أول ما يتبادر إلى الذهن في ملف صعود أبناء نجوم الكرة للواجهة وحصولهم على الكثير من الفرص لإثبات أنفسهم أن الأمر جرى تنفيذه بنفوذ وشهرة آبائهم.. فالطريق الذي يبدو صعبًا على أي ناشئ عادي قد يكون مفروشًا بالورود لهم دون الحاجة إلى بذل الكثير من الجهد والعناء. ولكن مع تألق الكثير من أبناء نجوم الكرة فى الفترة الأخيرة مثل مصطفى شوبير، ويوسف أسامة نبيه، وسيف فاروق جعفر، مع فرقهم يبدو أن الأمور بدأت تتغير إلى حد ما بشأن نظرة غالبية الجمهور لهذه الفئة الصاعدة. قد يساعدك والدك فى الوصول.. لكن حتمًا لن يستطيع فعل أي شيء كي يمنحك فرصة للاستمرار، لأنه وقتها سيكون الجمهور هو الحكم وهو لا يرضى بأي حال من الأحوال بخسارة فريقه على حساب نجل لاعب الكرة الشهير إذا كان لا يملك الموهبة الحقيقية لخدمة القميص الذي يرتديه. لكن تبقى وجهة النظر الأخرى بأن الناشئ عادة قد لا يجد الفرصة التي يجدها نجل نجم الكرة الذي يستطيع النفاذ من اختبارات الناشئين المعقدة، ثم يبدأ فى تلقي النصح والإرشادات حول أخطائه وينتهي الأمر بالحصول على معاملة خاصة تمنحه الكثير من الطمأنينة خلال مشواره حتى ينتقل إلى الفريق الأول، ومن ثم مواجهة الجمهور، وحينها لن يستطيع أحد فعل أي شيء له سوى مجهوده وقدرته على إقناع مشاهديه. وهناك الكثير من الأمثلة على نجاح أبناء نجوم الكرة أبرزهم أحمد حسام «ميدو» نجل الراحل حسام وصفى نجم الزمالك الأسبق، حيث احترف فى سن مبكرة فى أوروبا، كما أن هناك أحمد أيمن منصور الذي لفت الأنظار فى بيراميدز وانتقل بعد ذلك إلى الزمالك. وعالميًا فإن النجم كريستيانو رونالدو يحاول دعم نجله باستمرار فى عالم كرة القدم من خلال تقديم النصح له ووضع برامج تدريبية وغذائية لضمان تألقه، وكذلك فإن ليونيل ميسي يظهر فى فيديوهات كثيرة مع أطفاله أثناء لعب كرة القدم. وتألق النرويجي إرلينج هالاند مؤخرًا وذهب إلى مانشستر سيتي قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، وهو نجل لاعب كرة القدم «ألف أينج هالاند» والذي لم تكن مسيرته كبيرة مثل نجله. وأيضًا تألق الدنماركي كاسبر شمايكل لاعب ليستر سيتي الإنجليزي، وهو نجل أسطورة حراسة المرمى بيتر شمايكل، لذلك فهذه الظاهرة تبدو عالمية. ظاهرة نسبية وأكد رضا عبد العال، نجم الأهلي والزمالك السابق أن كرة القدم ليس فيها أي محسوبية لأنه مهما استطاع الأب حماية ابنه فإن الجمهور سيحكم عليه فى النهاية سواء إيجابيًا أو سلبيًا. وأشار عبد العال إلى أن الأمر يبدو نسبيًا، فعلى سبيل المثال كان هناك جدل كبير بشأن من لديه الموهبة أكثر من الآخر، هل هو الراحل حمادة إمام أم نجله حازم؟.. فوجهة نظري الشخصية أن حازم إمام أحرف من والده، موضحًا أن أغلب جمهور السوشيال ميديا لم يشاهد الكابتن حمادة إمام يلعب كرة القدم إلا فى اللقطات الأرشيفية، وهي وحدها لا تمنح حُكمًا حقيقيًا على اللاعبين، ولكن الأجيال القديمة تبدو مغرمة به، بينما الجيل الحديث يرى أن حازم أقوى مهاريًا من والده. واستكمل حديثه بأن الكابتن حمادة لم يكن له أي دور فى دخول نجله الزمالك، بل قامت الإدارة بشرائه من نادي الصيد ليواصل بعدها مشواره ويحترف فى نادي أودينيزي الإيطالي، فى حين تبقى الأزمة حقيقية إذا اضطر الأب لمساندة نجله حتى وإن كان لا يملك أدوات النجاح، هنا سيتعرض هذا الشاب للضرر البالغ لأن الجمهور عادة لا يغفر أمام الفشل وسيربط بينه وبين والده نجم الكرة الذي فرضه على الفريق. وقال عبد العال إنه بصفة عامة يوجد نفوذ فى عالم كرة القدم، ولكن إلى متى ستظل حماية نجل اللاعب الكبير وكيف سيواجه الجمهور إذا كان ضعيف الإمكانيات والقدرات؟ وتحدث وليد صلاح الدين نجم الأهلي الأسبق عن ظاهرة أبناء نجوم الكرة قائلًا: إن أي ابن نجم عادة ما يفكر فى أن يسير على نهج والده، فهو يشاهده كل يوم وهو يذهب إلى التدريبات ويلعب المباريات ويمثل المنتخب الوطني ويحصل على الشهرة، فالمناخ لديه مهيأ أكثر من غيره. وأوضح صلاح الدين أن الأمر لا ينطبق بالضرورة على نجوم كرة القدم، فهذه الظاهرة تظهر أيضًا لدى المطربين والمشاهير والممثلين، لكن سيبدو صعبًا الاعتماد على الواسطة والمحسوبية إلى الأبد، فإذا كنت موهوبًا ستستمر فى مجالك، أما إذا كان العكس فالاصطدام بالجمهور أمر حتمي. وأكد صلاح الدين أن أي ابن نجم دائمًا ما يكون تحت ضغط طبيعي بأنه متواجد فى هذا المكان بفضل والده، لذلك فمن يمر من هذا الموقف بفضل موهبته فإنه يستكمل طريقه بلا مشاكل تقريبًا، والعامل الرئيسي فى هذا كله هو الكفاءة والموهبة والقدرة على إثبات الذات. ويرى صلاح الدين أن تواجد نجل نجم الكرة فى الفريق له الكثير من الأوجه، فالبعض يرى أن والده قد يكون قد ساعده فى الوصول إلى ما هو عليه ولكن ماذا إذا كان الأب مصدر تعاسة لابنه؟ وأوضح أنه أحيانًا قد يكون الأب له تاريخ سيئ مع بعض المسئولين داخل النادي ويضطر هولاء لتصفية الحسابات عن طريق نجله، فهنا سيدفع الابن ثمنًا باهظًا دون أن يرتكب أي خطأ، ويضيع مستقبله الكروي لمجرد أن والده طرف فى صراع لم يكن له أي دور فيه. وأشار إلى أن المحسوبية يمكنها حماية نجل الكرة لوقت معين، لكن المصير سيكون محتومًا بضرورة مواجهة الجمهور، وهناك أمثلة كثيرة على تألق نجوم الكرة مثل أحمد ياسر ريان الذي رحل عن النادي الأهلي بسبب عدم وجود مكان له داخل القائمة إلى الدوري التركي للتألق هناك وهو من العناصر التي لفتت الأنظار فى الفترة الأخيرة.
أحمد أيمن منصور- أحمد ياسر ريان- سيف فاروق جعفر
تجربة شخصية ويحكى أسامة نبيه، المدرب العام لنادي الزمالك لمجلة «صباح الخير» عن تجربته الشخصية مع نجله يوسف وكيف التحق بالقلعة البيضاء معترفًا بأن الأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق. وأكد نبيه أنه شاهد كيف يستجيب نجله لكرة القدم وهو فى سن الخامسة، ومنذ ذلك الحين التحق بأكاديمية نادي الصيد ليظل فيها لمدة أربع سنوات، ثم انتقل إلى نادي إنبي لينضم إلى قطاع الناشئين لعدة أعوام، وطوال هذه السنوات كان الأمر مثل الصناعة، حيث قرر نبيه أن يبدأ نجله فى تدريبات السباحة والاستمرار عليها من أجل زيادة الكفاءة البدنية بجانب تدريبات كرة القدم. وأضاف أنه نصح نجله يوسف منذ اليوم الأول بأنه لن يستطيع فعل أي شيء له، وأنه منذ الالتحاق بنادي الزمالك لن يمكنه مساعدته وعليه أن يفرض نفسه، ويظهر قدراته الحقيقية. واستكمل نبيه حديثه بأنه يرى نجله يوسف فى مركز الجناح أو المهاجم الوهمي، لأنه يمتلك سرعات كبيرة، وقد نصحته بالتركيز من أجل التفوق داخل الملعب.
يوسف ووالده
وأوضح نبيه أنه عانى قليلًا من الربط بين تواجد نجله فى نادي الزمالك وموقعه كمدرب عام، ولكن المدير الفني جيسوالدو فيريرا هو الذي شاهد يوسف وقرر الاعتماد عليه داخل الملعب بعيدًا عن كوني والده. وقال نبيه إن نجله يفكر فى الاحتراف داخل أوروبا، لأن العقليات الصاعدة لديها هذا النهج والتفكير كبداية للتألق الحقيقي، لاسيما أن أغلب المواهب تحاول السير وفقًا لهذا النهج.