ضحي باستكمال تعليمه الجامعي لكي يساعد أسرته في زواج أخته الصغري، ذهب ليساعد زملاءه في حمل المصابين ممن أصيبوا بطلقات نارية فاختاره رصاص القناصة ليسقط شهيداً إنه فهد خليفة عبدالعال خليفة حاصل علي دبلوم تجارة «19 عاماً»، وتحكي أم الشهيد قائلة فهد كان يعمل في محل أحذية ولقد عاد يوم الجمعة من عمله مبكراً علي غير المعتاد حيث قام صاحب المحل بإغلاقه خوفاً من المظاهرات وجلس في البيت إلي أن تناول غداءه واستيقظ من نومه ليري جدته ويطمئن عليها ثم تركنا ليخرج مع أصحابه وقبل أن يسير طلب مني زجاجة مياه لكي يشرب وكانت هذه أخر كلماته لي، وخرج مع أصدقائه، وبعدها سمعنا عن ضرب نار بجوار قسم حدائق القبة وطلبت من والده أن يبحث عنه ولكننا لم نجده وبعدها بفترة وجدت والدة أحد أصدقائه تقول لي إن فهد أصيب بجرح بسيط في رأسه وتوجهنا إلي مستشفي الزيتون ودخل الرعاية المركزة وكان في غيبوبة إلي أن توقف القلب ولم تنجح محاولات التنفس الصناعي ومات ابني متأثراً برصاص القناصة التي أصابت رأسه وتوفي في الثالثة فجر السبت. وتقول والدة الشهيد وهي تبكي إن الشرطة كانت تضرب بعشوائية فعندما كان ابني يساعد زملاءه في حمل المصابين من جراء الرصاص أصابته رصاصة أحد القناصة الذي كان مختبأ في أحد البيوت وكأنما كان هذا القناص يريد أن يقتل أي شاب شاهد علي جريمتهم. وتبكي بحرقة قائلة (حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل)، فلقد كان أصغر أولادي ولكنه ضحي باستكمال تعليمه الجامعي واكتفي بشهادة الدبلوم وبحث عن عمل من خلالها لكي يساعدني في إتمام زواج أخته رباب، وتقول لقد وجدت في محفظته الآية القرآنية (والضحي والليل إذا سجي ما ودعك ربك..) وأذكار الصباح. ويطالب والد الشهيد بالقصاص من كافة الضباط في قسم الحدائق لأنهم تسببوا في المذبحة وقتل الأبرياء والمواطنين بالرصاص الحي بدون أي ذنب، قائلاً (ربنا يحرق قلبهم علي ضناهم عشان يعرفوا إن قيمة الضني غالي).