«الكيتو دايت».. 15 يومًا تكفي

لايزال نظام «الكيتو» هو الأكثر بحثا على المواقع الإلكترونية، بل وانتشرت مؤخرا العديد من صفحات ال «فيس بوك» التى تحمل اسم «كيتو دايت» مع كثير من النصائح لمتبعى هذا النظام، بهدف التخلص من السمنة وزيادة الوزن بصورة سريعة، بعدما وجد البعض أن اتباع «الكيتو» هو الحل المثالى لخسارة الوزن سريعا وبدون حرمان حيث يعتمد النظام على تناول كميات كبيرة من الدهون وبعض البروتينات مع التوقف التام عن تناول النشويات والبقوليات بصفة أساسية.
فى الوقت نفسه، حذر أبانوب البرت، إخصائى السمنة والنحافة وتغذية الأطفال بجامعة عين شمس، والتغذية العلاجية والإكلينيكية بجامعة ستانفورد، من اتباع ما أطلق عليه «موضة كيتو دايت» موضحا أنه نظام يعتمد على سرعة تنزيل الوزن بما يعادل نحو 5 كيلوجرامات فى أول أسبوع من اتباعه، ونحو 2 كيلو فى الأسبوع الثانى، وربما هذا ما دفع الكثيرين إلى اتباعه مؤخرا.
وقال البرت ل«صحتك بالدنيا» إن فكرة هذا النظام الغذائى تعتمد على مساعدة الجسم فى التخلص من المياه المخزنة سواء فى العضلات أو تحت الجلد من خلال إيقاف تناول النشويات، وهو ما يتسبب فى سرعة فقدان الوزن بصورة سريعة، مؤكدا أن هذه الكيلوجرامات التى تم فقدها لا تعنى أبدا فقدانا حقيقيا للدهون.
وأضاف ألبرت: «هذا النوع من الدايت لاقى شهرة واسعة خلال الفترة الحالية، لما يحققه من سرعة فى فقدان الوزن، ولكن ما لا يعرفه من يتبع هذا النظام أنه يمكن أن يتعرض لأزمات صحية كثيرة نتيجة هذا النظام غير المتوازن بالمرة للجسم».
وحول خطورة هذا النظام، أكد إخصائى السمنة والنحافة، أن خطورته يمكن أن تصل إلى إدخال من يتبعه فى نوبة إغماء كاملة تتسبب أحيانا فى الوفاة لو لم تتم إفاقته سريعا، موضحا أن نظام «الكيتو» يعتمد على التوقف التام عن تناول النشويات، رغم أنها مصدر مهم لطاقة الجسم، مع تناول كميات كبيرة من الدهون والبروتينات طبقا لوزن الجسم، وما إذا كان رياضيا من عدمه.
وشدد أبانوب ألبرت على أن الجسم يحتاج إلى النشويات وبالتالى التوقف عن تناولها بصورة مباشرة مع تطبيق «الكيتو» يقوم الجسم بتحويل البروتين إلى أحماض أمينية ثم إلى نشويات ليعتمد عليها، ولكن أحيانا بعض الأجسام لا تستطيع القيام بهذه العملية مباشرة وهنا يتعرض الجسم ل«هيبوجليسيميا» وهو انخفاض مستوى السكر فى الدم، وبالتالى الإغماء، وهو ما يجب العمل على إفاقة المريض سريعا وإلا ربما تصل الحالة للوفاة.
واعتبر أن خطورة النظام أيضا تتمثل فى زيادة كمية «الكيتون باديز» فى الدم وهو ما يتسبب فى أضرار كبيرة للكلى، موضحا أنه مع تطبيق النظام لفترات طويلة يعرض من يتبعه ل«الفشل الكلوى».
وأكد إخصائى التغذية أن تطبيق هذا النظام يمكن أن يتم لمدة أسبوع أو اثنين على الأكثر كنوع من «كسر التعود» على نظام محدد عند تطبيق نظام دايت، مشيرا إلى أن الجسم يعتاد على النظم الغذائية فى حالة تطبيقها لأكثر من أسبوعين، وبالتالى تتوقف عن فقد الوزن رغم الحفاظ على النظام، وهنا يمكن اللجوء إلى «الكيتو» كنوع من التغيير لمدة وجيزة ومن خلال اتباع نصائح إخصائى التغذية.
ولفت الدكتور ألبرت إلى أن هناك بعض المرضى ينصح لهم بمثل هذا النظام، وهم مرضى «الصرع» ومرضى «تكيسات المبايض» موضحا أن زيادة السكر تؤثر على الرسائل العصبية وبالتالى يزيد من حالات الصرع، ومع تقليل النشويات فإن النوبات الصرعية تقل بنسبة جيدة، أما تكيسات المبايض فإن النشويات تساهم فى إفراز الأنسولين وهو هرمون بنائى ووجوده فى الجسم بنسبة كبيرة يساعد فى تخزين الدهون، وبالتالى يزيد من حالات التكيس ومع تقليل النشويات تقل عمليات تخزين الدهون فى المبايض ويقل التكيس.
ونصح أبانوب ألبرت، إخصائى السمنة والنحافة وتغذية الأطفال بجامعة عين شمس، ببدء الوجبة الغذائية بتناول البروتينات لأنها تساعد على زيادة الشعور بالشبع على عكس أكل النشويات، والتى تزيد من الشعور بالجوع نتيجة إفراز الأنسولين فى الجسم.
واعتبر إخصائى التغذية أن أخطر ما يواجهه المتبعون لنظام الكيتو، هو الوزن الذى يكتسبه مجددا مع العودة للحياة الطبيعية فى تناول الطعام حتى لو كانت طبقا لنظام غذائى معتدل ومتوازن، موضحا أن الجسم يكون حساسا جدا لتناول النشويات، وبالتالى يكتسب الجسم وزنا جديدا سريعا بصورة كبيرة، وربما يعود الجسم للوزن السابق نفسه أو ربما يتجاوزه، وأن عودة الأمور لطبيعتها ربما تحتاج إلى نحو 6 أشهر، لكن يكون الجسم اكتسب وزنا جديدا كبيرا.
وحول الدايت المثالى قال ألبرت: «إنه النظام المتوازن الذى يضم كل العناصر الغذائية، والتى تشمل البروتين والخضروات والفاكهة والألياف والدهون بنسب محسوبة طبقا لاحتياجات الجسم» لافتا إلى أن الدايت المثالى هو الذى لا تشعر معه ب«حرمان» ويلبى كافة احتياجات الجسم، ولا يسبب الشعور بالاكتئاب أو الإرهاق أو يتسبب فى تساقط الشعر أو غيرها من المظاهر غير الصحية ومنها شحوب الوجه أحيانا.