لايشك أحد منا ولو لحظة واحدة بأن القوة الناعمة الأخيرة التى لاتزال مصر تمتلك منها الاحتياطى الأعظم فى عالمها العربى هى تلك الثروة من أهل الفن ولذلك فإن انتخابات نقابة الممثلين القادمة فى عصر ثورة 25 يناير ينبغى أن تنال أعظم اهتمام وتقدير ولا يخفى على أحد أن التغيير بات هو الهم الأكبر للمصريين فى مختلف مجالات العمل العام ومن خلال الصداقات التى أعتز بها من نجوم هذا الوسط وفرسانه وأجياله المختلفة أستطيع القول بأن إرادة التغيير انتقل فيروسها النبيل إلى أعضاء النقابة وبالفعل انتشرت فى أروقة نقابة أهل الفن الكائنة بشارع البحر الأعظم أخبار تفيد بأن النقيب أشرف زكى قرر أن يبتعد عن الترشح هذا العام وقال بالنص لصديقه الفنان محمد أبوداود بأنه لو تقدم أحد المرشحين المحترمين القادرين على تحمل المهمة فى المرحلة القادمة بأنه سوف ينسحب وبالفعل تقدم كل من الكبير فنا ومقاما يوسف شعبان ومعه الفنان الكبير أشرف عبدالغفور والذى أعتبره فنانا تعيس الحظ لأن الموهبة التى تسكنه لم تأخذ حقها فى دولة الفنون على الرغم من المشوار الطويل فى دنيا الفنون، ولكن ما أجمل ما يحمله هذا الجيل من أخلاق الفرسان فبمجرد أن علم الفنان الكبير يوسف شعبان بأن صديق العمر أشرف عبدالغفور قرر الترشح فما كان من يوسف شعبان إلا أن تنازل احتراما وتقديرا لتاريخ أشرف ومكانته والشىء المثير للعجب حقا أن أشرف عبدالغفور اتصل هاتفيا بالنقيب السابق أشرف زكى ليكون أول من يعلم بنية أشرف عبدالغفور الترشح لمنصب النقيب.. وأعود إلى اللقاء الذى جمع أشرف عبدالغفور يوسف شعبان وعددا كبيرا من نجوم الفن فى مبنى النقابة فبعد أن أعلن يوسف شعبان تنازله لأجل أشرف عبدالغفور استقبل الحضور الأمر بالتصفيق الحاد، وانهالت كلمات الثناء على قرار يوسف شعبان وعندما تصدى أشرف عبدالغفور للكلام طلب من الحضور أن يبوحوا بما فى الصدور ولكن مع عدم اللجوء إلى تجريح أشخاص - أية أشخاص - وقال إن الفيصل بيننا هو صندوق الانتخابات. د اشرف زكى وأشار أشرف عبدالغفور إلى ملاحظة فى منتهى الخطورة والذكاء عندما أكد أن عصر المخرج قد انتهى لحساب عصر النجم ومع العصر الجديد ضاعت العناصر الفنية وتدهورت أشياء كثيرة، ثم طرح الفنان أشرف عبدالغفور أفكاره وأحلامه للمستقبل وقال إنه سيلتقى الدكتور وزير التعليم من أجل خصم عشرة جنيهات من مصاريف الطلبة من أجل أن يصبح من حق أسرة كل تلميذ وطالب أن تشهد عروض الدولة المسرحية على مدار العام وهذه الفكرة المنيرة ذكرتنى بتلك الأيام التى كانت فيها الفنانة فاطمة مظهر هى مصدر للإلهام عندما كانت تحترق من أجل إسعاد أعضاء هذه النقابة وجلبت الموارد المالية لها بأفكار غير تقليدية، وكم كنت أتمنى لو أن فاطمة مظهر تعود لتواصل رحلة العطاء النبيل التى لا أدرى لماذا انقطعت فجأة وعلى أية حال فإن هذا الأمر متروك لرغبة الفنانة القديرة التى منحت الفن والنقابة دون انتظار لكلمة شكر أو لثناء أو جميل.. وأعود لأشرف عبدالغفور وأقول إننى لمست أن هناك قبولا بغير حدود للرجل وسط أعضاء النقابة وأنهم طالبوا بعدم ترشح الفنان أشرف زكى، وتساءل البعض كيف يجرؤ أشرف على أن يقدم نفسه بعد الثورة؟! ولكن أبوداود تصدى لهذه التساؤلات وقال إن من حق أشرف أن يترشح وليس من حق أى إنسان أن يسلبه هذا الحق!! ولكن الشباب المتواجد طالب بوقفة احتجاجية يوم الاثنين 30/5 لمنع أشرف زكى من الترشح وأعاد عليهم أبوداود ما سبق أن ردده من قبل.. إنه من غير المسموح المساس بأى شخص أو تجريح أى إنسان أو عضو بالنقابة أو زميل نحن جميعا نعتز بإسهاماته وتاريخه وبعد انتهاء اللقاء قام أبوداود بالاتصال بصديقه أشرف زكى من أجل - العيش والملح - وقال إن أشرف عبدالغفور قرر خوض الانتخابات على منصب النقيب، ومن حق العيش والملح طالب أبوداود صديقه بالانسحاب كما سبق ووعد ولكن أشرف زكى رفض هذا الأمر جملة وموضوعا.. اشرف عبد الغفور وقرر أن يحتكم الجميع إلى صندوق الانتخابات مذكرا بأنه خدم أعضاء هذه النقابة لمدة 23 عاما من عمره وعرض الدكتور أشرف زكى على الفنان محمد أبوداود أن يكون أشرف وأبوداود أعضاء فى قائمته.. ولم ينس الدكتور أشرف أن يذكر بما حدث من قبل لعبدالغفار عودة ويوسف شعبان من سقوط رهيب عندما خاضا معركة النقيب أمامه وأنه يخشى على أشرف عبدالغفور أن ينال نفس المصير.. ولاتزال المعركة مستمرة!!