تساؤلات مهمة تم طرحها عبر «المؤتمر الصحفى بمجلس الوزراء»، عقب الاجتماع الأسبوعى حول عدد من الملفات المهمة التى كان منها ما أثير حول العلاقات المصرية السعودية مؤخرًا خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أكد رئيس الوزراء عمق ومتانة العلاقات الثنائية التى تربط مصر بالمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن ذلك من ثوابت السياسة المصرية، ومن صميم رؤية القيادة السياسية، فإن العلاقة مع المملكة علاقة استراتيجية أخوية مبنية على وحدة المصير والتشارك فى العديد من القضايا والتحديات، وتوافق الرؤى فى التعامل مع هذه التحديات التى تواجه الأمتين العربية والإسلامية. وأوضح مدبولى أن هناك ثوابت راسخة ولن تسمح مصر بأية مساعٍ من شأنها أن تتسبب فى التوتر فى هذه العلاقات، عبر استغلال السوشيال ميديا، التى تدار من خارج الدولة المصرية والمملكة، وبالتالى تحاول تصدير مشهد كما لو كان هناك توتر فى العلاقات، حيث لن تسمح مصر بأن تتأثر هذه العلاقات الراسخة بالسلب، فمصر والسعودية جناحا الأمتين العربية والإسلامية، ولذا قد يكون من مصلحة بعض الأطراف جعل العلاقات متوترة، وهو ما لن يتحقق. كما عقب رئيس الوزراء على سؤال حول محاولات استغلال الوضع الإنسانى فى قطاع غزة لشن حملات ضد الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، على الرغم من الجهود التى تبذلها مصر فى حماية القضية الفلسطينية والحفاظ على حق الفلسطينيين على مدار تاريخها، قائلًا: أود التأكيد على ثوابت واضحة فى هذا الأمر، فمنذ نشوب الصراع فى 7 أكتوبر عام 2023، دعونا نتذكر أنه بعدها بأيام قليلة جدًا وقف فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وقال صراحة مصر ترفض تمامًا تصفية القضية الفلسطينية، ولن نسمح بتهجير الفلسطينيين من غزة، ولا بأى إجراء من شأنه تصفية هذه القضية. وتابع قائلًا: مصر كانت أول دولة قالت هذا الكلام، وعندما نقول كلمة فإننا نربطها بأفعال، ويمكننا أن نتذكر كل اللقاءات الثنائية التى عقدها فخامة رئيس الجمهورية فى هذا الشأن، واستقبال الزعماء الأوروبيين والقيادات من مختلف دول العالم، وفى كل اجتماع كان يؤكد فخامته على ثوابت الموقف المصرى، والأمر الآخر فإن مصر انخرطت من أول يوم فى التفاوض والوساطة بين الطرفين لوقف إطلاق النار، وقد نجحنا فى وقف إطلاق النار الأول مع شركائنا فى قطر والولايات المتحدةالأمريكية، وبالتالى حتى هذه اللحظة مصر لم تتوقف عن بذل جهود الوساطة ومحاولة تقريب وجهات النظر، على أمل أن يتوقف الصراع، وأن ننتقل للنقطة الأهم التى تبنتها مصر أيضًا، ألا وهى خطة إعادة إعمار غزة والحفاظ على أشقائنا الفلسطينيين داخل غزة. وأضاف: ونتحدث عن المجال الإنسانى، فإن منفذ رفح لم يغلق يومًا واحدًا من الجانب المصرى، وفى الأوقات التى كان الجانب الفلسطينى هو المسيطر على الجانب الآخر من المنفذ، كانت كل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى قطاع غزة، حيث أن %80 من المساعدات الإنسانية التى دخلت إلى قطاع غزة منذ البداية وحتى هذه اللحظة كانت مساهمة من الحكومة المصرية والمجتمع المدنى المصرى، على الرغم من كل المحاولات والجهود التى نفذها عدد من الدول التى إمكانياتها أكبر من مصر، إلا أن مصر تظل المساهم الأكبر بحدود %80 من هذه المساهمات، ومصر لم تتوقف عن استقبال وإيواء الجرحى والمصابين من الجانب الفلسطينى فهم وأسرهم كانوا متواجدين معنا هنا ضيوفًا كرامًا وأشقاء داخل الأراضى المصرية. وردًا على أحد الأسئلة الصحفية الخاصة بجهود الحكومة لجعل مدينة العلمين الجديدة مقصدًا سياحيًا كبيرًا، أكد الدكتور مصطفى مدبولى حرص الحكومة على العمل على زيادة الغرف الفندقية والأنشطة السياحية المتنوعة لتشجيع السياحة غير المحلية على القدوم لمدينة العلمين الجديدة، وهو ما يتم مشاهدته من منشآت فندقية موجودة اليوم. كما لفت رئيس الوزراء إلى زيادة فى نسبة عدد السائحين والسعى لتحقيق الهدف الرئيسى للحكومة المصرية، فى أن تكون «العلمين الجديدة» مدينة متكاملة طوال العام وليست مقصورة على شهور موسمية، مؤكدًا أن دخول السياحة الأجنبية من شأنه امتداد الموسم السياحى، هذا بخلاف الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والإدارية الأخرى، بخلاف الأنشطة الصناعية مع وجود منطقة صناعية كبيرة يتم داخلها مشروعات كبرى من شأنها أن تجذب مئات الآلاف من المصريين ووجودهم على مدار السنة. وردا على سؤال حول سوق الدواء المصرية، ونقص بعض الأدوية، أكد رئيس الوزراء أنه بعد الأزمة الاقتصادية كانت أسعار الأدوية منخفضة بصورة كبيرة وكان هناك شكاوى كثيرة من نقص الأدوية، وتم الاتفاق مع شركات الأدوية على الزيادة المتدرجة للأسعار والمنتجات وهو ما تم تطبيقه بالفعل، وكان آخر جزء قد تم تنفيذه من أشهر قليلة بناء على الاتفاق مع شركات الأدوية بعد الانتهاء من الأزمة الاقتصادية، لافتًا إلى أن التصور لهذه السلعة أنها سلعة استراتيجية، وستظل مدعومة بصورة كبيرة من الدولة ومن القطاع الخاص بالتوافق مع عدم خسارة الشركات والتوقف عن الإنتاج مما يتسبب فى حدوث أزمة كبرى. كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى أن المرحلة الماضية كان من الطبيعى أن تطلب شركات الأدوية زيادة الأسعار، لكن هناك رؤية وتحركًا من الحكومة فى إطار ثبات واستقرار سوق الدواء لضمان وجود الكميات اللازمة لاحتياجات المواطنين مُؤكدًا على العمل مع جميع الشركات من خلال نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، وهيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء. وعلى المستوى الاقتصادى، أشار رئيس الوزراء إلى التقرير الأخير الذى أصدره البنك المركزى عن استقرار الأوضاع المالية، لافتًا إلى ما يتم متابعته من أنه لا يوجد أى تأخير فى المستحقات الدولارية، وهناك استقرار فى السوق فى هذا الصدد، وهو ما ينعكس فى ثقة المستثمرين فى الاقتصاد المصرى، وهو ما نشهده كل يوم فى لقاءاتنا المختلفة مع المستثمرين الأجانب، حيث يتحدثون عن إنشاء مشروعات استثمارية كبيرة فى الدولة المصرية.