دعوة للعدالة فى النظر إلى أزمة غزة

جدد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الدعوة التى أطلقتها القيادة السياسية، ودعمها جميع المصريين بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يعانى منها أهل غزة، وأن يتوقف النزاع والدمار الذى لن يؤتى ثماره أبدًا على المدى القصير أو البعيد، وقال إنه يجب أن ننظر جميعًا لحل هذه القضية الأزلية بأسلوب عادل يحقق مصلحة كل الأطراف.
وأضاف مدبولى خلال مؤتمر صحفى عقده من عند معبر رفح على هامش زيارته لسيناء، إنه يتوجه بالشكر للمتطوعين من القطاع المدنى الوطنى أو الدولى وقال: «أعرف أنهم يبيتون هنا على مدار ال24 ساعة وهدفهم دخول المساعدات لأهالينا فى غزة».
وشدد مدبولى على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو على حساب طرف آخر، وهى رسالة ينبغى أن تكون واضحة للجميع، مشددًا على أن الأزمة الإنسانية الراهنة، والمأساة والخسائر المدنية الكبيرة، لا بد لها أن تتوقف، مؤكدًا أن القضية لن تجد حلًا مهما علت وتيرته أو هدأت، إلا بحل الدولتين الدائم الذى أقره العالم كله.
ولفت مدبولى إلى أنه لن يكون هناك استقرار فى هذه المنطقة دون أن يتبنى العالم هذا الحل والذى تم إقراره من الأمم المتحدة وكل دول العالم، مؤكدًا أن هذا الموقف تتبناه مصر منذ اليوم الأول للأزمة، وأنه برغم فداحة الحدث وحجم الضحايا من الأبرياء المدنيين، يظل الحل لهذه الأزمة هو الحل الدائم والعادل الذى أقر به العالم من قبل، وقال: «حريصون كل الحرص على دعوة العالم مرة أخرى لتبنى هذا الحل الشامل والعادل الذى يضمن الاستقرار وعدم تكرار مثل هذه المأساة».
وقال مدبولى إن مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية على مدار عقود وعقود، مشيرًا إلى أن ذلك ليس من قبيل التباهى، فمصر ضحت بأغلى الأرواح، وساهمت بعشرات الألوف من الشباب على مدار العقود الماضية الذين استشهدوا على هذه الأرض وهم يدافعون عن القضية الفلسطينية.
وتابع مدبولى: هذه القضية مرة أخرى لن تُحل سوى بالحل الذى أقره العالم أجمع وهو «حل الدولتين» فهذا هو الحل الشامل الذى سيضمن السلام فى المنطقة، وأى حلول أخرى مهما كانت محاولات فرضها، سيظل معها عدم الأمان وعدم الاستقرار لكل الدول فى المنطقة.
وأوضح مدبولى أنه حرص خلال تواجده فى شمال سيناء مع مجموعة الوزراء على الإعلان عن خطة تنمية شمال سيناء.. وقال: «نجحنا والحمد لله فى القضاء على الإرهاب، ومع ذلك بالتوازى مع محاربة الإرهاب عملنا على تنمية شمال سيناء، مشيرًا إلى تدشين عملية التنمية الكبرى فى شمال سيناء باستثمارات ستتجاوز 400 مليار جنيه».
وتفقد مدبولى خلال زيارته لشمال سيناء، جانباً من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية المتمركزة بمنفذ رفح البرى، انتظارًا لعبورها إلى الجانب الآخر، قبل أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا عالميًا، بمشاركة عدد كبير من وسائل الإعلام والصحافة العالمية والمحلية.
وأكد رئيس الوزراء على أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على رفض استهداف وسقوط الضحايا من المدنيين الأبرياء من أى جانب، وذلك التزامًا بكل ما تنص عليه القوانين الدولية فى هذا الشأن، داعيًا كل دول العالم فى ظل هذه الأزمة غير المسبوقة فى قطاع غزة، لأن يكون المُنظور عادلاً، يُدين سقوط الضحايا من الجانبين، دون النظر لأفضلية جانب على حساب آخر، واعتبار الجميع سواء.
وأكد مدبولى رفض مصر لسياسة العقاب الجماعى التى يتعرض لها سكان قطاع غزة من المدنيين، مشيرًا إلى أن مصر تتحرك منذ اللحظة الأولى للأزمة على كافة المستويات، لبحث كيفية حلحلة وحل هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، من حجم دمار وضحايا كبير، فهدفها الرئيسى التعامل مع الأزمة الإنسانية.
وشكر رئيس الوزراء قيادات المجتمع المدنى داخل مصر وخارجها، والحكومات التى حرصت منذ اللحظة الأولى على تقديم مساعدات لأهالى غزة، مثمناً الجهود المبذولة على المستوى المحلى من جانب التحالف الوطنى للعمل التنموى، والهلال الأحمر المصرى، ومؤسسة حياة كريمة، وجمعية أبناء سيناء، وكل مؤسسات المجتمع المدنى المصرى التى توفر قوافل كبيرة للمساعدة فى حل الأزمة الإنسانية فى القطاع.