ارتبط اسم منطقة سقارة بهرم زوسر المدرج وهو أول هرم تم بناؤه قبل أهرامات الجيزة، ومنطقة سقارة بها العديد من الآثار الفرعونية .. معابد والعديد من مقابر كبار رجال الدولة فى عصر الدولة الحديثة .. مثل مايا وحور محب ومرى نيت. للأسف منطقة سقارة كانت من أولى المناطق التى تم التعدى عليها وسرقتها مع بداية أحداث ثورة 25 يناير .. ولذلك كان لابد من تجاوز الأزمة وعودة المنطقة لاستقبال زوارها مع إنجاز جديد وهو إعادة افتتاح ست مقابر من مقابر كبار رجال الدولة والوزراء من عصر الدولة الحديثة، وذلك بعد الانتهاء من ترميمها وإعداد الموقع الخاص بالجبانة للزيارة . وصرح د. زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار أن هذه المقابر هى مقبرة حور محب باعتباره وزيراً أصبح ملكاً بنهاية الأسرة الثامنة عشرة ومقبرة مايا وزير خزانة الملك توت عنخ، ومقبرة مرى نيت خادم معبد آتون فى عهده ومقابر الملك إخناتون ومقبرة بايى وابنه راعيا وهو المشرف على حريم الملك توت عنخ آمون ومقبرة بتاح إم ويا أحد أهم كبار رجال البلاط الملكى فى عصر الأسرة 18 ومقبرة تيا وتيا وهو أحد موظفى عصر الملك رمسيس الثانى . * مقبرة حور محب حور محب هو قائد الملك إخناتون ومن بعده ابنه توت عنخ آمون وبعد وفاة توت عنخ آمون تولى الحكم .. وهذه المقبرة بناها حور محب عندما كان قائداً للجيش وقبل أن يكون ملكاً وتبنى له مقبرة أخرى فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر والتى تعد من أجمل مقابر البر الغربى .. أما هذه المقبرة فتقع جنوب الطريق الصاعد للمجموعة الهرمية لأوناس فى سقارة، ولها أهمية خاصة لأنها شاهد على أسلوب العمارنة فى النقش ويظهر فى تخطيطها أنها نفذت لتكون معبدا جنائزيا، حيث يتشابه تخطيطها مع عناصر المعبد، فهى تتكون من صرح ضخم بلغ ارتفاعه 7 م على جانبيه برجان وسطحه غير منقوش، حيث كانت الموضوعات التى تنقش عليه موضوعات ملكية، لكنه محاط بالكورنيش المصرى ويوجد فى الركن الشمالى الغربى من الفناء المفتوح بئر عميقة تؤدى إلى حجرات دفن فى مستويين الأول على مسافة 9 أمتار والآخر على مسافة 17 م وهى لقاضٍ يسمى «خوى- ور» من الأسرة السادسة، كما يؤدى الفناء المفتوح أيضا إلى حجرتين للتخزين وحجرة التمثال بداخلها تمثالان لحور محب وفى الضلع الغربى لهذا الفناء ثلاث مقاصير للقرابين والتى تتساوى فى المستوى مع قدس الأقداس فى المعبد. ومعظم مناظر المقبرة موجودة فى متاحف أوروبا حيث يظهر على الحائط الجنوبى للفناء الأول منظر استقبال حور محب للوفود الأجنبية كما تظهر شرفة التجلى، كما كانت توجد لوحة كبيرة يظهر فيها حورمحب يتعبد إلى رع حور أختى وتحوت وماعت وأسفله يوجد نص هيروغليفى طويل وقد نُقلت تلك اللوحة إلى المتحف البريطانى عام 1835م. وفى حجرة التمثال صُور على الحائط الجنوبى منظر طقس فتح الفم لتمثال حور محب، وأسفل ذلك صُورت مناظر حملة القرابين، أما فى الفناء المفتوح الثانى فقد نُقشت على الجدار الشرقى مناظر عسكرية تمثل حور محب واقفا بحجم كبير وأمامه القائد الأعلى يقص له حروبه البطولية. والمقبرة تعرضت للعديد من عوامل التلف والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة الجيولوجية للمنطقة خاصة فى المقابر المحفورة فى الصخر. * مقبرة مايا وزير الخزانة كان مايا وزير الخزانة فى عصر الملك توت عنخ آمون، وحامل المروحة على يمين الملك. ومن أهم المناظر التى توجد بالمقبرة تصور صاحب المقبرة واقفا وممسكا صولجان السلطة وقد التف حول عنقه عدد غير عادى من القلادات الذهبية وخلفه يقف أخوه وأمامه زوجته ميريت وأمها ترحبان به داخل المقبرة. أما المناظر التى فى حجرة التمثال فتمثل مايا وزوجته أمام مائدة قرابين (يقدمان البخور والشراب) بصحبة والدة ميريت، وقد ظهر أسفل كرسى ميريت قرد يقف على رجليه كما تم نقل العديد من نقوش تلك الحجرة إلى برلين وهى تصور عددا من تماثيل مايا مصحوبة إلى مكان ما بمقبرته، وعلى الحائط الجنوبى للفناء المفتوح صور الموكب الجنائزى لمايا، حيث يجر الموظفون تماثيل لصاحب المقبرة، أما حجرة الشعائر الرئيسية فقد زُينت إما بموضوعات جنائزية أو عقائدية، ولكن للأسف فمنذ القدم نُزعت أحجار المقبرة لاستخدامها فى أماكن أخرى وتدل الشواهد على وجود لوحة كبيرة تجاه الحائط الغربى ،ولكنها فُقدت هى الأخرى ولم تتبق إلا قاعدتها. * مقبرة تيا وتيا كان تيا موظفاً إدارياً تزوج من إحدى شقيقات الملك رمسيس الثانى ويحتمل أن تلك المقبرة حفرت فى العام 20 من حكم رمسيس الثانى. اكتشفت هذه المقبرة عام 1982 م بواسطة البعثة الإنجليزية - الهولندية برئاسة العالم البريطانى جيفرى مارتن. ومن أهم مناظر المقبرة منظر على الحائط الشمالى للفناء المفتوح يصور الزوج تيا وهو يرفع عمود الجد ويتعبد إلى الإلهة إيزيس، أما على الحائط الشرقى فيظهران تيا وتيا يتعبدان ويقدمان القرابين لأوزوريس وحورس وإيزيس وأتوم، أما على الحائط الغربى فيظهر حملة القرابين حاملين منتجاتهم ويجرون الأضاحى تجاه مقصورة الشعائر، وقد صور الفنان وجوه تلك الأضاحى بصورة كاريكاتيرية مضحكة. أما مقصورة أبيس فقد حملت جدرانها المنظر الشهير: الحج إلى أبيدوس. * مقبرة بايى وابنه راعيا وهو المشرف على حريم الملك توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشرة وابنه «راعيا» الذى بدأ حياته بالعمل فى الجيش ثم خلف أباه كمشرف على الحريم الملكى، بنيت المقبرة فيما بين عامى 1333 ق.م و1314 ق.م وقد اكتشفها لبسيوس عام 1828 وأعيدت اكتشافها عام 1994 عن طريق البعثة المشتركة من جمعية الاستكشافات المصرية بلندن، وقد أخذ لبسيوس لوحتين منقوشتين من هذه المقبرة إلى متحف برلين. * مقبرة مرى نيت من عهد الملك أمنحتب الرابع وتم الكشف عن هذه المقبرة فى عام 2001 ، وهى تقع إلى الشرق من مقبرة حور محب. وكان يشغل منصب «خادم معبد آتون» كاتب معبد آتون فى آخت آتون ومنف وهو الكاهن الأول لمعبد نيت، وله أسماء أخرى نقشت داخل المقبرة منها «مرى رع» و«مرى». ومن أهم مناظر المقبرة الموجودة: نقش يصور صاحب المقبرة فى وضع الدخول والخروج من المقبرة وهو ممسك بعصا طويلة بطول الجسم، وذلك على الكتف الأيمن، بينما نراه فى وضع تعبدى على كتف المدخل الأيسر وفى الأسفل وعلى الجانبين نرى حاملى القرابين. * مقبرة بتاح إم ويا تقع مقبرة بتاح إم ويا إلى الشرق من مقبرة «مرى نيت»، ويعد إم ويا من أهم كبار رجال البلاط الملكى فى عصر الأسرة الثامنة عشرة وعلى الرغم من عدم العثور على اسم فرعون بعينه فى المقبرة إلا أننا نستطيع من خلال النمط الفنى والنقوش الغائرة المميزة للفن الأتونى أن نؤكد أن تلك المقبرة قد شيدت خلال عهد الملك إخناتون، ويحمل صاحب المقبرة العديد من الألقاب منها «حامل أختام الشمال» و«الساقى الملكى». أهم مناظر المقبرة: منظر فريد لصاحب المقبرة نازلاً لتوه من عربته التى تجرها الخيول أمام منزله وهو يتحدث إلى اثنين من كبار موظفيه. وهناك منظر فريد آخر لقردين صورا أسفل كرسى الزوجة وهما يأكلان البلح والتين فى حرية وجمال.