اليوم.. الأوقاف تفتتح 17 مسجداً جديداً    توقعات مخيبة للأمال لشركة إنتل في البورصة الأمريكية    وزير المالية الإسرائيلي المتطرف يدعو الموساد لاغتيال قيادات حماس وإبادة قطاع غزة بالكامل    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة للحرب على غزة    900 مليون جنيه|الداخلية تكشف أضخم عملية غسيل أموال في البلاد.. التفاصيل    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    شعبة أسماك بورسعيد: المقاطعة ظلمت البائع الغلبان.. وأصحاب المزارع يبيعون إنتاجهم لمحافظات أخرى    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    أحمد سليمان يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس الأحد
نشر في الجمهورية يوم 07 - 01 - 2019


مولود فريد.. وميلاد عجيب
بقلم: دكتور/ جميل جورجي
لقد كان ميلادك سيدي عجيبا وفريدا فقد قسم التاريخ إلي ما قبل وما بعد وقلب العالم رأساً علي عقب.. فلم يكن في مثل ميلادك لأحد من البشر بل كان الأمجد والأعظم ميلاد عذراوي حير العالم كله وجعله يتخبط.. لقد تنبأ أشعياء النبي علي ميلادك قبل أن تأتي بأكثر من 700 عام وقال "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" "أشعياء 7:14" ويقول أيضا "لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفيه. ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام" "أشعياء 9:6".. "لقد كنت نورا للعالم وقد صحب النور ميلادك مع الملاك الذي بشر الرعاة إذا ملاك الرب وكف بهم ومجد الرب أضاء حولهم" "لوقا 2:9" وبشرهم قائلا منها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب "إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" "لوقا 2:11".. "لقد كنت النور الحقيقي الذي جاء إلي العالم حيث يقول يوحنا هذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلي العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة" "يوحنا 3:19" وقد قال عنه أشعياء "فقد جعلتك نورا للأمم لتكون خلاصي إلي أقصي الأرض" "أشعياء 49:6".. لقد كان ميلادك لإنسان جبريل متفرد من نوعه لعالم جديد لقد كنت الصالح الذي لم تعرف خطية الذي أتي بالخلاص للعالم.. لقد حجب آدم الموت علي العالم عندما ارتكب خطية التعدي وعدم الطاعة وقد ورثنا عنه الخطية ثم الموت الذي اجتاز لجميع الناس.. وكما يقول بولس الرسول "من أجل ذلك كإنما إنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع" "اروجبة 5:12".
ينبوع حياة
جرجس إبراهيم صلاح
أمين عام فخري مجلس كنائس الشرق الأوسط
لحكمة سامية رتبت الأديان مواسم واياماً معينة للأعياد.. ولعل من حكمة الأعياد انها ينبوع لا يتوقف من العطاء..
إنها تحمل في ثناياها الفرح والبهجة فضلاً عن المعاني السامية التي لأجلها رتبت تلك الأعياد. في عالم يئن تحت وطأة الآلام والضيقات والأحزان.
إن الأنظار تتجه اليوم إلي قرية بيت لحم في فلسطين التي باتت في ظلال النسيان وظلام التاريخ. حتي ولد فيها السيد المسيح الذي أحدث تغييرات جذرية في حياة البشر وافكارهم بما حملت رسالته من مبادئ روحية وفكرية لعل أهمها المحبة والسلام.
والمحبة هي أولي المبادئ التي جاء المسيح له المجد ليرسي دعائمها في قلوب البشر. وتجسيداً لذلك المبدأ اعلنت المسيحية أن "الله محبة"..
جاء السيد المسيح ليعطي البشر فكراً جديداً اسسه علي المحبة. كأساس قوي ووحيد لكل الروابط بين البشر..
لقد دعا إلي أخوة البشر.. ولخص التوراة وتعاليم أنبياء العهد القديم الذين أتوا قبله في وصية واحدة تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. وقريبك كنفسك.
لقد أسس السيد المسيح الكنيسة لتكون مجتمع المحبة وشعلة الحرية التي تبدد ظلام التعصب والكراهية ولم يطلب منها أن تكون مجتمع الفوارق الطبقية والأنانية بل ينبوع العطاء والبذل.
وثاني مبادئ المسيحية الأساسية هو السلام. ففي وقت ميلاد السيد المسيح ظهر جمهور من الملائكة السمائيين لجماعة من رعاة الغنم ينشدون أنشودة الفرح. المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة..
كانت هذه الظاهرة الروحية السماوية علامة علي روح السلام التي أتي بها ملك السلام. نعم بمولد السيد المسيح كان. علي الأرض السلام.
معجزة المعجزات
بقلم د.القمص روفائيل سامي:
أستاذ اللاهوت المقارن بالكلية الإكليريكية
لما جاء ملء الزمان أرسل الله القمص إبنه الوحيد المولود من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس "غل 4:4" وفي ملء الزمان بعد أن أعد الله البشرية لمجيء ابنه القدوس أرسل الله الملاك جبرائيل بالبشارة المفرحة إلي فتاة عذراء في مدينة الناصرة تدعي مريم وقال لها: قد وجدت نعمة عند الله وها انت ستحبلين وتلدين إبنا وتسمينه يسوع "مخلص" وهذا المولود يكون عظيماً وأبن اعلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية.
ولما تساءلت القديسة العذرآء مريم متعجبة في رسالة الملاك لها وقالت كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ أجابها الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك فلذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله. فقالت مريم.
"هو ذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" فانصرف عنها الملاك. وهكذا حل الروح القدس علي العذراء مريم وكون منها جسد المسيح فكان طاهراً خالياً من الخطية الجدية والفساد الوراثي لأنه أتي بعمل معجزي بدون زرع بشر.. ولقد حل الروح القدس في بطنها مبدأ الناسوت "الجسد" وفي نفس الوقت اتحد اللاهوت بالناسوت اتحاداً أبدياً. وبعد أن تمت تسعة اشهر في حبلها المقدس ولدت الطفل يسوع المسيح ابن الكلمة المتجسد مخلص العالم.. فرحت السماء والأرض وفرحت الملائكة بهذا الميلاد العجيب وترنمت قائلة:
"المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة".
مصر .. الحِضن. والحِصْن
بقلم : شريف نبيه
افتقد الطفل يسوع مصر بالمراحم الإلهية ومنحها بركة لم ينلها أي بلد آخر في الكون الفسيح.. وأعد الله له فيها شعباً مباركاً قال عنه الوحي الإلهي في سفر أشعياء. قبل ميلاد المخلص ب700 عام: "مبارك شعبي مصر"..
هربت الأم العذراء مريم. بالطفل المبارك مع خطيبها. لتحتمي بمصر وترابها المقدس من بطش هيرودس. الذي "كان مزمعا ان يطلب الصبي ليهلكه" "متي 2:13".
جاء المسيح إلي أرض مصر. الحصن الحصين والحضن الدافئ. تنفيذا لأمر الملاك ليوسف النجار: "خذ الصبي وأمه واهرب إلي أرض مصر".
جاء المسيح إلي أرض مصر تحقيقا لما ورد في النبوات "من مصر دعوت ابني" وهو ما تم تدبيره قبل الأزمنة.. أسعد المسيح مصر بتقديسه أرضها-طولاً وعرضاً - وأقام فيها أكثر من ثلاث سنوات وستة أشهر..
بقدومه. ارتجفت الأوثان في داخلها. كما جاء في نبوءات العهد القديم..
بقدومه "أسس مذبحاً" في وسط أرضها وعامود عند تخومها"..
هذا المذبح. والعامود. بالفعل في مركز "قلب" مصر.. وتحقق ذلك عند قياس عرض وطول القطر. ضمن اجراءات إقامة أبراج للاذاعة.. فوجد ان المذبح يقع في دير السيدة العذراء "المحرق" الذي دشنه السيد المسيح بنفسه. فأصبح مزاراً عالمياً يحج إليه العديد من المسيحيين في العالم. وبخاصة الأحباش.. فلا يعد حجهم صحيحاً بدون زيارة دير "المحرق"..
في هروب الطفل يسوع من الشر. لم يؤذ أحداً طوال مدة هروبه. انتصر رب المجد. وانتصرنا معه علي الشر. وعدو الخير. ف"يعظم انتصارنا بالذي أحبنا".. وقد كرس لنا طريق الغلبة علي الشرير. وطهر مصر من العبادات الشريرة ومن عادات السحر والضلال.. آتياً علي سحابة. أمه الطاهرة العذراء دائمة البتولية.
أتي إلينا بذاته. ليخصنا بحبه واهتمامه. وقد وقع الاختيار علي مصر ليباركها ويطهرها ويقدسها. وهو الطفل العجيب الذي قال عنه القديس ساويرس الانطاكي: "بالأمس صنع امه. وأتي اليوم منها. هو الوحيد قبل آدم وبعد مريم"..
وقال أيضا: الطفل الموضوع في المذود والصغير بين المساكين. ترتعد منه صفوف النار بعساكرها..
كم هي مرهبة. تلك الصورة للعائلة المقدسة. التي تحيي بلادنا المباركة رحلتها. لتصبح متاحة أمام العالم. في اطار التنشيط السياحي. وإحياء الزيارات الروحية أمام كل إنسان يطلب الخلاص. الذي جاء إلي العالم عن طريق امرأة. كما دخلت الخطية بامرأة "حواء".. فجاء الخلاص من "نسل المرأة" ولم يأت من نسل آدم او البشر أو الانسان..
لقد أصبح "عمانوئيل" الذي تفسيره "الله معنا" علي أرض مصر المحظوظة والمختارة.. ليظللها ببركته ونعمة ابنه الوحيد. ويزيد خيراتها. ويحفظ أراضيها. وينعم عليها بالسلام والأمان والدفء والطمأنينة. لأن سلامة "يفوق كل عقل" وهو "ملك السلام".
طريق النور
بقلم : كمال عزمي
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه.. يا رب خلصنا يا رب سهل سبلنا.. مبارك الآتي باسم الرب.
بيت لحم استعد للقاء المولود والمزود تأهب والمغارة تتقبل والظل قد جاز والملائكة ترنم ترنيمة الميلاد.. المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة.
تجسد المسيح تبارك اسمه وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها.. ولم يأتمن ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبي علي خلاصنا.
احبنا يسوع له المجد محبة بلا حدود.. ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه "يو "15 13".
ولد المسيح في مزود بقر في يوم شديد البرودة ولم يكن هناك اقمطة كافية وولادته في مزود بقر لكي يعلمنا الاتصناع لأنه قال بفمه الطاهر تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب.
نعم ميلاد المسيح له المجد نحيا في مجده ونتمتع بسلامه ونفرح بخلاصة للبشرية كلها.
يا طفل السلام اعطنا سلامك في ضمائرنا.
يا طفل المحبة ازرع محبتك في قلوبنا.
يا طفل الفرح اجعلنا أن نشيع فرحاً في كل أيام حياتنا.
يا طفل الرجاء قوي إيماننا فيك لندرك أنه بميلادك صالحت الأرضيين مع السمائيين ورفعت البشرية من الموت إلي الحياة وبالتالي نفرح بميلادك.. كما فرح الرعاة وسجدوا لك كما سجد لك المجوس وقدموا هداياهم.
أهلاً بك يا يسوع في قلوبنا.. ازرع البسمة علي كل رعيتك.
امنحنا السلام والمحبة واجعل العالم كله يعيش في سلام ومحبة.
ضعف.. أعظم من القوة
بقلم: الانبا سارافيم أسقف الاسماعيلية
أهنئكم جميعاً ببدء العام الميلادي الجديد وعيد الميلاد المجيد مصلياً إلي الله أن يفرح قلوبنا ويجعلنا في سلام ومحبة وأن يحفظ بلادنا العزيزة مصر المباركة الذي باركها السيد المسيح له المجد وبارك شعبها "مبارك شعبي مصر" أثناء زيارته لها مع العائلة المقدسة. فعيد الميلاد هو أبوالأعياد لأنه لولا ميلاد السيد المسيح بالجسد. ما كان عماده ولا صلبه ولا قيامته ولا صعوده إلي السماء. ولو كان المسيح قد جاء في كامل مجده تحتفل به الملائكة والجنود النورانية. لما كان عجيباً. لكن العجيب أن تظهر كل هذه القوة من خلال مظاهر الضعف الخارجية. فلم تكن قوة المسيح كامنة في المظاهر انما في جوهرة وطبيعته. لذلك من الممكن أن يكون الانسان متضعاً وقوياً في نفس الوقت. فالذي يتحد بالمسيح يقتني منه اتضاعه وقوته معاً. فالقوة التي ترعب الشياطين هي الاتضاع. أما الكبرياء فيخلي الانسان من النعمة ويجعله يسقط في يد أصغر شيطان. آباؤنا الرسل كانوا وسط مظاهر الآلام والعذابات الجسدية المريعة. يظهرون قوة داخلية عجيبة حيرت جلاديهم. الانسان الذي يتظاهر كثيراً بمظاهر القوة الخارجية ربما يكون في داخله أضعف انسان يسيطر عليه الخوف والجبن. فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح الذي تجثو له كل ركبة ممن في السماء ومن علي الأرض ومن تحت الأرض لذلك كلما نظرنا إلي صورة الميلاد العجيب نتذكر محبته للبشرية ونقتني صفاته فنتحد به ونتمثل بحياته "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة".
رسالة.. من طفل
ممدوح بشري ويصا
يا رب.. أكتب لك خطابا غير معتاد ويبدو أنه غريب. هذه الرسالة مني كطفل بدأ في الإيمان بك وعي وفهم وحب. أما الآن. اكتشفت أن الهدايا التي تقدم لي. لم تكن منك أنت. وإنما كان والدي وأحبائي يرسلونها لي عن طريق بابا نويل. حتي أنني فهمت بأن هذه العطايا مرتبطة بالمحفظة والمال. ولم تكن هبات مجانية للأسف. توجد عقليات تربط بين الهدايا والنقود. كل شيء يشتري. نستطيع أن نحصل علي كل ما نحتاجه إذا كان لدينا مال. ولكنني أنتظر هبة أخري لا تقدر بثمن أو تشتري. وهذه الهبة ستغير العالم وليست لها صلة بالمال. عطية لا نستطيع الحصول عليها من المحلات ولا صلة إذا كنت صالحا أم لا. أنا أنتظر هذه العطية التي ستمنح لي حتي لو كنت خاطئا أو لست علي ما يرام.
أنتظر عطايا تغير العالم كالسلام والمحبة والسعادة والإرادة الصالحة والأخوة والعدل بين الناس. انتظر كل هذه منك شخصيا. كما أطلب منك يا رب أن تقرأ رسالتي. لأن عيد الميلاد بالنسبة لي هو انتظار العطية. أنا لا أعدك بأن أكون طيبا أو صالحا يوم عيد ميلادك.
أود أن أكون صادقا معك. كثيرون يتظاهرون بأنهم صالحون وأسخياء ومتعاطفون ومهذبون ومتسامحون إلي درجة أنهم يبدون كقديسين. ولكنهم في الغد يعودون كما كانوا من قبل إلي الأنانية واللامبالاة تجاه القيم الإنسانية والروحية. ويبحثون عن المنفعة الذاتية والمصالح الشخصية وغيرها. جميعنا يتفنن شتي الطرق للاحتفال بالعيد من طعام وملابس وهدايا وزينة ومشاعر طيبة. كل هذه تستهلك في يوم عيدك لذلك أعلن لك صراحة بأن لا نية لي لأكون أفضل وأحسن وأطيب في يوم ميلادك. لكن أريد أن أكون كما أنا حتي تستطيع التعرف علي وتتقابل معي مثل سائر الأيام الماضية. في ضعفي ووهني. لذلك لا أعدك بأي تغيير في هذا اليوم.
ترتيل الملائكة
فرحت الملائكة بعودة الصلة بين البشرية والسماء.. بالسلام فقد تهللت!
"المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة" وتمثلت في فرح الرعاة ببشارة الملاك لهم أنهم يفرحون حيث ولد الذبيح الحقيقي الذي يخلص شعبه من خطاياهم ولم يعد هناك احتياج لتعبهم في تربية الذبائح الحيوانية. حسب نظام العهد القديم. وفرح الملاك الذي ظهر ليوسف وقال له "لا تخف أن تاخذ امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس".
"لو 1:20" وتمثلت في ظهور المجوس وسجودهم أمام وليد بيت لحم وتقديم الهدايا لها من الذهب لأنه هو الملك ولباناً لانه هو رئيس الكهنة الأعظم ومر لما سيعانيه من الألم علي عود الصليب لفداء البشرية. وتمثلت في ظهور النجم العجيب الذي حمل صفات لا تحملها النجوم العادية ومنها أنه ظهر في واضح النهار مغطياً علي ضوء الشمس. ظهر منخفضاً قريباً من الأرض حتي أن المجوس رأوه وتابعوه ورافقهم ويسير أمامهم وهذه الصفة لا يمكن أن تتحقق في النجوم العادية حيث هي مرتفعة جداً عن الأرض ولا يمكنك أن تحدد موقعها أو هي تحد لك موقعاً كل فعل النجم مع المجوس اذ حدد لهم ميلاد المسيح في مذود البقر في بيت لحم.
يتمثل هذا الفرح اذ يسبق عيد الميلاد المجيد صوم مدته 43 يوماً في داخله شهر كيهك الذي تستعد فيه الكنيسة لاستقبال عيد الميلاد بالتسابيح والتمجيد لسر التجسد الإلهي والتطويب للسيدة العذراء مريم. كما نحتفل بالعيد بألحان الفرح بنغماته القبطية الارثوذكسية الجميلة ومازالت الفرحة ممتده وستظل إلي الأبد متمثلة في علامات بسيطة لها مدلول كبير في الفرح الذي يغمر البشرية كلها من أنوار وفرح وتعبير بشجرة الميلاد وبابا نويل ومغارة الميلاد الذي يبهج قلب الاطفال مقدماً لهم الهدايا.
الميلاد العجيب
بقلم : الأنبا موسي أسقف عام الشباب
عجيباً في أزليته:
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة والكلمة هنا ليست كلمة منطوقة ولكنها كلمة ذاتية فالسيد المسيح له المجد هو الأقنوم الثاني في الجوهر الإلهي الواحد فالذات الإلهية + الحياة الإلهية½ إله واحد الآب + الابن + الروح القدس ½ إله واحد.
عجيباً في مولده:
يحتاج ميلاد الإنسان إلي زرع بشر لكن كل الأديان تعترف بالحبل البتولي الذي كان لأمنا العذراء. دخل وخرج وظل الباب مغلقاً.
عجيباً في إمكاناته:
وهو جنين ملأ القديس يوحنا المعمدان بالروح القدس وأظهر سلطانه علي الملائكة أبرز قوته الغير محدودة علي الكائنات مثل المريض والمستقبل والنبات والحيوان. والإنسان والموت دون أن يستعين بقوة خارجية.
مشيراً: المشير هو صاحب الرأي السديد.
لماذا مشورة الرب؟ نثق في مشورة الرب لأنه صالح يحب لنا الإصلاح ويقوم لنا كل ما بيننا. وحكيماً يعرف أن يميز الأمور والأزمنة والمواقف ففكر إلهي ثاقب غير محدود قادر علي نفاذ إلي عمق الأعماق
إلهاً قديراً: إليك بعض الشواهد الدالة علي ألوهية السيد المسيح: قداسته المطلقة وسلطانه المطلق وشهادته لنفسه وشهادة الآخرين عنه.
أباً أبدياً: الأزلية والتغير لا يتفقان هذه قاعدة فلسفية مفروغ منها فالتغير يعني الزوال ويعني البداية والنهاية لكن وليد المذود أبدي سرمدي يدعي اسمه أبدياً.
رئيس السلام: حين ولد الرب بالجسد صرخت الملائكة قائلة المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة فمجيء الرب بالجسد هو البداية الحقيقية للسلام سلام صادق وثابت وأكيد لا يتزعزع أبداً.
سلام بين الله والناس وبين اليهود والأمم وبين السمائيين والأرضيين وبين الإنسان والإنسان وسلام بين الإنسان نفسه.
المذود ... مفهوم وسلوك
بقلم :الأب- بطرس دانيال
مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما
"فَقَمَّطته وأَضْجَعَتهُ في مِذوَدي لأنّه لم يَكُنْ لهما موضعى في المَنزل" "لوقا 7:2". قد أتي عيد الميلاد مصحوباً بالبهجة. ونلمس في هذه الاحتفالات الجانب الروحي والدنيوي. وبالرغم من أن الغالبية العُظمي تركّز علي الطابع الفولكلوري. إلا أن هذا العيد يترك بصماته في نفوس الملايين. يُحكي أن أحد ملوك أوروبا كان يسير متخفّياً بين شعبه. وعندما سأله أحد الأشخاص: "لماذا تفعل هذا؟" أجابه بكل ثقةي: "كيف أحكم شعبي. إن كنتُ لا أعرف كيف يعيش هذا الشعب؟". مما لا شك فيه أن يسوع الطفل وُلِد في لفائفي بسيطةي وليس في أقمشةي من حرير. في التواضع وليس في العَظَمة. في مذودي وليس في قصري. أتي لنا ومن أجلنا وليس مُعادياً لنا. ليُخلّص لا ليدين. ليحمل السلام وليس الحرب» كل هذه تُعلّمنا التواضع والبساطة والحُب. كما تساعدنا علي تغيير سلوكنا وتصرفاتنا نحو الآخرين. حتي نستطيع أن نتعامل معهم بهذه الروح التي تحمل السلام والطمأنينة والسعادة أينما حللنا. لنتخيّل معاً هذا العام عندما يأتي موعد الميلاد ولا نجد المذود. وتختفي التماثيل الصغيرة التي نُزيّن بها المغارة! ونفقد مفتاح الخزينة الموجود بها المجوهرات والحُلي. ويختفي المعطف الثمين الذي نرتديه في هذا اليوم. حتي أن محلات الهدايا نجدها مغلقة في هذه المناسبة ولا نستطيع شراء أي شيء» كيف سيكون شعورنا في هذه اللحظة الحاسمة؟ مما لا شك فيه أن الجميع سيُصابون بالذهول والإحباط واليأس. ولكن الحقيقة سنكون محظوظين للاحتفال بعيد الميلاد الحقيقي الذي لا يعتمد علي المظاهر الخارجية فقط. ولكن علي نص الإنجيل حتي نستطيع أن نعيش هذا الحدث من المنبع الرئيسي. والسبب في ذلك. عندما نعتاد علي الاحتفال بعيد الميلاد ظاهرياً فقط. لن نفهم أبداً رسالة الميلاد الحقيقية. ولن نخرج من العيد حاملين تعاليمه السامية والهادفة. ولن نُدرك أن بطل الميلاد هو الطفل يسوع وليس شخصاً آخر. كان الطفل يسوع سعيداً وقنوعاً بالمذود الحقيقي. ولكننا نزعنا منه هذا المكان. لدرجة أننا قمنا بحمل التبن الحقيقي واضعين مكانه آخراً مصطنعاً يُبهرنا ببريقه ولمعانه. نسينا المذود الذي حلَّ فيه ليعلّمنا البساطة والتواضع والفقر. فإذا تقدّم أحدى في ملابس فقيرة رثّة ويقرع أبوابنا. ولم نفتح له أو نساعده ونخاف منه أن يُفسد علينا بهجة العيد» أو أتي رجلى مُسِنى يريد أن يحتفل مثلنا. ولكننا نرفض استقباله» من المحتمل ألا يأتي عيد الميلاد. لأننا لم نستطع الاحتفال به بالمعني الحقيقي. فالسيد المسيح يريد أن نحتفل به في شخص الآخرين. يريد أن يدخل قلوب الجميع. لكنه لا يجد مكاناً فيها لأنها مزدحمة بأشياءي أخري» إنه يبحث عن النفوس الضالة. لكن هناك من يقاومه كما فعل هيرودس الملك وحاشيته. إذاً نستطيع أن نحمل رسالة الرجاء من هذا العيد. فإذا كان السيد المسيح لم يجد له مكاناً يُولد فيه» نستطيع أن نحمل الأمل لآلاف الشباب اليائس في الحياة لأنهم لم يجدوا منزلاً لهم» وكما أنه وُلِد فقيراً. نستطيع أن نعزّي الكثيرين من الحزاني للطفل يسوع والتي ينتظرها منّا كل عامي. ألا وهي قلب طاهر مُحبّاً للجميع. كل عامي ونحن بخيري وسلامي وحُبي وعطاء.
الله معنا
بقلم القمص
سرجيوس سرجيوس
وكيل عام البطريركية
"هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعون إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" "مت 1 : 23"
"ها العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل" "إش 7 : 14"
* جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده "الله معنا" اسم فيه الكثير من التعزية اذ فيه حب الله لنا.
* تشعر ان المسيح هو الله معنا.. الله في وسطنا.. ساكن فينا وساكن معنا.
* الله في الحقيقية يحب البشر جداَ. مسرته في بني البشر.. يحب ان يهب الانسان لذة الوجود معه. ويحب قلب الانسان كمكان لسكناه.. يحب الانسان ان يتمتع بلذة الوجود معه.
* منذ خلق الانسان خلقه علي صورته ومثاله واراد ان يجعله موضعا لسكناه. ومرت آلاف السنين والهنا الصالح يحاول ان يجد له موضعا في الانسان ومكان يسكن فيه ولكن "الجميع كانوا زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" "رو 3 : 12".
* لم يجد الرب في قلوبهم موضع يسند رأسه. فماذا عنك انت ايها الأخ الحبيب: ان الله ينظر الي قلبك ويقول: "هذا هو موضع راحتي الي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيه" "مز 132:14" الله اختار صهيون موضع له وصهيون وهي نفسك التي يطلبها الله وهي قلبك الذي يحب الرب أن يسكن فيه.
هل إلي هذا الحد يارب؟ نعم: أنا أريد أن أسكن معكم. وأحل فيكم. هل إلي هذا الحد يارب؟ نعم: أنا أريد أن أسكن معكم. وأحل فيكم. أجد لذة في عشرتكم.
أحب أن أكون في وسطكم.. أنا عمانوئيل. الله معكم..
* الله يعتبر جسدك هيكلا لروحه القدوس يسكن روح الله فيه "1 كو 3 :16"
* تصور ان الله واقف طوال هذه المدة يقرع علي بابك محتملا من اجلك الطل وندي الليل.
* الله سماؤه الحقيقية هو قلبك لذلك يطلب إليك علي الدوام قائلا..
يا ابني اعطني قلبك "ام 23:26"
* ان عبارة الله معنا لم يقصد ان يكون عمانوئيل معنا في فترة تجسده فقط وإنما علي الدوام وهكذا يقول الرب "ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر" "مت 28:20"
* الله لايريد منك أكثر من قلبك الله لايريد غير ذلك.. تقول يارب سأعطي أموالي للفقراء يقول لك يا حبيبي أنا عايز قلبك. عايز اسكن داخلك.. تقول يارب هأصوم وابطل كل حاجة يقول لك عايز قلبك.. تقول له هصلي طول الليل يقول لك ان صليت طول الليل ولم تعطني قلبك فلا فائدة من صلاتك.. كل عبادتك خارجية هي مجرد عباده خارجية ان لم يكن لله مسكن داخل قلبك.
* ان القديسين كانوا يشعرون دائما بوجودهم في حضرة الله.. كانوا يرونه معهم علي الدوام أمامهم وعن يمينهم.
* داود أيضا كان يحس علي الدوام بوجود الله معه اذ يقول: "رأيت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا اتزعزع "مز16:8" ما هذا ياداود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع. وفي كل اتجاه اشعر بوجود الله.
افراح.. وبركات
الدكتور انطون يونان
من بركات الميلاد الصلح الذي تم بين السماء والأرض.. فقد بدأت العلاقات بين السماء والبشر والله تعود.. فظهرت الملائكة تسبح ورجعت روح النبؤة واستأنف الروح القدس عمله في البشر. بعد أن كان كل ذلك قد انقطع بسبب الخصومة القائمة بسبب الخطية ومن بركات الميلاد اقتراب الله من الإنسان.. إذ أن المسيح له المجد كلمة الله.. حل بيننا ودعا نفسه "عمانوئيل" أي الله معنا.. كما كشف لنا في شخصه صفات الله الحقيقية فأصبحنا نري في الله الراعي الصالح والطبيب الحقيقي والخادم المحب.
ومن بركات الميلاد انه بارك الطبيعة الإنسانية إذ أن المسيح الإله المتجسد القدوس قد ظهر في الجسد كإنسان متخذاً طبيعة إنسانية ودعا اسمه ابن الإنسان ثم ارتفع مركز الإنسان إذ امكن للبشر أن يصبحوا شركاء الطبيعة الإلهية التي تعني محبته وقداسته وسعيه للخلاص "أي أنهم صاروا هياكل الله وأبناء ونور العالم وملح الأرض وسفراء ووكلاء المسيح وأعضاء في جسده الواحد".
فقد صار المسيح لنا مثالاً في مقاومة الشيطان والانتصار عليه وفي تنفيذ الوصايا كالاتضاع والوداعة والطاعة والمحبة والتسامح والحكمة والقداسة والطهارة والعطاء.
ونطلب منه أن يعمل فينا ويغير من حياتنا فنقدم له توبة صادقة ونتحد به ونعيش معه حياة القداسة ونتمتع بأمجاد وأفراح وبركات ميلاده العجيب ونفرح مع الملائكة.
"المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة".
.. والكلمة صار جسداً
بقلم:الدياكون
يونان مرقص القمص تاوضروس
حل الروح القدس علي القديسة مريم العذراء بدون علاقة جسدية وطهرها وقدسها وملأها نعمة فوق نعمة وكون من جسدها الطاهر ناسوتا مقدسا أو طبيعة إنسانية. وهذه الطبيعة البشرية الخاصة به اتخذها كلمة الله وتجسد بها وتأنس. لذلك يقول الملاك للعذراء مريم في بشارته لها.
ولما جاء ملء الزمان أرسل الله الأزلي ابنه مولود من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين هم تحت الناموس "غل 4:4".
ولد المسيح في ملء الزمان ولادة إنسانية بدون أب.. فهو ولد من الآب القدوس أزليا بدون أم.. وولد من العذراء مريم ولادة زمنية بدون أب.
ولد المسيح من امرأة بتول تحت الناموس بدون أب بصورة بشرية.. وليس له أم في اللاهوت لأنه ولد من الأب الأزلي قبل الدهور.. ولكن الله قد بين محبته لنا بالتجسد الإلهي أن يتخذ لنفسه جسدا له ويموت بهذا الجسد المادي علي عود الصليب نيابة عن البشرية بسبب الخطية التي فسدت العالم وليعلن ذاته للخليقة كلها بمقاصده الأزلية من نحو خلقة الإنسان وهدف وجوده علي الأرض.. لذلك تجسد الله القدوس الكلمة ليري الناس تلك الصورة في يسوع المسيح المتجسد مخلص العالم فقد جسد الحياة الأبدية علي أرضنا في صورة مرئية وبذلك التجسد صار "القدوس" غير المنظور بكر كل الخليقة متجليا في صميم الواقع الإنساني من أجل خلاص النفس البشرية وحتي لا يبقي الإنسان جاهلا أو غريبا عن خالقه. فالله خلق الإنسان علي صورته ومثاله "تكوين 1:26" في الطهارة والبر والحق والعدل والقداسة والقوة والكمال النسبي والتواضع والمحبة والبساطة والعمل والسلطة علي الأرض وكل الصفات النسبية وليس المقصود بالصورة في الصفات الأزلية وعدم المحدودية والقدرة علي الخلق!!
لذلك يذكرنا موسي النبي مشهد شجرة العليقة التي رآها مشتعلة بالنيران من جواها في برية سيناء ولم تمسسها بأذية. فكانت تشير إلي التجسد في بطن العذراء مريم حيث لم يحترق الناسوت لسبب اتحاده باللاهوت مثال أم النور مريم طوباها حملت جمر اللاهوتية تسعة أشهر في أحشاها وهر عذراء ببكورية وشجرة العليقة تشير أيضا إلي الصليب لأنه علي الصليب اشتعلت نار العدل الإلهي.. وشجرة العليقة هي التي ترمز إلي خشبة الصليب لذلك يذكرنا أيضا موسي النبي مشهد الصليب بالمشهد الذي رآه علي جبل طور سيناء.
فنحن جميعا أبناء الله الواحد الذين خلقنا علي صورته ومثاله والذي نعبده جميعا.. وبنوتنا لله ليست مجرد لقب وإنما نسلك بما تتطلبه هذه البنوة من مشابهة الابن لأبيه. إن الذي يعيش في الخطية وسفك الدماء لا يستطيع مطلقا أن يقول إنه ابن الله بل لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الله مجرد معرفة وهذا يوضحه الكتاب المقدس كل من خطئ لم يبصره ولا عرفه. لأنه كل من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه.. هل في حياة الخطية يمكنك أن تقول أنا أعرف الله حق المعرفة؟! كلا إنه يسمعك صوته اذهب عني لا أنا أعرفك ولا أنت تعرفني.
فأرسل الله كلمته الوحيدة للبشرية "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد" إذ طبيعة اللاهوت قد اتحدت بالناسوت بغير اختلاط أو امتزاج بينهما وبغير تغيير فلم يصبح اللاهوت ناسوتا ولا الناسوت لاهوتا "هكذا حينما نضع قطعة من الحديد في النار تتحد بها" دون أن تختلط النار أو تمتزج بالحديد ودون أن تتغير النار فتصبح حديدا أو قطعة الحديد تتغير طبيعتها وتصبح نارا.. فالنار المتحدة بالحديد لازالت تحتفظ بطبيعتها إذ يمكن أن تحرق وتكوي. ولكن في نفس الوقت لم يفقد الحديد طبيعته. هكذا حلول الله في جسد المسيح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.