علي مدي عشرة أيام استمرت الأنشطة المصرية ضمن فعاليات مهرجان القرين السابع عشر، حيث احتفل بها ضيف شرف للمهرجان، وكانت الأنشطة متنوعة وموفقة إلي حد كبير من حيث الفرق الفنية والندوات والمعارض والأفلام فحققت نجاحا لم تحققه من قبل أسابيع مصرية سابقة خارج مصر.. وكان إقبال الجمهور العربي والكويتي علي هذه الأنشطة خير دليل علي نجاحها.. وهذا يرجع إلي الاختيار الجيد من قبل وزارة الثقافة والعلاقات الثقافية الخارجية. - من القرين للكويت ترجع تسمية مهرجان القرين الثقافي (من سنة 1994) بهذا الاسم لأسباب تاريخية، فالقرين في الأصل هو أحد أسماء الكويت القديمة منذ أواخر القرن الثامن عشر حينما بدأ اسم الكويت القديم (كاظمة) يفقد أهميته كميناء عرفت به هذه المنطقة عبر القرون الماضية، وقد جاء هذا الاسم (القرين) في خريطة «كيلن» أحد الرحالة الغربيين والتي طبعت في أمستردام 1735 وظل هذا الاسم متداولا حتي نهاية القرن التاسع عشر.. إذ بدأ يختفي هو الآخر تدريجيا ليحل محله اسم الكويت. - فعاليات مصرية بدأ الأسبوع الثاني لفاعليات الأنشطة المصرية لمصر كضيف شرف للمهرجان ببانوراما الفنون التشكيلية المصرية ليكون هذا المعرض لبنة جديدة تضاف إلي صرح التعاون بين البلدين الشقيقين مصر والكويت وأن ينجح في تحقيق المتعة البصرية للجمهور ويكون مناسبة للتفاعل والتواصل بين محبي هذا الفن الجميل وفناني مصر. وقد شارك في هذا المعرض كبار الفنانين التشكيليين المصريين منهم أحمد عبدالعزيز رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة والسيد القماش أستاذ التصوير ووكيل كلية الفنون الجميلة بالمنيا وأ.د حازم فتح الله عميد كلية الفنون الجميلة سابقا والفنانة إيمان أسامة والفنان أيمن لطفي والأستاذ الدكتور حمدي أبوالمعاطي والفنان سعيد بدر والفنانة سماح الليثي والفنان صبري حجازي وأستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة صبري منصور وأستاذ الجرافيك بالفنون الجميلة والفنانة فاطمة عبد الرحمن والفنان محمد بكر الفيومي والفنانة مروة عادل وكان قوميسير المعرض أ.د أمل نصر. - ندوة الحكيم ومرسي أقيمت ندوة للدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي تحت عنوان «التراث والهوية» حذر فيها د. أحمد مرسي قائلا: «أحد أسباب مشاكلنا نحن العرب والمسلمين أننا نبحث عن حلول لمستقبل في الماضي وهذا أمر لا يمكن علي الإطلاق أن يؤدي إلي شيء غير أننا نقف في أماكننا من دون أن نتحرك بل علي العكس نحن نرجع إلي الوراء، وهناك قول مأثور يقول إذا أردنا أن نعيش في العالم الجديد فينبغي علينا أن نجري بأقصي سرعة لكي نصل إلي أماكننا.. لكن الذي يحدث للأسف الشديد أننا لا نجري بالسرعة المطلوبة وأخشي ما أخشاه أن نفقد أماكننا». وأعرب الدكتور مرسي عن أسفه لعدم النظر إلي مأثوراتنا وتراثنا الشعبي النظرة الواجبة من الاحترام فالبعض ينظر إلي هذا التراث كأنه (كلام فارغ) ويختصر لدينا التراث الشعبي في الرقص والغناء والموسيقي، واختزال المأثور الشعبي في هذا المعني الضيق خطأ كبير. في الوقت نفسه ما يقدم لا علاقة له بالمأثور الشعبي ولا بالتراث الشعبي. ثم أضاف قائلا: لقد تنبهت شعوب العالم الفقيرة إلي ما يشكله تراثها الشعبي من ثروة وقيمة فحرصت علي الحفاظ علي هوية أصحابها وتأكيدها، وتبين أن هذا المأثور الشعبي يشكل جانبا مهما من الاقتصاد الوطني لهذه الشعوب لأنه يمكن استغلاله في الحرف والصناعات التقليدية والموسيقي والغناء وأشكال التمثيل الشعبي بما يشكل دخلا اقتصاديا للذين يبدعونه، فمثلا اليابان بعد الحرب العالمية الثانية جمعت أصحاب الحرف وقدمت الرعاية والدعم لهم وأطلقت عليهم اسم الكنوز البشرية الحية، ونحن العرب لدينا كنوز بشرية حية كثيرة ،ولكن من يقدم لهم الرعاية والدعم. أما في ندوة الإعلامي الكبير وجدي الحكيم والذي قدم فيها فيضا من حكاياته وذكرياته مع مشاهير عصر ذهبي فأشار الحكيم إلي تاريخ طويل من التسجيلات النادرة واللقاءات التي جمعته بعمالقة الفن وعلي رأسهم أم كلثوم وعبد الوهاب وحكي عن أول لقاء جمعه بموسيقار الأجيال، وهو في بداية مشواره الإعلامي، وكيف تأخر عليه ساعتين فعاتبه وأعطاه نصيحة ذهبية في الانضباط والالتزام، وقال له «إنت لازم تعمل شغلك 100% وعندما سأله عن اسمه قال «محمد وجدي حسن الحكيم المحجري، فرد ممازحا: «دي مظاهرة مش اسم» واختار له اسم وجدي الحكيم للتناغم بين الياء في الاسمين. ومن خلال علاقته الوطيدة بموسيقار الأجيال تعرف والتقي عمالقة الفن والثقافة مثل عبد الحليم حافظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم والعقاد ومصطفي أمين وغيرهم. كما روي كيف ظل 18 سنة يطلب من كوكب الشرق التسجيل معها وهي تتهرب لأنها تري أن رسالتها الوحيدة هي الغناء وليس الكلام . كما تحدث عن حكاياته مع كبار الشعراء أمثال أحمد رامي وعزيز أباظة وطاهر أبو فاشا ومحمود حسن إسماعيل، كما تحدث عن الليلة المحمدية السادسة التي أعقبت غزو الكويت عام 1990 حيث كان الدينامو والجندي المجهول الذي وقف وراءها لتمثل موقفا وطنيا ومبدئيا ضد الغزو، وقال إنه قرر أن تخصص تلك الليلة للتضامن مع الكويت في تلك المحنة بالاشتراك مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي كتب دراما وأغنيات تلك الليلة . وتوالت الأنشطة المصرية فتم عرض فيلم واحد صفر بطولة الفنانة إلهام شاهين ونيللي كريم وخالد أبو النجا وانتصار وأحمد الفيشاوي وحسين الإمام ولطفي لبيب من إخراج كاملة أبوذكري وقصة وسيناريو وحوار مريم ناعوم وحضرت العرض الفنانة إلهام شاهين وجمهور عريض من المصريين والكويتيين. أما فرقة مسار إجباري الغنائية التي قدمت العديد من الأغنيات المصرية لسيد درويش فقد نالت قبولا كبيرا من الجمهور وكذلك نال عرض مسرحية عجايب الذي قدمه مسرح الطليعة المصري نجاحا كبيرا وحظي بحضور كبير من المهرجان. وهكذا جاءت الأنشطة المصرية المتنوعة والمختلفة لتكون خير ممثل للثقافة المصرية، وهذا يرجع إلي حسن اختيار الفرق والأنشطة والشخصيات المشاركة فشكرا لوزارة الثقافة المصرية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الأستاذ حسام نصار وتحية لكل من قام علي نجاح مهرجان القرين الثقافي الكبير السابع عشر من منظمين ومعدين له بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت وعلي رأسهم الأمين العام بدر الرفاعي ومدير المهرجان سهل العجمي ومن العلاقات العامة الأستاذة نوال الجاسم والدكتورة ميساء الخواجي والأستاذة بدور مصطفي والأستاذة سارة العبيدلي والأستاذة مها القريني والأستاذ يوسف الجمعان والأستاذ عبد العزيز البارود.