ظريف وزير الثقافة السابق محمد الصاوي. مقالاته انتقامية بعد خروجه عمليا من وزارة لم يدخلها.. غٌلَّ الصاوي بعد الوزارة، وما كان لوزير الثقافة أن يغل. بدأ سلسلة مقالات «كارثة» بعد الوزارة. والكارثة الكبري أنه لا يصدق خروجه مثلما لم يصدق منصب الوزير وهم يعرضونه عليه. الصاوي اعتبر خروجه من الوزارة مؤامرة، مع أن كثيرين لا يعرفون لماذا لا يعتبر أن دخوله هو الذي كان كذلك. لم يتآمر أحد علي صاحب الساقية، إنما تآمر هو علي نفسه. حواراته وتصريحاته للصحافة بعد دخوله الوزارة كانت كفيلة بالقضاء عليه، فلا اللغة كانت لغة وزير ولا خطته للتعاطي مع الوسط الثقافي كان تعاطي وزير. في مقال من إياهم، قالك «وراهم وراهم» وقصد الذين حملهم مسئولية خروجه من الوزارة.. هو توعد الذين أخرجوه رغم مبرراتهم، بينما صفح عن الذين أدخلوه.. رغم أنه لم يكن لديهم مبررات. ربما أول المسئولين عن خروج الصاوي من وزارة الثقافة، هو الذي أدخله. بينما الذين هاجمهم هم أبناء الوسط الذي كلف بهم صاحب الساقية. لا يعرف أحد لماذا لا يصدق الصاوي أن أحدا لايتصور جلسة تضم إبراهيم أصلان، جمال الغيطاني، صنع الله إبراهيم، بهاء طاهر والصاوي علي رأس المائدة وزيراً للثقافة؟ لا يعرف أحد أيضاً لماذا استكبر الرجل أن يرفضه المثقفون مع أنه أهلا «للتنوير»، ونسي في الزحمة وصفه بعض المثقفين ب «العلمانيين» قبل أن يشرح وجهات نظره بما استوحاه من ثقافة «المجلات الأسبوعية» وحوارات تلاميذ المدارس. صحيح الساقية ليست كافتيريا تحت الكوبري كما يفضل أن يصفها البعض، لكنها في النهاية مشروع تجاري.. إلي جانب شركات الإعلان ومنظمات تأجير الشواطئ التي تدخل ضمن أنشطة صاحب الساقية. الخلاصة أن الصاوي رجل أعمال هو الآخر، بينما وزارته في حاجة إلي صاحب فكر.. ورؤية. الوزير راعي المثقفين وليس قيما عليهم كما تصور الصاوي. وهم رفضوه لأن رعاية «الساقية» أو إدارة «سباقات السيارات» تختلف عن المشاركة في رؤي الأدباء وأصحاب الرؤي. المعني أنهم لم يرفضوا الرجل لرؤيته المختلفة، إنما لانعدامها. أما بالنسبة للساقية «شعلة التنوير» فسبق ورفضت معرض «انطلاق البراءة» للمصور الفلسطيني سعيد أبو معلا خوفا من هجوم إسرائيلي، ورفضت عرض فيلم «الجنيه الخامس» لخوضه في العلاقات بين الجنسين بلا «قلة أدب» لكن الصاوي رأي أنها «قلة أدب». في «شعلة التنوير» أمر الصاوي بنزع لوحات تشكيلية لفنانين شباب لأسباب رقابية، قبل أن يوقف ندوة «النكتة السياسية» بعد دعوة الراحل عبدالوهاب المسيري إليها.. بلاسبب. في «شعلة التنوير» التي ناطحت السماء ابتدع الصاوي رقابة داخلية فاقت في تعنتها رقابة الدولة المرفوضة.. وأدار الرجل أعماله بحس رجال أعمال، عافرت ثورة 25 يناير لعدم توزيرهم.. لكن الذي صار حراما جعله أستاذنا د. يحيي الجمل حلالا علي آخرين ولما انكشفوا قالك «مؤامرة». غريبة!!