افتتاح المعرض الأول لرابطة فناني الثورة يوم الأحد الماضي بأتيليه القاهره علي درجة عالية من الوطنية والتي نالت إعجاب جميع الحاضرين، ومن المتوقع إقامة عدد كبير من المعارض في جميع محافظات مصر حيث يقدم المعرض باقة من أعمال شباب الرابطة التي ضمت المعتصمين الموهوبين الذين حرصوا علي تسجيل ثورة 25 يناير لحظة بلحظة حتي تظل أعمالهم أرشيفا لما حدث حتي لا يغفله العالم بمرور السنين، وقد حرص الشباب علي تقديم صورة واقعية خالية من الخيال لما مضت به البلد خلال الفترة الماضية. كما حرصوا أن تصبح أعمالهم صلة وصل بين أحداث الثورة وبين الأجيال القادمة من الشباب ليدرك الجميع حقيقة ما قام به شباب مصر من إنجاز يستحق كل تقدير وفخر. بدأت رابطة فناني الثورة رحلتها آملة الاستمرار، وتضم الرابطة باقة من أروع مواهب مصر هؤلاء الذين وجدوا من الثورة هدفا يخرجون جميعا معبرين عما بداخلهم كل حسب موهبته فهناك تجد الرسامين، الملحنين، المؤلفين، المخرجين، المصورين، الفنانين التشكيليين وغيرهم من المواهب الشابة المغمورة، أما اليوم فهم الأشهر لصدق موهبتهم وحسن استغلالها في خدمة مصر. أجمعوا جميعا لتقديم أعمالا فنية تعبر عن مدي حبهم لتراب هذا البلد بكل ما فيه من مساوئ ومميزات وبالحديث مع أعضاء الرابطة «رابطة فناني مصر» الذين في تزايد مستمر ولايزال الباب مفتوحا أمام كل موهبة شاعرة بمصداقية ما تقدمه أن تلتحق بهؤلاء الشباب وتتعاون معهم لخدمة هذا البلد مصر لمعرفة أساس الفكرة وكيف تكونت رابطة فناني الثورة. ويبدأ الحديث محمد التراس 23 سنة مهندس بترول يقول: بدأت الفكرة بعد وصولي إلي ميدان التحرير في الثاني من شهر فبراير فقد كنت من المشاركين في مظاهرات مدينة دمنهور فأنا واحد من أبنائها ولكن تشاء الأقدار وأنوي النزول إلي ميدان التحرير لمشاركة أهلي بميدان التحرير في اعتصامهم وبعد أيام شاهدت البعض من الشباب يسرعون في جمع علب الكشري الفارغة وعندما سألت عن السبب قالوا يدعون أننا نأكل كنتاكي ونأخذ المال مقابل البقاء بميدان التحرير ولا أجد كلمات تصف مدي غضبي حينها، وسرعان ما وجدت نفسي أشارك هؤلاء الشباب في مهمتهم في جمع علب الكشري لتصبح واجهة كنتاكي مقرا لعرض أولي لوحاتنا فقد تعاونا جميعا لعمل أول لوحة تحمل كلمة كنتاكي بعلب الكشري الفارغة فهي كل ما يتوافر لدينا وقتها هي وأقراص العجوة وأكواب الشاي. وبالفعل أصبحت علب الكشري وأكواب الشاي وقطع من الورق هي الأدوات المتاحة لأداء عملنا بالميدان لإظهار مدي الغضب مما وجهته القنوات ووسائل الإعلام عن تناول الناس بميدان التحرير لوجبات كنتاكي وحصولهم علي المال مقابل ما يقومون به. ثم جاءت المرة التالية وكانت أيضا لوحة بواسطة علب الكشري الفارغة لرسم جملة من كلمة واحدة هي «ارحل» كمحاولة لإيضاح هدف الناس بميدان التحرير فقد جاءت تصريحات مبارك دون فائدة، فهل كانت اللغة المتحدث بها صعبة الفهم لديه وعلي الفور كانت وسيلة الرسم هي الوسيلة البديلة للتعبير عن هدفنا من تركنا لمصالحنا وحياتنا والبقاء بميدان التحرير وهو رحيل الرئيس السابق مبارك، وهكذا توالت الأعمال بميدان التحرير والتي نالت إعجاب الجميع بالميدان خاصة في ظل الظروف الصعبة التي واجهها الجميع، وعدم توافر الأدوات وعلي الرغم من ذلك لم يصبنا اليأس ولو للحظة، وهكذا بدأ الشباب يتوافدون علي المشاركة فقد كانت واجهة كنتاكي مقرا لنا نعرض عليها أعمالنا حتي جاءت الفكرة والتي يعود الفضل فيها إلي السيد زكي خليفة 24 سنة والذي اقترح تكوين رابطة تضم مواهب شابة في جميع الفنون تحت اسم رابطة فناني الثورة ومن هنا كانت الرابطة ومن المقرر تقديم عدد من المعارض التي تجمع عددا من الأعمال الفنية التي تنقل أحداث الثورة لحظة بلحظة حتي تظل راسخة في القلوب والعقول لا تمحوها السنون وكل ما تأمله الرابطة هو تقديم فن راقٍ يعبر عن قدرات مصرية شابة ناضجة فخورة كل الفخر بهذا البلد مصر. أما محمد جبريل 23 سنة بكالوريوس هندسة فيقول: جاءت معرفته بالرابطة من ميدان التحرير لم يسبق لي معرفة أحد من زملائي الحاليين من قبل ولكن اليوم أصبحنا أسرة واحدة، وعن شعوري أنا سعيد بمشاركتي ومستعد لتقديم الأكثر من أجل بلدي، فنحن لا نهدف لأهداف شخصية والدليل رفضنا جميعا لأي عرض قدم إلينا من قبل أحزاب مسئولة وذات نفوذ مثل حزب العمل و حزب الوفد، ومؤسسة الأهرام، فقد قدموا لنا الكثير من العروض لتولي الإنفاق علي الرابطة في جميع الاحتياجات وتوفير المقر المناسب وأماكن لإقامة المعارض وغيرها من العروض التي واجهت الرفض بشكل قاطع، طالما في استطاعتنا الإنفاق وتولي مسئولية الرابطة بشكل كامل ولم نتردد في هذا، فنحن لسنا في حاجة لمساعدة أحد والهدف من الرابطة تقديم مواهب شابة لم تجد الفرصة المناسبة للخروج من قبل، فنحن لا نهدف إلا لرؤية مصر أفضل بأيادي شبابها الموهوبين المعتصمين إذا لزم الأمر. أما سارة محسن 23 سنة والتي كلفها أصدقاؤها بالرابطة لتولي رئاسة العلاقات العامة بالرابطة فتقول: أنا سعيدة بما أنجزناه بالميدان من محبة الجميع للأعمال التي قدمناها ونحن الآن نعمل جاهدين علي استمرار هذا الحب وتقديم الأفضل والكثير، فنحن لا نسعي لأي مصالح شخصية فنحن نسعي أن تظل ثورة 25 يناير علامة تدرس منذ الآن بالمدارس لتصبح الأجيال القادمة أفضل منا مدافعين عن حقهم ومعبرين عما بداخلهم مهما كانت القيود والعوائق، وربما كان هناك الكثير من الأحداث التي كان لابد من تسجيلها فقد تنساها القلوب والعقول إذا لم تجد من يسجلها لتظل راسخة في عقول العالم، ولكن بمواهب شباب مصر لن ننساها أبدا فكل لحظة بالميدان تستحق التجسيد حتي تظل خالدة لا تمحي مهما مرت أحداث أخري. فكان لابد من العمل ليل نهار لعمل أرشيف يجمع باقة من الأعمال الفنية سواء اللوحات، الأشعار، أو الأعمال الوثائقية التي رسمت الثورة كما يراها أبناء هذا البلد مصر. وأخيرا كان الحديث مع محمد سلماوي مخرج و كان أحد المشاركين في الرابطة والذي قال: أعمل الآن علي تقديم فيلم تسجيلي يحمل أحداث ثورة 25 يناير بأعين شباب مصر، شباب 25 يناير لينقل للعالم ما أنجزه هؤلاء الشباب، ومن المتوقع عرضه خلال الأيام القادمة ليصبح شهادة ميلاد لمشواره بالإخراج. والغريب هو أن محمد عمل مساعد مخرج من قبل في عدد من الأعمال التي ذكر أسماءها بعد إلحاح شديد دون ذكر السبب وهي اغتيال شمس، أحلام نبيلة، وعدد من الأعمال الوثائقية، وعلي الرغم من ذلك فهو يعتبر فيلمه التسجيلي شهادة ميلاد لموهبته التي وجد من الرابطة دافعا يشجعه علي إظهارها للعالم كله من خلال عمل أتوقع حصوله علي الأوسكار قبل مشاهدته.