الشجب كلمة سر نضال المقاومة الفلسطينية والذى يجمع كل فصائلها بقبول الواقع وتثبيته ويتجلى ذلك فى تحرك على أعلى مستوى لزعامات الكيانات، للتأكيد للرئيس أبو مازن أن الكل يشجب التطبيع الإماراتى، فنكون مجتمعين فى مشهد نضالى استثنائى متخطين ضغائننا وشعاراتنا وطنية / قومية / متشيعة / متأسلمة.. إلخ وبذلك نحقق منظومتنا النضالية فتكون بعدها استراحة المحارب واجبة وحلال. وتبرز أدبيات النضال فتكون وحدة العرب بالسلب مادام نملك لسانا مفوها وكل يطوعه لعظيم نضاله، تتعالى أصداء المقاومة والعمليات النضالية الكبرى وبالضرورة يتم اختزال كيانات المقاومة هذه فى حزب الله الذى يروج فى إعلاناته لذلك فسلاحه هو سلاح المقاومة وهو المجسد لها وأى مساس به فهو تحطيم للمقاومة.. إلخ ويصبح ترويجًا للمقاومة الدينية، فالمطلوب أن يكون الدين هو الحاكم والمحرك وليس الانتماء الوطنى، فنحقق بأيدينا التغيير المطلوب فى خريطة شرق أوسط جديد، ولنجتمع فى كيانات دينية / مذهبية / طائفية مختلفة وتكون درة هذه الكيانات هو الكيان اليهودى القوى، والذى يستحوذ على أراضٍ يبتلعها لتكون فضاء ممتدا له من نهر الأردن إلى المتوسط. وبما أن نضالنا كلامى ومع ظهور هدف نرشقه بألسنتنا فتكون الإمارات بإعلانها الثلاثى مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل لتطبع العلاقات معها، هى الفرصة لإبراز وطنتينا وجهادنا. ونتناسى موقف سلطنة عمان التى أبت أن تقطع علاقاتها مع مصر بعد سلام كامب دافيد، من رؤية أن مصر وشعبها الذى حارب وضحى صاحب الحق الأوحد فى اتخاذ ما يراه مناسبًا لمستقبله ولم تنفع المقاطعة بل نستذكر أن الإمارات كانت دومًا على تواصل مع مصر ودعمها فى هذه الظروف خاصة لما قدمته وتقدمه من دعم مباشر لمنظومة التسليح المتطورة المصرية… وقدر شعب الإمارات والذى استثمر كثيرًا لإعداد بلاده لمستقبل واعد أساسه التقدم العلمى والتكنولوجى، قد أرتأى مناسبًا استثمار بعض إمكانياته للتدخل فى هذه المرحلة الحرجة التى تجمع الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتينياهو فى معركة انتخابية شرسة، لوقف قضم مناطق من الضفة والحصول فى ذات الوقت على تفوق نوعى بتسليح متطور يوقف شراهة الزحف الإيرانى على المنطقة. وهو أمر تلقفه ترامب ونيتنياهو بالارتياح اللازم باعتبار أن ذلك يصب فى استراتيجية حصر إيران بما يزيد من الاستقرار والأمان للمواطن الإسرائيلى فيصبح الصوت اليهودى حيثما يكون لصالح ترامب. وطبيعى تصبح هذه الخطوة الإماراتية أيضًا خنجرًا فى جنب إيران تنشغل بشئونها ولا تكون الداعم النشط والمستمر للخلايا الإرهابية « الجهادية» فى مناطقنا ويصبح ترامب أمام شعبه الرئيس القوى الذى يواجه الإرهاب بكافة صوره وفقًا لاستراتيجية تقزيم الخطر الإيرانى وحماية العالم من مخاطره بالتوازى مع توفير آلاف من فرص العمل لناسه بعوائد مبيعاته للأسلحة.. فيحقق بذلك أملًا فى دورة رئاسية جديدة وتستمر سيمفونية الشجب قائمة ولا نفكر حتى فى كيفية الاستفادة من الحدث.. فقد يكون مفيدًا لأفواهنا المنطلقة بلهب الشجب أن تصمت لنتدبر بعقولنا ولنعمل ما هو نافع لنا جميعًا.. وأن تتخطى بعض فصائلنا الفلسطينية مرحلة المراهقة الفكرية وأن لا نعمق انقسامنا داخل وطنا وفى محيطنا وحتى لا يبتلع هذا الانقسام المقيط كيانات فلسطينية والتى أن اجتمعت للتوحد ينفض اجتماعها لخلافات حول المزايا والرواتب. فيستمر الانقسام ونتلقف مواقف الشجب التى توحدنا.