صالة الألعاب الرياضية «الجيم» هى المكان الذى يذهب إليه الرجال لبناء أجسادهم وتزيينها بالعضلات الضخمة القوية، ومع التوسع فى ممارسة الرياضة وزيادة الوعى بأهميتها لم يعد «الجيم» قاصرًا على الرجال فقط، بل أصبح أحد أهم الأماكن التى يذهب إليها الجميع (رجال وشباب ونساء). ولم يتوقف التطوير والتجديد، فرأينا بجانب أساليب الرياضة التقليدية أساليب جديدة عرفها «الجيم» غالبية روّادها من النساء، وهى الرقص «الزومبا»، و«الرقص الشرقى»، و«لبومبو»، و«الهيب هوب»، وغيرها من الرقصات، فأصبح «الجيم» مكانًا لبناء العضلات وتعديل الحالة المزاجية والنفسية، رافعًا شعار: رياضة وفن وفرفشة.
وأشهَر هذه الرقصات «الزومبا»، وهى عبارة عن أداء حركى بإيقاع مُعين على رقصات مختلفة لمدة الحصة ساعة، وعندما بحثنا عن سبب إقبال الشباب على الزومبا؟ عرفنا أن الأمر له تأثير قوى على النفس والذهن والجسد سنتعرف عليه فى السطور التالية.. لهذه الأسباب نرقص آلاء عادل، 27 سنة، قالت : سبب مشاركتى فى حصص الزومبا أن رقص الزومبا يحسن من الحالة المزاجية جدّا، الحركة السريعة توافقًا مع نغمة الأغنية بيبعث على الفرحة، صعب جدّا فى حصة الزومبا أن تجد بنتًا أو سيدة غير مبتسمة أثناء الرقص، تركيزنا مع المدربة لتقليد الحركات يجعلنا متناسين مشاكلنا ولو لفترة الرقص فقط! قمر تامر، 23 سنة، كان رأيها: الزومبا تخرج الطاقة السلبية، زى الجرى، الفرق أننا بنسمع أغانى حلوة مختلفة، عربى، إسبانى، إنجليزى وهندى.. حركة الرقص فى الزومبا لها فوائد كثيرة تنشط الدورة الدموية، وتعمل على تحسين المزاج وتزود اللياقة والمرونة. لبنى عبدالعزيز، 27 سنة، اشتركت فى الحوار قائلة: كل البنات تقبل على الزومبا لأن فوائدها متعددة، أولا تحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية، مفيدة لأى بنت تفكر تخس، فضلا عن أن الرقص أيّا كان نوعه يساعد على التقليل من التوتر ويزيد الإحساس بالسعادة، بالإضافة إلى أن حركات الزومبا تعمل على تقوية عضلات الجسم بأكمله، خاصة الأرجل. فيما قالت رحمة تهامى، 18 سنة: السبب الأول لالتحاقى بحصص الزومبا لتقوية عضلات جسمى ولتقوية عضلة القلب، كنت أداوم على حصة الزومبا كنوع من « الكارديو» تنشيط القلب، الدورة الدموية وحرق سعرات حرارية مع شد عضلات الجسم، خاصة بعد أن فقدت 25 كيلو من وزنى، بعد ذلك أصبحت مداومتى على حصة الزومبا للاستمتاع، لفك الضغوط أو إخراج المشاعر السلبية والحزن وفى نفس الوقت لكى أتعلم حركات جديدة فى الرقص. الزومبا حالة هدير محمد نجيب، مدربة زومبا: البنات المهتمة بالزومبا أسبابهن كثيرة، منهن تريد أن تستمع وتستمتع بالأغانى، وأخريات لديهن رغبة فى الرقص حتى لو لم يتبعن خطوات المدربة بالضبط، والأغلبية ليقمن بإخراج الطاقة السلبية مع الموسيقى وتعليم حركات جديدة، وفى العديد بيستمروا على مداومة الحصص رغم عدم إعطائها أفضل ما عندها فى الرقص، ولكن الطاقة الإيجابية والهالة التى تحيط بالجسم تجعلهم يشعرون بالإيجابية، السعادة والمتعة.. لذلك يداوموا على حصص رقص الزوما رغم عدم قدرتهم على الرقص المثالى أو الأداء الحركى للرقصة بشكلها الصحيح، ولكن الأغانى مع الحركة والابتسامات على الوجه كلها عوامل تجعل الهالة المحيطة بالجسم هى طاقة إيجابية وبالتالى يتحسن المزاج ويتم إخراج كل المشاعر السلبية من خلال أداء حركات الزومبا، حركات الرقص تشحن الروح وجود المرايات فى كل مكان ينقل الحالة، والابتسامة، والطاقة وبالتالى كل هذا ينعكس على الروح ويلمسها. العلاج بالحركة المعنى نفسه أكد عليه الطب النفسى، فقالت الإخصائية النفسية أسماء مكاوى: العلاج بالرقص والحركة هو علاج نفسى معروف، وهو فلسفة ظهرت فى أوروبا وتم استخدامها لتحسين الحالة النفسية، وفى حالة الزومبا يعود السبب فى تحسينه للحالة المزاجية إلى استخدام الحركات لدعم الوظائف العاطفية والفكرية لدى الجسد، يعطى مساحة آمنة لدى المريض نفسيّا أو المتأزم نفسيّا ليشعر بالبراح والحرية، ويبدأ فى إيجاد طرق مختلفة للتعبير عن ذاته بالرقص، وأثبتت العديد من الدراسات العلمية الأوروبية فعالية العلاج بالرقص فى أمراض مثل الاكتئاب والفصام والاضطرابات النفسية. أهمية العلاج بالرقص فى قدرة المريض على اكتشاف طريقة للتعبير عن نفسه بعيدًا عن الكلام، فكما أن هناك أشخاصًا يشعرون بالراحة النفسية من خلال الكلام، هناك آخرون يشعرون بالراحة من خلال العزف أو ممارسة رياضة، أو هواية معينة.. فأيضًا الرقص يعد وسيلة لإخراج الهموم، الطاقة السلبية وتحسين المزاج، لذلك عادة ننصح دائمًا أى شخص لديه مشكلة نفسية من تغير نمط المعيشة وإن كان شخصًا لا يمارس الرياضة ننصحه بممارسة الرياضة، وننصح السيدات بالرقص حتى لو فى المنزل أمام المرآة لأن المرآة تعكس الطاقة وتساعد على تعزيز الثقة بالنفس.