مقرها منطقة السيوف، الحكومة توافق على إنشاء جامعة البحر المتوسط بالإسكندرية    رحيل مداح النبي، لمحات من حياة الدكتور أحمد عمر هاشم بعد وفاته (بروفايل)    أمين عام التجمع يكشف حقيقة اجتماع المكتب السياسي لسحب الثقة من رئيس الحزب    محافظ بورسعيد للطلاب: عليكم بالتمسك بالأخلاق الحميدة التي يرسخها الأزهر الشريف    بعد عامين من الدراسة.. طالب يكتشف أنه «دخل الكلية بالخطأ» في بني سويف    ارتفاع سعر الجنيه الذهب بالصاغة مساء اليوم فى مصر    انخفاض 5 أنواع، أسعار الجبن اليوم الثلاثاء في الأسواق    سعر كيلو الأرز اليوم في الأسواق 2025.10.7    سقوط نيزك كبير قبالة سواحل إندونيسيا    الأمم المتحدة تخصص 9 ملايين دولار لتأمين الوقود اللازم للخدمات الأساسية في غزة    الكشف عن أفضل لاعب في الجولة 7 بالدوري الإنجليزي    الأهلي يحيل ملف ثلاثي الفريق إلى لجنة التخطيط لحسم مصيرهم    بطل المصارعة الأولمبي محمد كيشو يعلن تمثيل منتخب أمريكا «صور»    مانشستر سيتي يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    الحكومة توافق على مشروع قانون حماية المنافسة وإحالته لمجلس النواب    تفاصيل ضبط تشكيل عصابي متخصص في سرقة الدراجات البخارية بالدقهلية    طقس خريفي معتدل الحرارة بشمال سيناء    ضبط 16 طن دقيق مدعم بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    وزير التعليم يهنئ الدكتور خالد العناني لفوزه بمنصب مدير عام اليونيسكو    ليلى عز العرب ضيفة شريهان أبو الحسن في "ست الستات"    «طاعة الحرب» يحصد المركز الأول في ختام الدورة الثامنة ل«القاهرة للمونودراما»    غادة عادل تكشف عن شروط خوضها تجربة عاطفية: «يكون عنده عطاء ومفيش مصالح»    الدكتور أحمد عمر هاشم يتحدث عن حب آل البيت ومكانتهم في قلوب المصريين (فيديو)    حكم الرجوع في التبرعات الموجهة للمؤسسات الخيرية.. دار الإفتاء توضح    الصحة: جولة مفاجئة بمستشفى قطور المركزي بالغربية وإعفاء مديرة إدارة الصيدلة من منصبها    ب«نص كيلو لحمة».. طريقة عمل برجر اقتصادي في البيت بنفس طعم الجاهز    انطلاق مبادرة الكشف عن الأنيميا والتقزم بين تلاميذ المدارس بسوهاج    إزالة مخالفات بناء فى حملة للتنمية المحلية على 3 محافظات.. تفاصيل    وزير العمل: الخميس إجازة مدفوعة للعاملين بالقطاع الخاص بدلاً من 6 أكتوبر    السيسي يوجه ببدء صرف حافز التدريس بقيمة 1000 جنيه.. نوفمبر المقبل    موعد عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم فى الشرقية اليوم    معاكسة فتاة تنتهى بنشوب مشاجرة وإصابة شخصين فى أوسيم    ضبط بؤرة مخدرات فى السويس بحوزتها سموم ب180 مليون جنيه    ضبط 99 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    بعد قطعها ل 6 أجزاء.. حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بقرية ناهيا..الجيزة توضح..فيديو    اجتماع تنسيقى عربى روسى على مستوى السفراء تحضيرا للقمة المشتركة    كايسيدو نجم تشيلسى يتوج بجائزة لاعب الأسبوع فى الدوري الإنجليزي    رئيس الوزراء: السلام الحقيقى بالشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية    وزير الكهرباء: إقامة 27 محطة محولات في سيناء باستثمارات 15 مليار جنيه    كم شخص حصل على جائزة نوبل فى الفيزياء حتى الآن وماذا حدث فى آخر مرتين    لجنة مشتركة بين غرفتي الإسكندرية وباكستان لدراسة فرص استثمارية بين البلدين    وزير الاتصالات يفتتح مركز «فاوندإيفر» لخدمات التعهيد فى الأقصر    من عمر 6 سنوات.. فتح باب التقديم لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني    بورسعيد الدولية لحفظ القرآن:: الراحل أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة    7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم    توافد البعثات المشاركة في بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    جلسة استماع جديدة للزمالك فى شكوى زيزو الأسبوع المقبل    ترامب يلغى الجهود الدبلوماسية مع فنزويلا.. نيويورك تايمز: تصعيد عسكرى محتمل    التضامن الاجتماعي تشارك في فعاليات معرض "إكسبو أصحاب الهمم الدولي" بدبي    الزمالك ينتظر عودة فيريرا لعقد جلسة الحسم    مفاجآت فى واقعة اختفاء لوحة أثرية من مقبرة بسقارة.. فيديو    إسرائيل دخلت «العزل»    وزير الصحة لمجدى يعقوب :الحالات مرضية كانت تُرسل سابقًا للعلاج بالخارج واليوم تُعالج بمركز أسوان للقلب    وزير الصحة يوافق على شغل أعضاء هيئة التمريض العالى المؤهلين تخصصيًا لوظائف إشرافية    مواقيت الصلاة بأسوان الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    هل يمكن ل غادة عادل الدخول في قصة حب جديدة؟.. الفنانة ترد    اشتباكات عنيفة بين قوات «قسد» والجيش السوري في حلب    تعرف على فعاليات اليوم الرابع لمهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثامنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جاء بدون زرع بشر وبالحبل الآلهى
نشر في صباح الخير يوم 08 - 01 - 2020

اليوم الثلاثاء الموافق 7 يناير لعام 2020 من التقويم الميلادى المجيد يحتفل أقباط مصر وخارجها فى كل بلاد المهجر بعيد ميلاد السيد المسيح الملقب بيسوع أى (المخلص).. ذلك العيد المجيد الذى يحمل الحب والسلام إلى كل العالم وللكرة الأرضية من مشارقها إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب..
وإلى جانب الفرحة التى ترتسم على وجوه كل المصريين فى مصر احتفالا بهذه المناسبة وهم فى يوم إجازة رسمية بالدولة كى تتجلى روح الأخوة والمشاركة والتسامح والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.. وفى الوقت نفسه تكون الفرحة مزدوجة عند المسيحيين بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى بمشاركتهم فى هذا الاحتفال أو تلك المناسبة ووسط أبناء شعبه من المصريين. والبداية كانت من خلال تصريحات خاصة بهذه المناسبة وتأملات انطلقت من فكر قداسة البابا المعظم تواضروس الثانى الذى عبر فيها قداسته بالقول بأن مولد السيد المسيح بمثابة طفرة هائلة وبداية جديدة مفرحة مملوءة بالأمل والعمل والاجتهاد.. ومع الميلاد بدأ عهد جديد وتوجه حسن وأضع أمامى تعهدا أو وعدا جديدا.. ففى خليقة الإنسان أو خلقه أظهر الله حبه للبشر ولكن فى رحلة التجسد أكد على هذا الحب فى صلبه وقيامته وكى يتم هذا الحب الجارف نحو الإنسان.. والتجسد منح الإنسان بعدا روحيا فائقا وكذلك أعطاه السمو الروحى وأضاف إليه نعمة التبنى.. وبالتجسد صار الانسان ابنًا لله بعد أن كان تائها بلا هوية.. عاد من جديد إلى مرتبته الأولى. التجسد الآلهى للمسيح عمل أو حدث أرضى سماوى شاركت فيه السماء مع الأرض.. والله فى محبته للبشر أعطانا أن يتجسد ويأتى إلينا وهذا التلاقى بين السماء والأرض كان من الله وأيضا من ناحية الإنسان الذى قدم اشتياقات صاعدة نحو الله فكان هذا التلاقى فى ملء الزمان. كما أن التجسد لا يعنى بأن الله تحول إلى انسان بل إن الله تنازل بحبه واتحد بكل مكونات الإنسان وفى نفس الوقت يظل هو الإله القادر على كل شىء. وبمولد السيد المسيح يكون هناك حقيقة وتأكيد لها من الجانب الإنسانى أو البشرى للمسيح وفى ذات الوقت كان ميلادا بتوليًا فريدا من نوعه من عذراء بتولية تأكيدا لحقيقة لاهوت المسيح.. كذلك فإن يوم الميلاد الذى نحتفل به صاحبته أحداث كثيرة وشخصيات متعددة وكان لكل فرد من الخليقة التى أبدعها الله أن تقدم شكرا على طريقته فالملائكة قدمت التسبيح للسيد المسيح (لوقا 2:14) والسموات قدمت النجم المشرق (متى 2:2) والمجوس قدموا الهدايا الثلاثة(متى 2:11) والرعاة قدموا التعب والسهر (لوقا 2: 7) والبشر قدموا أما بتول وهى العذراء مريم (لوقا) :26-38)

الميلاد رسالة من السماء
وإذا كنا قد عرفنا أن الله قد أحبنا عندما خلقنا فنحن الآن عرفنا أنه يحبنا جدا جدا وبلا حدود وعندما صار معنا ودعى اسمه (عمانوئيل) الذى تفسيره الله معنا وعلى هذا الأساس لا يصير حدث الميلاد مجرد حدث زمنى أو رواية تاريخية بل هو رسالة سمائية لكل إنسان فى أى زمان وفى كل مكان.
أنشودة السلام فى المولد (المجد لله فى الأعالي) قدم تمجيدا لله على الدوام (وعلى الأرض السلام) فقد صنع السلام فى كل مكان و(بالناس المسرة) لتغمر الفرحة الأرض كلها ويمتد بك الحال إلى الحياة الأبدية.
الإنسان والضعفات
ويقول قداسة البابا تواضروس بإن هناك ثلاث ضعفات رئيسية وقع فيها الإنسان وهى نتيجة الخطية الأولى وهى : الذات المتسلطة.. والعنف المنتشر.. والخوف الذى يملأ حياة الإنسان ولأن مجىء ربنا يسوع المسيح كان العلاج لهذه الضعفات الثلاثة وقد أنشدت الملائكة فى يوم ميلاده تلك الأنشودة التى تقدم العلاجات الثلاثة لضعف الإنسان وهى المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة وهذه الثلاثة (مجد لله فى الأعالي) هو العلاج الأمثل لتسلط الذات (وعلى الأرض السلام) هو العلاج للضعف الثانى العنف الذى يسود العالم.. والعلاج الثالث هو (وبالناس المسرة) أى روح الفرح أو السرور التى تقاوم كل خوف فى حياة البشر..
السلام والمصالحة
ومن المعانى الهامة فى عيد الميلاد معنى المصالحة وفى ميلاد ربنا يسوع المسيح أول درس قدمه هو المصالحة ومدخل للبداية الجديدة (لنبدأ بدءا حسنا) والعالم اليوم فى حاجة إلى المصالحة بكل ما تعنى الكلمة من كثرة الصراعات أو الحروب. والمصالحة وصناعة السلام عمل يحتاج إلى جهد كبير ودؤوب لا يتوقف أو ينتهى (فطوبى لصانعى السلام) أى بختهم أو أجرهم عند الله.. وحينما يقول الكتاب (وعلى الأرض السلام) ومعناها أن كل إنسان مسئول عن ذلك ويجب أن يكون صانعا للسلام وعندئذ صنع أمامك كل يوم هدفا أن تصنع سلاما أو كما قال أحد الآباء (اصطلح مع نفسك تتصالح معك السماء والأرض).
المسيح حاضر معنا ويعمل فينا
كثيرون يفكرون فى المسيح على أنه فى الماضى وآخرون يفكرون فى المسيح الذى سيجىء فى المستقبل. أما نحن فنؤمن (بالمسيح الحاضر معنا والعامل فينا) إنه بالحقيقة كل حياتنا وخلاصنا ورجاؤنا كلنا وشفاؤنا أيضا وقيامتنا.. والمسيح الذى أتى إلى بيت لحم فى ملء الزمان يأتى اليوم لمن يقبله بالإيمان وفى أى من الزمان وفى أى مكان ولأى إنسان.. والتجسد فى صورة السيد المسيح له المجد جعلنا ندرك قوة هذا المسمى (عمانوئيل) أى الله معنا.. ليس ذلك مجازيا ولا معنويا بل واقعى وشخصي. وفاعلية هذا الاسم الممتد معنا عبر الزمان (ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.آمين (متى 20:28)
ميلاد السيد المسيح وفرحة البشرية
رحلة الإنسان على الأرض.. هى رحلة للبحث عن الفرحة والسعادة والبشر خلالها ينقسمون إلى فريقين: 1-فريق يبحث عن سعادته الشخصية أوالفردية والخاصة به. 2- وفريق آخر يبحث عن سعادة الآخرين سواء كانوا قريبين أو بعيدين وفى أنشودة الميلاد المجيد نقول وبالناس المسرة أو فى (الناس المسرة) بمعنى كيف يعيش الإنسان فى المسرة أو السرور أو بمعنى آخر هل يمكن إسعاد البشر أو الناس ويصير السؤال كيف نسعد الآخرين ؟ وكأن احتفالنا بعيد الميلاد كل عام من أجل تجديد حياتنا وأفكارنا والتوعية بمسئوليتنا كبشر نحو بعضنا البعض وللإجابة على الأسئلة الحياتية والمصيرية وعن وجودنا البشرى وحياة الإنسانية.. والمسيح فى مولده المجيد يجاوبنا على هذا السؤال أو كيف نسعد الآخرين؟ إن هدف الميلاد الأول إسعاد البشرية كلها وفرحتهم
عناصر السعادة
وفى عيد الميلاد هناك خمسة عناصر تسعد البشر : الأول منها : أمنا العذراء البتول مريم فخر جنسنا ولقد أسعدتنا بطهارتها ونقاوتها. والثانى: هم (المجوس) الذين فرحونا بزيارتهم وهداياهم المعبرة. والثالث: هم (الرعاة) الذين أسعدونا بسهرهم وأمانتهم. والرابع : قرية متواضعة للغاية تدعى (بيت لحم) وهى قرية صغيرة جدا على الخريطة ولكنها فرحتنا لأنها أوجدت لنا الملجأ، والمأوى للعذراء مريم كى تلد الطفل يسوع ومعناه (المخلص) الخامس : (الملائكة) الذين ظهروا وتواجدوا وأنشدوا وأسعدونا جميعا بالتسبيحة وفرحونا بهذه الكلمات المباركة. (المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة)
أعجب ميلاد عرفه البشر
ويضيف قداسة البابا تواضروس الثانى بأن ميلاد المسيح هو الأعجب فى الدنيا لأنه ولد من عذراء بتول لم يمسسها بشر وبطريقة لم يولد بها أحد من قبل ولا من بعد !! وكم هو عجيب هذا المولد المتفرد من نوعه وعجيب هو صاحبه أو كذلك وقائعه.
المحبة الهابطة وأخرى صاعدة !
حدوث التجسد فى تاريخ البشرية يتضمن: تلاقى المحبة النازلة أو القادمة من عند الله والمحبة الصاعدة من الإنسان.. وهذه المحبة النازلة من عند الله أو كذلك المحبة التى تصعد من الإنسان تلاقيا فى نقطة التجسد فى ميلاد السيد المسيح والتعبير الذى كثيرا ما نستخدمه فى صلواتنا أو فى التسابيح (يا الله محب البشر) وهى عبارة عن ثلاثة عناصر: يا الله، والبشر فى وسطهما أو داخلهما المحبة وصورة التجسد فى الميلاد ترينا المحبة النازلة أو كذلك الصاعدة وقد تقابلنا فى مزودا ببيت لحم الذى ولد فيه المسيح.. وكذلك التجسد هو التلاقى والتواصل بين المحبة النازلة من الله (تحقيق الموعد وملء الزمان) والمحبة الصاعدة من الإنسان (شوق أو اشتياق الإنسان للمخلص ونقاوة العذراء فخر جنسنا)..
مغزى هدايا الميلاد
(المجوس) كانوا من رجال الحكمة وكان أمامهم هدايا كثيرة أخرى ليأتوا بها كى يقدموها للطفل المولود ولكنهم اختاروا ثلاث هدايا (ذهبا.. ولبانا.. ومرا) وهى تعبر عن حياة كل إنسان مع المسيح فقد توجد أيام ذهب وأخرى لبان أو ثالثها مر،
نوعيات وحياة
أيام (الذهب) هى التوبة وأيام النجاح أو التفوق والفوز وأيام للنصرة.. وأيام (اللبان) أوقات العبادة والممارسة الروحية والأسرار ووقفات الصلاة وجلسات دراسة الإنجيل والسجود والمكانيات. وأيام (المر) هى أوقات الضيقة والمحن والآلام التى من أجل المسيح
أنشودة الملائكة وقت الميلاد إنه ولد لكم اليوم مخلص هو السيد المسيح المهيب وكانت تلك فرحة الميلاد للخلاص وهذا ما ترنمت به العذراء مريم بعد معرفتها ببشرى الميلاد من الملاك عندها فرحت وقالت (تبتهج روحى بالله مخلصى). كما أن الخلاص سبب للفرحة والسرور لكل البشر ولكونه أيضا خلاصًا من الخطية ومن أجرتها وهى الموت. ونلاحظ هنا عندما قالت العذراء مريم (الله مخلصي) فهى كانت تنطق بمفهوم لاهوتى عميق جدا.. فالسيدة العذراء رغم سموها العظيم إنما كانت فى حاجة إلى هذا الخلاص كسائر كل البشر وتبتهج به لأنها ولدت تحمل الخطية التى توارثتها عن أبوينا آدم وحواء مثل داود جدها الذى قال : هاأنذا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بى أمى وهكذا قال القمص بطرس بسطوروس راعى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس ووكيل مطرانية دمياط والبرارى والأستاذ بالكلية الأكليريكية.
أسرار ومخلوقات
كذلك يرى نيافة (الأنبا موسي) الأسقف العام والشباب فى هذه المناسبة بأنه إذا كانت مخلوقات الله هكذا تحوى عوالم من الأسرار والألغاز فكم بالحرى يكون الله العظيم خالق السماء والأرض. إن هذه كلها محدودات فى الكون ولكن الله غير محدود فكيف للمحدود أن يفهم اللا محدود ؟! ولهذا فإن الإيمان يسمو فوق العقل دون أن يلغيه فلا الإيمان يلغى العقل !! ولا العقل يلغى الإيمان بل بالإيمان نفهم أن العالمين تميزت بكلمة الله فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه والقديس أغسطينوس يقول: أنا أؤمن كى أتعقل والمزمور يعلمنا أيضًا «فتح كلامك ينير ويعقل الجهال» (مزمور 119: 130).
حقًا.. المجد لله فى الأعالى
وميلاد السيد المسيح تحدثت عنه النبؤات هكذا ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه «عمانوئيل» الذى تفسيره الله معنا (أش 7: 14) أيضًا يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا وآلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام.
ذلك النجم العجيب
وكان هذا النجم مختلفًا عن كل النجوم كبيرًا لامعًا وقريبًا من الأرض إذ استطاع المجوس رؤيته أو متابعته حتى وقف فوق المكان وحيث يوجد الصبى «يسوع» وهو الذى أظهر جند السماء بأعداد كبيرة يسبحونه قائلين «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام» وهو أيضًا الذى ولدته أمه العذراء بتوليًا فريدًا من نوعه. فالذى حبل به من الروح القدس إذ قال الملاك لها فى البشارة «الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك» (لوقا 1: 35).. وهو الذى شهد عنه الملاك قائلاً إنه قدوس المولود منك يدعى ابن الله.. وهو الذى سجد له المعمدان وهو داخل رحم أمه فصاحت اليصابات قريبة العذراء مريم قائلة «فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى آلي؟ فهوذا حين صار صوت سلامك فى أذنى ارتكض الجنين بابتهاج فى بطنى (لوقا: 43: 44). وهو أيضًا الذى حددت النبوءات مكان مولده قائلة: أما أنت يا بيت لحم وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطًا على إسرائيل، وهكذا ولد السيد المسيح فاضطرب «هيرودس» الملك وكل أورشليم معه ولأنه الملك المخلص القادم من الأعالى فأخذ يسأل عن مكان مولده «أين يولد المسيح»؟! وطلب من المجوس أن يدلوه عليه.. وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبى ومتى وجدتموه فأخبرونى.. ولم يرجع المجوس إلى هيرودس ليخبروه بمكان الطفل المولود.. إن الجوهر فى عيد الميلاد كونه مشيئة سماوية.. وفيها نظر الله إلى بنى البشر ليخلصهم والتدبير كان من فوق منذ الأزل.. والتنفيذ كان على الأرض وفى ملء الزمان.. ومولود المذود هو الفقير البسيط وهو بذاته الأزلى المجيد.. نعم حينئذ نمجد الله فى الأعالى هناك فى سماء السموات وبعد أن انحنت وأتحدت بالأرض بولادة المسيح لندخل أسرارًا مجيدة فى حب الله.
تواضع وسلام
ويقول نيافة الأنبا مكارى الأسقف العام لكنائس شبرا: إن مولد المسيح بمثابة رسالة محبة وتواضع وسلام للبشرية ويا لعظم هذا الميلاد العجيب الذى أشرق لنا نور المعرفة فى هذا الكون.. ويا لعظم هذا الميلاد البتولى والطلقات الروحية، فالعذراء تلد ابنا وتسميه يسوع.. ويالعظم محبة الله العجيبة لبنى البشر فهو المحبة ذاتها «الله محبة» وقد ولد المسيح فى مزود للبقر «زريبة» ويمثل قمة التواضع وهو الملك وهو أيضًا رسالة سلام للعالم كله». وفى مولده أشرق علينا نور عظيم كما حدثنا أشعياء النبى وفى العهد القديم «أشرق جسديًا من عذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا». ويرى القس «أثناسيوس أميل» كاهن كنيسة مارجرجرس بالجيوشى شبرا بأن ميلاد المسيح جاء كى يكون نورًا للعالم «يوحنا 8: 12)، وإن كان يوحنا المعمدان شهد عنك يا سيدى بأنك نور العالم، إلا أنك أعلنت هذه الحقيقة للكتبة والفريسيين وللشعب قائلاً «أنا هو نور العالم» من يتبعنى فلا يمشى فى الكلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا 8: 12). وحقًا أنك النور الذى يبدد الظلمة ويجعلها تنقشع فلا يكون لها وجود أو سلطان. و«النور» هو الذى يشرق على البشرية الغارقة فى الظلمات والخطية.
أم النور والميلاد
والعذراء مريم نلقبها بأم النور وهكذا نخاطبها قائلين: نعظمك يا أم النور الحقيقى،ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم، ولقد استحقت أمنا العذراء مريم هذا اللقب لأن منها كان النور الحقيقى يسوع المسيح الذى ينير لكل إنسان آتيًا إلى العالم (يوحنا 1: 9). ولذا نحن نتمنى أو نحلم فى عيد الميلاد المجيد أن يسود السلام كل ربوع العالم أو المسكونة بعد أن كثرت الحروب وتوافدت الصراعات العديدة فى العالم. أما الأب الراهب «بنيامين المحرقى» فيرى أيضًا بأن التجسد الإلهى فى بطن العذراء وبدون زرع بشر ليس أمرًا مستحيلاً ف«حواء» خلقت من ضلع ل«آدم» بدون زرع بشر إذ يقول الكتاب «فأوقع الرب سباتًا على آدم فنام وأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا» من (سفر التكوين 2: 12) حيث إنه فى البداية قد خلق آدم من تراب الأرض، إذًا الرجل من الأرض والمرأة من الرجل والاثنان خلقا بدون اتحاد جسدى فلأن المرأة كان عليها دين للرجل لأنها صارت منه بدون زرع بشر وسددت له الدين بأن صارت أم الرب وأعطته جسدًا بدون زرع بشر، إذًا ليس من المستحيل على الطبقة ولكن مثلما قد صار بالضبط بالفعل مع الأبوين الأولين وهكذا أكمل بتدبير من الرب، بالرغم من أن كل العجائب ترجع إلى هذا المولود ذاته وكذلك هى رسالة إلى اليهود فيما يتعلق بالحبل الإلهى. وهنا يؤكد القديس كيرلس الأورشليمى ويتساءل كيف ولدت حواء فى بدء الخليقة ومن هى الأم التى حملت بها، إن الكتاب يقول إنها ولدت من جنب آدم بدون أم، فهل تولد حواء من جنب أب؟! إن هذا بمثابة دين للرجل على المرأة لأن حواء ولدت من الرجل فقط دون أن تحبل بها أم، ولكن مريم العذراء أوفت الدين وردت الجميل لأنها حبلت بلا زرع بشر بل كان الحبل من الروح القدس وبلا دنس «الكلمة صارت جسدًا».. وميلاد المسيح جاء مقدسًا إذ أنه ميلاد للحياة وكى ننال هذه النعمة وتصل إلينا منه لكى نولد «ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله» (يوحنا 1: 13). وبالروح القدس تولد نفوسنا ميلادًا جديدًا روحيًا مشابهًا لميلاد ذاك الذى هو بالطبيعة وبالحق الابن وبذلك ندعو الله أبًا، وهذا الميلاد يؤهلنا كى نبقى فى عدم انحلال ونحن نمجد ميلاد المسيح غير المدرك أو المحدود. ويقول القمص «مكارى يونان» راعى كنيسة مار مرقص بالأزبكية: بأن الله أرسل مولودًا من امرأة لما جاء ملء الزمان والسيد المسيح له المجد أخذ صورة إنسان كامل عدا الخطية لكنه يختلف عن كل إنسان لاسيما أن الإنسان أخطأ ولكن المسيح لم يخطئ وكل إنسان من زرع البشر لكن المسيح مولود غير مخلوق بالبشارة والحبل المقدس وأمه عذراء بتول لم يمسها بشر ولأن كلمة الله صارت جسدًا بالروح القدس. ويقول يوحنا الحبيب فى البدء كان الكلمة والكلمة عند الله وكان الكلمة هى الله.. والمسيح هو كلمة الله وعظيم هو سر التقوى. ومولد المسيح أفادنا فهو ميلاد لكل واحد فينا بعد أن أكون ابن البطن أكون أيضًا ابنًا لله بالأعمال وعدم الخطيئة أم المؤمنين باسمه ويعملون فى ظل مخافته وأما الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله. والسيد المسيح له المجد مولود من فوق بسر عجيب وبميلاده اتولدنا من جديد ومن فوق واكتسبنا جنسية سماوية.. وهذا العيد الميلادى المجيد يذكرنا بالسلام ونحن ندعو الله أن يحفظ بلادنا مصر ورئيسنا المحبوب عبدالفتاح السيسى الذى اعتبره هبة من السماء كى يصون مصر ويحفظها من التفتت والانقسام أو الضياع.. ويوم 7يناير إجازة لكل مصر وليس المسيحيين وحدهم، كما أن بلادنا مذكورة فى الكتاب المقدس والإنجيل أكثر من سبعمائة مرة دون أى من دول العالم الأخرى فلا تخافون عليها من أى من المؤامرات التى يسوقها إلينا عدو الخير وهو إبليس. وكل عام ومصرنا العزيزة بخير ومحبة وسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.