الموضة التى يتبعها الباحثون عن حلم الرشاقة هذه الأيام هو ريجيم «الكيتو»، وأصبحت جروبات التخسيس على «الفيس بوك» لا تخلو من تفاصيل هذا النظام والوصفات التى يمكن تحضيرها لتحقيق معادلة الدهون والبروتين والكارب التى يحتاجها الجسم لتنشيط الحرق وفقدان الوزن بمعدل سريع، القضية خطر، وحلم الرشاقة من جانب كثير من السيدات قد يتسبب فى كارثة. خبراء التغذية يقولون إن 75 % دهون صحية غير مشبعة، 20 % بروتين، 5 % كارب، هى النسب التى يجب أن تحتوى عليها الوجبة الغذائية فى نظام الكيتو، وهذه النسب من الصعب تطبيقها لعدة أسباب، أهمها أن الدهون الصحية غير المشبعة متوافرة فى عدد محدود من الأطعمة، مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات والسمن البلدى، وهذه خيارات سعرها مرتفع إلى حد ما، قلة العناصر الغذائية التى تحتوى على هذا النوع من الدهون تدفع البعض لاستخدام دهون مشبعة هرباً من الملل والروتين الغذائى فتؤثر بالسلب على معدل فقدان الوزن والصحة العامة. هنا الخطورة دكتور ليندا جاد إخصائى علاج السمنة والنحافة والتغذية العلاجية، أكدت أن نظام الكيتو وضعه خبراء التغذية لمرضى الصرع تحديدًا، وذلك لأن نسب الدهون العالية تساعد على زيادة الحموضة فى الدم بالإضافة إلى أنها تجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر لطاقة الجسم وحرقها ينتج عنه مادة تسمى «الكيتونات» تسيطر على نوبات الصرع، وأشارت الدراسات إلى أن المرضى المتبعين لهذا النظام تحت إشراف طبى استطاع بعضهم تقليل جرعات علاج الصرع. مرض السكر هو الحالة الوحيدة التى تفضل فيها ليندا أن يتبع المريض نظام الكيتو، ورغم أن هذا النظام ثبتت فاعليته لعلاج مرض السكر بشكل نهائى، فإنها تؤكد أن هؤلاء المرضى بعد تعافيهم من السكر سيعانون من أمراض أخرى مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار فى الدم أو مشكلة الكبد الدهنى. أشارت ليندا أيضًا إلى أن المصريين يطبقون الكيتو بطريقة خاطئة، فأغلب الحالات التى تحدث معها حول هذا النظام وجدتهم يتناولون البروتين بنسب أعلى من الدهون، معتقدين أن اللحم أو الطيور التى تحتوى على نسبة دهون تعطيهم القيمة الغذائية المطلوبة. ال «الكيتو فلو» هى واحدة من الأعراض الجانبية التى كشفت عنها خبيرة التغذية لنظام الكيتو، وأشارت إلى أنها تحدث عند البدء فى النظام أو عند محاولة إنهائه بشكل مفاجئ، وذلك بسبب تغيير النظام الغذائى الذى اعتاد عليه الجسم وتغيير مصدر الطاقة من الكربوهيدرات والنشويات للدهون فقط. مشاكل معروفة! يلاحظ أن الصداع، آلام المعدة، الشعور بالكسل والإجهاد، الرغبة فى تناول الحلويات، وزيادة معدل ضربات القلب هى أشهر الأعراض التى تصاحب متلازمة الكيتو فلو، وقد تستمر لمدة لا تقل عن 3 أيام ولا تزيد على 10 أيام، والحل الوحيد لتجنب هذه المشكلة هو تقليل السكريات والدهون بشكل تدريجى قبل البدء فى الكيتو أو عند الرغبة فى إنهائه والعودة للنظام الغذائى المعتاد. غير الكيتو هناك موضات ريجيم أخرى كما تقول الدكتورة ليندا، أشهرها أن الكيتو، الصيام المتقطع، ال low carb وغيرها من أنظمة الريجيم المتداولة بشكل كبير على مدار الأشهر الماضية أصبحت موضة تحقق النتيجة المطلوبة وهى فقدان الوزن بمعدل سريع. لكن أغلب هذه الأنظمة لها أضرار كبيرة على الصحة إذا تم اتباعها بطريقة خاطئة، وحذرت ليندا من فخ اتباع هذه الأنظمة بناء على تجارب الآخرين دون التأكد من مناسبتها للحالة الصحية. أفضل نظام للتخلص من الوزن الزائد فى رأى «ليندا جاد» هو ريجيم البحر المتوسط، وهو الريجيم القائم بشكل مباشر على «المطبخ اللبنانى» بمعنى استبدال مصادر النشويات والدهون بعناصر صحية، على سبيل المثال البرغل والفريك بدلا من الأرز والمكرونة وهكذا. رغم صعوبة نظام الكيتو فإن هناك بعض المشاهير يتبعون هذا النظام للحفاظ على مظهرهم ورشاقتهم، أبرزهم كيم كارداشيان وشقيقتها كورتنى والنجمة هالى بيرى، وفقدن الكثير من الوزن وظهرن بشكل أنيق فى عدة مناسبات. والفنانة ميليسا مكارثى من أشهر نجمات هوليوود اللاتى تأثرن بنظام الكيتو، حيث فقدت أكثر من 35 كيلو من وزنها بفضل اتباعها هذا النظام. الأميرة مارى، أميرة الدنمارك كشفت عن سر رشاقتها رغم بلوغها 45 وإنجابها 4 أطفال، مشيرة إلى نظام الكيتو الذى جعلها تعود لطبيعتها فى فترة قصيرة، لكنها لم تستمر فى هذا النظام فترة طويلة بسبب شعورها بالإجهاد والاكتئاب. مقدمة برامج الطبخ غادة جميل اتبعت نظام الكيتو وفقدت الكثير من وزنها وأصبح الفرق واضحًا حتى استايل ملابسها، وعندما سألها الجمهور عن سر هذا التغيير كشفت أن السر فى نظام الكيتو، واستغلت برنامجها لتقديم سلسلة حلقات عن طرق تحضير وجبات الكيتو.