيو ومعهم فرق الانقاذ الرد علي الاحتياجات الهائلة الي المياه والطعام واعادة العمل بشكل طبيعي الي البني التحتية. وقال مسئول في مستشفي كيسينوما :"نعاني نقصا حادا في المياه.. نحتاج ايضا الي اغطية لأن الطقس بارد اثناء الليل". وواصل عمال الانقاذ ايضا من دون امل كبير البحث عن ناجين محتملين. واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مواد مشعة انبعثت مباشرة في الجو اثر الحريق الذي اندلع في المفاعل 4 في محطة الطاقة النووية فوكوشيما 1 في اليابان. وقالت الوكالة في بيان ان السلطات اليابانية ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن حوض المحروقات المتضرر في المفاعل النووي 4 من محطة فوكوشيما دايشي يحترق والاشعاعات تنبعث مباشرة في الجو". وذكرت وكالة الانباء اليابانية جيجي ان الحرق في المفاعل 4 "اطفئ علي ما يبدو". وقالت ان الحريق الذي وقع في الطابق الرابع من المفاعل 4 اخمد علي ما يبدو. وأبلغت السلطات اليابانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن حريقا في المفاعل 2 من المحطة نفسها، وقد يكون نجم عن الهيدروجين". واضافت ان معدلات اشعاعات تصل الي 400 ميليسيفرت في الساعة سجلت في المكان. واعلنت بلدية طوكيو ان مستوي الاشعاعات فاق عن المستوي الطبيعي في العاصمة اليابانية موضحة ان هذا المستوي ضعيف جدا للتأثير علي صحة الانسان. وقال سايري كوغا المسئول في بلدية طوكيو :"اكتشفنا مستوي إشعاعياً اعلي من الطبيعي صباحا في طوكيو". واضاف: "نحن لا نعتبر ان الأمر يتعلق بمستوي كاف للتأثير علي صحة الانسان". واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الخطر النووي مرتفع جدا في اليابان التي تواجه حوادث خطيرة متعلقة بعدد من مفاعلاتها النووية. وقال جوبيه لاذاعة أوروبا-1 ان الوضع خطير جدا. اجرينا محادثات مع وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتوسموتو الذي نقل إلينا كل المعلومات التي يملكها. الخطر مرتفع جدا". واضاف ان الوزير الياباني قلق بطبيعة الحال، مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة مستنفرة مثل الخبراء الفرنسيين. وأعلنت البحرية الأمريكية ان فريقا من جنود الاسطول السابع الامريكي شاركوا في عمليات انقاذ في اليابان اثر الزلزال المدمر الذي ضرب الارخبيل تعرضوا لاشعاعات نووية وعلي الاثر ابتعدت سفنهم عن المحطات النووية المتضررة. وقال الاسطول السابع في بيان علي موقعه الالكتروني ان التحاليل التي اجريت علي ثلاث طوافات عادت من مهمة قرب سنداي في شمال شرق اليابان ادت الي رصد مستويات ضعيفة من الاشعاعات علي 17 عنصرا من افراد طواقم المروحيات الثلاث. وقال البيان :"انه تم القضاء بسهولة علي المستوي المنخفض للاشعاعات لدي العناصر الذين رصد لديهم، وذلك عبر الاغتسال بالماء والصابون. لقد تمت معاينتهم لاحقا ولم يرصد اي تلوث مجددا". واعلنت الشرطة اليابانية ان الحصيلة الرسمية للزلزال ارتفعت علي اكثر من 2400 قتيل. واحصت الشرطة 2414 قتيلا مؤكدا و3118 مفقودا و1885 جريحا. ولكن السلطات تتوقع ان ترتفع الحصيلة مع اكتشاف جثث جديدة في كل المنطقة المنكوبة. واعلن قائد شرطة مقاطعة مياجي وهي احدي المقاطعات الاكثر تضررا، انه متأكد من ان عدد القتلي سوف يتخطي العشرة آلاف. وحرك الوضع الياباني الجدل حول النووي المدني في العديد من البلدان ولا سيما في المانيا حيث شارك اكثر من 100 الف شخص في تظاهرات ضد المشاريع النووية في 450 مدينة، وكذلك في فرنسا والولايات المتحدة حيث دعا عدد من النواب الي تعليق برامج تطوير الطاقة النووية. واعلنت برلين تعليق تمديد امد مفاعلاتها النووية لثلاثة اشهر. وعلقت سويسرا مشاريع تجديد مفاعلاتها النووية في وقت ستقوم فيه الهند بالتحقق من سلامة مفاعلاتها كافة.
