يندفع الأطفال فتجدهم بطريقة فطرية لا شعورية للتعرف على ما حولهم، فيجربون ويكتشفون ويسألون من حولهم من الكبار، ويمسكون الأشياء المادية ويقسمونها لأجزاء يلمسونها ويتفحصونها ويقذفونها أو يضربونها فى الأرض ليعرفوا ماذا يحدث لها. إن الطفل من خلال قيامه بذلك يقصد التجربة ولا يقصد التخريب ومن خلال تجربته تتشكل شخصيته وتنمو، ويتعرف على الحياة وأسرارها، ويتعلم الأشكال والألوان والحرارة والبرودة والمسافات وغيرها من الأمور. وعليه، فإن ما يقوم به الطفل يعتبر نشاطًا ضروريًا لنمو شخصيته وتحقيقها، ولا يدل على وجود ميول عدوانية كما يظن البعض ويعتقد أن هذا الطفل سيكون مخربًا فيما بعد، فهذه الأمور من سن 2-5 سنوات ظاهرة طبيعية لا تستحق العقاب.
المفهوم والأسباب ظاهرة الإتلاف يمكن اعتبارها مرضية إذا كبر الطفل وكانت تصرفاته التخريبية تزداد بشكل لافت للنظر يفوق ما لدى أقرانه من الأطفال. ويمثل التخريب أحد الاضطرابات السلوكية المهمة فى حياة الطفل، ويتمثل فى رغبة الطفل ظاهريًا فى تدمير أو إتلاف الممتلكات الخاصة بالآخرين، أو المرافق، وقد يشمل السلوك التخريبى من قبل الطفل نحو مقتنيات الأسرة فى المنزل أو الحديقة، أو حاجات أفراد أسرته من ملابس وكتب ولعب وأثاث منزلى، أو غير ذلك من الحاجات، ويتفاوت الأطفال فيما بينهم فى درجة الميل نحو التدمير والإتلاف. إن مفهوم التخريب يعنى أن يقوم الطفل بإتلاف وتكسير الأشياء مما يؤدى إلى إحداث تلف فيها. وتتركز أهم أسباب الإتلاف والتخريب عند الأطفال فيما يلى: النشاط والطاقة الزائدة والأجسام التى تتميز بنشاط حركى زائد، وقد يكون السبب فى ذلك وجود خلل فى الغدد الصماء كالغدة الدرقية أو النخامية، حيث يؤدى اضطراب الغدة الدرقية إلى توتر الأعصاب بصورة مستمرة وملحوظة. ظهور مشاعر الغيرة لدى بعض الأطفال نتيجة ظهور مولود جديد أو تفرقة الوالدين فى المعاملة بين الإخوة. حب الاستطلاع والميل الزائد للتعرف على الأشياء أو شعور الطفل بالنقص والضيق والظلم وكراهية الذات التى تدفع به لحب الانتقام وتكسير ما تحت يده، مما يشعره باللذة فى الانتقام. التسلية والمرح حيث هناك أطفال يقومون بإتلاف وتخريب الأشياء بهدف التسلية والمرح وإرضاء الرفقاء. وعادة ما يكون الفراغ سببًا فى دفع الأطفال للقيام بمثل هذه السلوكيات؛ بمعنى أن الدافع يكون الإثارة وليس التخريب، وأن عدم وجود شىء ينشغل به الطفل قد يدفعه إلى التخريب.