سمير فرج «علم وإدارة ووطنية»

«من أحبه الله أحبه الناس» مقولة توارثناها لكنها تصب عين الحقيقة حينما أتحدث عن أحد قيادات قواتنا المسلحة صاحب الشخصية الكاريزمية ،خاض عددًا من الحروب ببسالة وجأش فى مقتبل عمره، مناظرته مع شارون من أهم المحطات الرئيسة فى حياته المهنية والتى بالطبع أكسبته قوة وخبرة، بجانب مهارته التى يتحلى بها منذ التحاقه بالكلية العسكرية وتفوقه مما جعله محط أنظار رؤسائه وقياداته، فهو ابن المؤسسة العسكرية التى أعطى لها بإخلاص وجد ووفاء طيلة مشوار حياته، ولكن لأن الإبداع لا يقتصر على الموهوبين فى المجالات الفنية والأدبية المختلفة لذا نجده محطمًا لكل قيود الإبداع عند توليه أى مسئولية حتى فى المجال العسكرى، فالشخصية لا تتجزأ، وهو ما يميزه دونًا عن غيره من زملائه وأقرانه، وإن كان الجميع يحمل قيم الانتماء والولاء والوطنية كعقيدة لكل من ينتمى لقواتنا المسلحة إلا أن شخصيته الكاريزمية، وقدراته الإدارية خلقت منه نموذجًا فريدًا عسكريًا ومدنيًا، والواقع حينما أتحدث عن قائدنا الجنرال أشعر بحالة من الزهو والفخر، حيث لم يتقلد منصبًا إلا وترك بصمة حقيقية لكل من حوله يعيشون على آثارها سنوات طوال ولم أكن مبالغة إذا قلت أجيالًا على مدار قرون من الزمان. إنه القائد العسكرى صاحب الفكر المستنير ومدرسة القيادة المتفردة اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج أبى الروحى ومعلمى فى مدرسة الحياة. شرفنا بتواجده داخل حرم أكاديمية الفنون هذا الصرح الفنى والثقافى العريق بكل ما يحمله بين أروقته من فن وإبداع، وذلك لمناقشة رسالة دكتوراه للباحث العميد إسلام جعفر رئيس فرع الإعلام العسكرى والذى وصل لهذا الموقع بعد طرح اللواء سمير فرج أثناء توليه إدارة الشئون المعنوية فكرة مبدعة لإلحاق خريجى كليات الإعلام كمتخصصين بالكلية الحربية، وبالفعل كانت الموافقة لنشرف بوجود عدد من هؤلاء الضباط الذين يملكون الخبرة الإعلامية بجانب الأداء العسكرى المنضبط والمغلف بالعقيدة العسكرية.
سعدنا وشرفنا بوجوده كقامة وقيمة وطنية أثرى جزيرة النور بعلمه وثقافته وخبرته، وكان لكاريزمته سحر خاص على الجميع حيث استطاع أن يجذب الانتباه بأطروحاته العلمية والإنسانية وحنكته الوظيفية فى الميادين المختلفة عسكريًا ومدنيًا، فكان توليه لدار الأوبرا المصرية ما أكسبه دراية وثقلًا حقيقيًا للمجالات الفنية التى تدرس داخل أكاديمية الفنون ،أما خبرات الجهاز الإدارى بعبقرية وتطوير منقطع النظير إبان توليه محافظة الأقصر التى شهدت طفرة من التقدم والارتقاء للبشر والحجر على حدٍ سواء.
من تلك القاعة التى تحمل اسم الرجل العسكرى المستنير أبو الثقافة المصرية الراحل العظيم ثروت عكاشة، لمناقشة رسالة حول فارس الرواية المصرية ضابط الكلية الحربية ووزير ثقافة مصر يوسف السباعى، بجرأة وعلم وجسارة الجنرال القدوة سمير فر ج. هؤلاء هم فخر العسكرية المصرية وسيظلون مهما تبدلت مواقعهم العسكرية أو المدنية فهم حماة الوطن فكريًا وأمنيًا.