إذا تأملنا فترات السينما منذ بدايتها للآن سنجد فترة الثمانينات هي" الأقوي " بلا منافس .، أفلامها تحتوي علي أقوي وأجرأ الموضوعات بشكل متنوع ،غير مسبوق .، ومن خلالها سنجد بعضها حطم الثالوث الشهير"الجنس" و"السياسة" و"الدين" ذلك " التابو" الذي لم يكن أحد من السينمائيين يتطرق له في أفلامة . علي سبيل المثال فيلم " أنتبهوا أيها السادة" أخراج محمد عبد العزيز الذي ينتمي لجيل مخرجي السبعينات وحقق نجاحات لابأس به إلا أن فيلم " أنتبهوا أيها السادة" الذي عرض في بداية الثمانينات كان بمثابة علامة فارقة في رصيده السينمائي لأن الفيلم وقتها كان بمثابة مرآة عاكسة لسياسة الأنفتاح الأقتصادي وأظهر بقوة كيف يتحدث" المال" ليجعل أي فتاة مهما كان مستواها الاجتماعي تميل لمن يملك ليكون زوجاً لها بغض النظر عن مهنتة سواء كان جامع قمامة أو أي مهنة تحقق ثراء سريع غير نظيف .. وأصبح جمهور الثمانينات لديه قناعة بأن صوت " الأستك والباكو" أعلي من العلم والثقافة .. وهذا فكر لايزال موجودا في المجتمع حتي وقتنا هذا ليكون فيلم "أنتبهوا أيهاالسادة "للمؤلف أحمد عبد الوهاب واقعيا وحقيقيا. في العام التالي مباشرةً قدم المخرج علي بدر خان فيلمه " أهل القمة" المآخوذ عن قصة نجيب محفوظ والذي تحدث فية عن آثار الأنفتاح الأقتصادي. طبعاً محمود ياسين حقق نجاحات كبيرة في السبعينات وجرأتة في تجسيد شخصية " الزبال" بهذة البراعة أكدت قدرتة علي التلون بأدوار لم يكن أحد يتخيل أنة يقترب منها ليستكمل مسيرتة الفنية بمُنتهي التألق والأبداع بأدوارمُدهشة سواء في السينما أو التلفزيون . " العار" فيلم " العار" للمخرج علي عبد الخالق والمؤلف محمود أبو زيد رحمه الله عليه والمصور سعيد الشيمي من الأفلام التي أحدثت ضجة علي المستوي النقدي والجماهيري خاصة بين الطبقة المُثقفة وقت عرضه ببداية الثمانينات، وسر نجاحة أنه يتحدث عن تجارة موجودة بالفعل في المجتمع باحترم وبدون رُخص، مايجعل" العار"من أهم أفلام الثمانينات أن مؤلفة أقتحم منطقة مُحرمة حول مفهوم الدين والتقوي الزائفة التي شاهدناها في شخصية عبد التواب تاجر العطارة التي جسدها عبد التواب العربي ليؤمن بها أيضا أبنة الأكبر كمال " نور الشريف". ونري كيف أستطاع أقناع شقيقية بتطويع المفاهيم والقيم العليا لخدمة مصالحهم الشخصية .رافعاً شعاروالدة "هذه نقرة.. وهذة نقرة" لتبرير عدم حرمانية تجارة المخدرات ليدخل أشقائةشركاء في أتمام آخر صفقة مخدرات . ويعتبر" العار" أفضل أفلام المؤلف محمود أبو زيد في الثمانينات . وكذلك بالنسبة للمخرج علي عبد الخالق بعد فيلمه"أغنية علي الممر"، طبعا نور الشريف أثبت قدرته علي التلون بأدوار متنوعة يعرفها الجمهور منذ السبعينات لذلك طبيعي أن يلعب دوره في" العار" كما يجب وكما يتوقعة منة الجمهور لكن عنصر المُفاجأة الحقيقية كان من نصيب أدوار محمود عبد العزيز وحسين فهمي لذلك أصبح لديهم الجرأة فيما بعدعلي التلون بشخصيات جديدة لاتعتمد علي وسامتهم . هذا التنوع والثراء في موضوعات أفلام الثمانينات سمح لنجوم ونجمات آخرين مثل عادل إمام ونبيلة عبيد ونادية الجندي بأعادة التفكير فيما يقدمونة من موضوعات وساعدهم علي تغيير جلدهم الفني وجود أسماء مؤلفين من العيار الثقيل بحجم وحيد حامد وعبد الحي أديب ومصطفي محرم وأحسان عبد القوس ونجيب محفوظ وغيرهم من كبار الكُتاب . "الوجوة الجديدة" أما النجوم والنجمات اللائي ظهروا كوجوة جديدة في الثمانينات وأصبحوا من نجوم الصف الأول فيما بعد يأتي أحمد زكي رحمة اللة علية علي رأس القائمة حيث ظهر بأدوار صغيرة لاتذكر في نهاية السبعينات لتأتي الثمانينات ويقدم أجمل أفلامة ويدشن نفسة كنجم من نجوم الصف الأول لتستمر نجوميتة حتي وفاتة ومن أفلامة الهامة في الثمانينات " التخشيبة" ، " البرئ" وكلاهما لعاطف الطيب ووحيد حامد ، "الحب فوق هضبة الهرم " لعاطف الطيب ومصطفي محرم والفيلم مآخوذ عن قصة نجيب محفوظ ، " طائر علي الطريق" للمخرج محمد خان . و تعتبر يسرا من أهم نجمات الثمانينات حيث حالفها حظ سيئ في بدايتها بنهاية السبعينات لدرجة أطلقوا عليها نجمة" العلب " أي التي صورت أفلام وبقيت في " العلب" ولم تعرض جماهيريا لتأتي أنطلاقتها ببدايه الثمانينات بأفلام مهمة للغاية منها " حدوتة مصرية" ،لاتسألني من أنا " لشادية وأشرف فهمي مُخرجا ،" الجوع" لعلي بدرخان بخلاف تكوينها ثنائي رائع مع عادل أمام بداية منذ أشتراكها في فيلم "أذكياء لكن أغبياء" ثُم جمعهما 7 أفلام بتلك الفترة منهم بدون ترتيب " الأفوكاتو" لرأفت الميهي،" الأنس والجن" أخراج محمد راضي،" كراكون في الشارع" ،"المولد" لتصنع معةسلسلة أفلام ناجحة فيما بعد. بخلاف أعمالها الفنية الآخري في السينما والتلفزيون ، نستطيع القول أيضا أن ليلي علوي بدأت في نفس الوقت الذي بدأت فية يسرا مسيرتها الفنية وعملت مايقترب من الخمسون فيلماً تقريباً مع أهم الأسماء من المؤلفين والمخرجين والمُمثلين في مرحلة الثمانينات ليستمر عطائها حتي وقتنا هذا. ثُم تأتي إلهام شاهين حيث لفتت إليها الأنظار كوجة جديد في فيلم" العار " للمخرج علي عبد الخالق لتنطلق فيما بعد في العديد من أفلام الثمانينات مع أهم مُخرجين ومؤلفين المرحلة ويستمر عطائها وألقها الفني حتي وقتنا هذا بل تعتبر هي الوحيدة من بنات جيلها التي أستمرت في الأنتاج لنفسها الأفلام التي تتحمس لها فنيا . أما شيريهان فمن أهم نجمات الثمانينات حيث أنتجت لها والدتها أول أفلامها " الخبز المُر" للمخرج أشرف فهمي والمؤلف عبد الحي أديب لتدشنها بطلة من البداية وساندها بالفيلم أسم بحجم فريد شوقي وكان معها أيضاً محمود عبد العزيز وسعيد صالح وشويكار لتؤكد فيما بعد موهبتها في أفلام مهمة من أنتاج الغير في الثمانينات مثل " العذراء والشعر الأبيض" للمخرج حسين كمال. "خلي بالك من عقلك " لعادل إمام والمخرج محمد عبد العزيز، "الطوق والأسورة"لخيري بشارة – لاحظ حضرتك حجم الأسماء التي عملت معها شيريهان في بدايتها- وغيرها من الأفلام وفي نفس فترة الثمانينات استطاعت شيريهان الأستحواذ علي قلوب الجمهور من خلال سلسلة فوازير ناجحة بدأتها في منتصف الثمانينات حتي نهاية التسعينات . أيضا ظهر بالثمانينات أسماء موهوبة للغاية ولعبوا أدوار مهمة بفترة الثمانينات إلا أنهم لم يحصلوا علي مايستحقون من نجومية بالقدر الكافي لأسباب مُختلفة منهم آثار الحكيم وهالة صدقي ورغدة وممدوح عبد العليم . "محمد خان" شهدت بدايات سينما الثمانينات تيارا سينمائيا جديدا اقتحمه مجموعة أسماء كان لبعضهم تجارب ثرية في السينما التسجيلية وعندما أتجهوا لأخراج أفلام روائية طويلة أطلق عليهم ُمخرجي"الشوارع الجدد" لحرصهم علي تقديم سينما "واقعية" تتحدث عن ناس حقيقية ،لذلك خرجوا بالكاميرا لتصوير تفاصيل الأماكن الحقيقة لأحداث أفلامهم لم تكن قضيتهم حدوتة الفيلم بقدر أهتمامهم بتفاصيل الشخصيات بطريقة لم نعهدها في أفلام ماقبل الثمانينات لتكون أفلامهم بمثابة تيار جديد لسينما مختلفة وأطلق عليهم "مخرجي السينما الواقعية الجديدة". ويأتي أسم محمد خان رحمة اللة علية علي رأس قائمة مخرجي الواقعية الجديدة قدم تقريبا 12فيلم في فترة الثمانينات تعتبر من العلامات المهمة في السينما المصرية منها فيلمة الروائي الطويل "ضربة شمس " الذي كتب قصتة "خان" بنفسة و كتب فايزغالي السيناريو ووقتها تحمس نور الشريف لبطولة الفيلم وأنتاجة . و حقق الفيلم نجاح علي المستوي الفني والجماهيري وحصل "خان" علي أكثر من جائزة عنة .، لتتوالي أنطلاقاتة من خلال 11 فيلم آخرين حملوا أسمة كمُخرج لهم وحقق أغلبهم نجاح جيد علي المستوي النقدي والجماهيري . لكن يبقي فيلم " طائر علي الطريق" لأحمد زكي وأثار الحكيم وفريد شوقي وفردوس عبد الحميد هو البداية الحقيقية في تعبيرة عن قضيتة المُلحة بالنسبة للشخصية التي تسعي لتحقيق حريتها.، ليختم سنوات الثمانينات بأروع أفلامة "زوجة رجل مهم" تأليف رؤوف توفيق وفية لعب فية أحمد زكي واحد من أجمل أدوارة وكذلك لعبت ميرفيت أصعب أدوارها حيث أعتمدت علي ردود أفعالها " كممثلة ".،أستمر محمد خان في صناعة أفلامة مُتميزة أضافت الكثير لنجومها حتي وفاتة عام 2016. "خيري بشارة" في نفس الوقت الذي قدم فية محمد خان أول أفلامة كان خيري بشارة يستعد لعرض أول أفلامة الروائية " العوامة 70" لأحمد زكي وتيسير فهمي بعد واللافت للنظر أنة أستطاع التعبير عن فترة السبعينات بفيلمة " العوامة 70" بشكل واقعي.، ليدون أسمه في قائمة رواد السينما الواقعية الجديدة. لينطلق فيما بعد بأحد أهم فيلمان في السينما وبالتحديد في النصف الثاني من الثمانينات أولهما " الطوق والأسورة " لشيريهان الذي عرض جماهيريا عام 1986 وبعدة بعامان قدم يوم مر ويوم حلو لفاتن حمامة ومحمد منير .وأستمر خيري بشارة في صنع أفلام مُتميزة حتي منتصف التسعينات وقرر الأتجاة للدراما التلفزيونية لعدم قدرتة علي التوائم مع المناخ السينمائي السائد حالياً. "عاطف الطيب" أما عاطف الطيب فهو من أهم مخرجي الثمانينات الذين ينتمون للسينما الواقعية الذي يشعرك في أفلامة أنك أمام ناس من لحم ودم تلتقي بهم يوميا في أماكنهم الحقيقية ..أفلام كثيرة صنعها عاطف الطيب منذ بداياتة في الثمانينات وحتي نهاية التسعينات ومعظمها حقق نجاح علي المستوي النقدي والجماهيري ، خاصة فيلمة الثاني " سواق الأتوبيس" لنور الشريف وميرفيت أمين الذي أعتبرة النقاد من أفضل 100فيلم في السينما المصرية .وأحد أسرار النجاح الساحق للفيلم هو سيناريو بشير الديك الذي صاغ واقع أعتادناعلية و نعيشة بالفعل حيث أظهر بقوة سلوكيات أفراد الأسرة التي تأثرت بالأنفتاح الأقتصادي بعد حرب أكتوبر وكيف أصبحت العلاقات الأسرية يحكمها "المصلحة " . "داوود عبد السيد" في منتصف الثمانينات تحقق مكسب جديد للسينما الجديدة من خلال المخرج داوود عبد السيد وقدم أول أفلامة" الصعاليك" ليؤكد من خلالةرفضة للسينما التقليدية.ليستمر في تقديم أبداعاتة بأفلام لاتنسي في مرحلة مابعد الثمانينات "رأفت الميهي" عرفناة كاتب سيناريوهات وأفلام عديدة منذ الستينات لكن أنطلاقاتة كمُخرج كانت من بداية الثمانينات وفيها قدم أفلام مُختلفة عن السائد يمتزج فيها الخيال بالواقع منها " سمك لبن تمر هندي " و" السادة الرجال " و"الأفوكاتو". "أيناس الدغيدي" لفتت ايناس الدغيدي الأنظار إليها كمُخرجة منذ تقديمها فيلمها الأول " عفواً أيها القانون" في منتصف الثمانينات ،قد شاركت في كتابة السيناريو مع أبراهيم الموجي لتقدم بعدة في نهاية الثمانينات " زمن الممنوع" لتنطلق فيما بعد بأخراج أفلام مُهمة مُنصفة للمرأة ومثيرة للجدل .