يهاجم الكثير من الفيروسات المتطورة وغير المعروفة، العالم كل يوم، وبمجرد إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار أى فيروس جديد، ثم تطلب من الدول المعنية، رفع حالة الطوارئ القصوى للتصدى للفيروس الجديد، مقدمة لها الدعم الفنى والمعلوماتى اللازمين لإحكام تطبيق الإجراءات الوقائية المطلوبة. ومع ظهور فيروس «ماربورج» بإفريقيا، وإعلان دولة غينيا عن تفشى المرض بها، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، عن خلو الدولة من أى مصابين بهذا الفيروس، ورغم ذلك يتم تشديد الإجراءات الوقائية، للاستعداد المبكر لأى طوارئ أو أحداث صحية غير عادية. وأصدرت الوزارة دليلاً إرشاديًا متضمنًا جميع التفاصيل بشأن «ماربورج»، والإجراءات التى ينبغى على الأطقم الطبية مراعاتها حال الاشتباه بإصابة أى حالة، وخاصة بعد أن تُوفى وأصيب العشرات بهذا الفيروس فى شرق غينيا الاستوائية. وعرف فيروس «ماربورج MVD» ب«الفتاك»، وكان يعرف سابقًا باسم حمى ماربورج النزفية، فهو حمى نزفية فيروسية شديدة العدوى تنتمى إلى نفس عائلة فيروس الإيبولا، رغم أن المرضين نادران وطفرات متحورة لفيروسات مختلفة، فإنهما متشابهان إكلينيكيًا ولهما القدرة على إحداث تفشٍ وبائي، وإحداث معدلات وفيات عالية تتخطى 88 %. ويعتبر هذا الفيروس شديد الخطورة، لأنه من الصعب فى المراحل المبكرة للإصابة التمييز بواسطة التشخيص السريرى بينه وبين العديد من الأمراض المدارية الأخرى، مثل الملاريا، وحمى التيفود، والطاعون، بسبب أوجه التشابه فى الأعراض، وهى ارتفاع حاد فى درجة الحرارة وظهور أعراض أخرى غير محددة، وينتشر فيروس ماربورج من خلال انتقاله من إنسان لآخر، عن طريق الملامسة المباشرة لدم الشخص المصاب بالعدوى، أو إفرازاته أو أى سوائل أخرى يفرزها الجسم من خلال الجروح أو الأغشية المخاطية، أو ملامسة لسطح ومواد ملوثة بهذه السوائل. وقد تحدث الإصابة للعاملين فى المجال الصحى، عند اتصالهم مع المرضى فى حالة عدم الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، ومنها ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى مثل اللعاب أو الإفرازات التنفسية التى تحتوى على الفيروس بتركيزات عالية، كما يمكن أن يسرى الفيروس عبر المنى، حيث تم اكتشافه فى منى المصابين بعد شفائهم السريرى من المرض بفترة بلغت 7 أسابيع، رغم أن فترة حضانته تتراوح بين 2 و21 يومًا، كما أنه ينتمى إلى فصيلة الفيروسات الخيطية أى التى تشكل خيوطًا ممتدة، تلتف وتكون أجسامًا غريبة فى بعض الأحيان. ويبدأ المرض بشكل مفاجئ مع ارتفاع فى درجة الحرارة التى لا تستجيب للعلاج، وصداع شديد، وآلام فى العضلات، وعلى الرغم من عدم وجود علاجات معتمدة مضادة للفيروس، فلا بد من إعطاء السوائل الفموية أو الوريدية، وعلاج أعراض المرض.